كانت ليلة الخميس الماضي في منزل السفير الاندونيسي الدكتور سوجاتميكو ليلة آسيوية النكهة حيث استقبلت طاقم السفارة الاندونيسية - وجميعهم من الشباب - الضيوف السودانيين واغلبهم من رجال الاعمال الذين يتعاملون مع اندونيسيا عبر علاقات ممتدة طورتها بالبرامج الجيدة المستمرة اطقم الدبلوماسية السودانية في جاكرتا ونظرائهم في السفارة الاندونيسية بالخرطوم حيث حرص الجميع على تذليل كافة العقبات التي تواجه تنمية وتقوية وتطوير العلاقة بين البلدين بما يفيد مواطني البلدين ومن الواضح ان تلك الليلة لم تكن بعيدة عن برنامج تطوير العلاقات بحسب الكلمة الضافية التي ألقاها سعادة السفير المفوض سوجاتميكو مرحباً بالحضور في داره ومثمناً العلاقات التي تربط بين جاكرتا والخرطوم . من خلال كلمة السفير علمنا ان هنالك رحلة تنظمها السفارة الاندونيسية بالتعاون مع منظمة ( اليونيدو ) تستهدف تدريب عدد سبعة عشر سودانياً في مجال الاسماك حيث تقدم اندونيسيا خبراتها في التدريب وتقوم اليونيدو بتكلفة تذاكر الذهاب والاياب للمتدربين السودانيين وهي عملية الهدف منها تطوير وتدريب الكوادر السودانية وتشير الى الروح الطيبة التي تجمع بين السودان واندونيسيا ونجاح دبلوماسيي البلدين في تطويع والاستفادة من الخدمات اوالمساعدات لتي تقدمها بعض وكالات الاممالمتحدة في مجال التدريب وهو جهد يجب ان يستمر لصالح تدريب السودانيين في مختلف ضروب المعرفة والاعمال ، ولم يقف الامر عند حدود التدريب فقد كشف السيد سوجاتميكو انهم وبالتزامن مع الرحلة التي ينظمونها للمتدربين السودانيين رتبوا الدعوة لعدد ثلاثة وعشرين من رجال الاعمال السودانيين للذهاب الى جاكرتا برفقة اثنين من موظفي السفارة هما محمد عفيفي من الشئون الاقتصادية والآنسة بتول وسيتمكن رجال الاعمال من حضور معرض المنتجات الاندونيسية وبالتالي تطوير التبادلات التجارية بين البلدين خاصة وان العديد من رجال الاعمال السودانيين بدأوا في استيراد العديد من المنتجات الاندونيسية وهي منتجات ذات جودة عالية وهي قطعاً افضل من العديد من المنتجات الآسيوية الاخرى التي غزت الاسواق السودانية وتسببت في العديد من المشكلات بسبب رداءتها وعدم مطابقتها للمواصفات . ولم ينسَ السفير ان يتأسف على فقدان السودان لجزء عزيز من التراب الوطني بسبب الانفصال متمنياً ان يتغلب السودان وجنوب السودان على المشكلات الاقتصادية الناجمة عن الانفصال وان ينجحا في تحقيق التكامل والسلام ، بقي ان نذكر ان اندونيسيا هي ارخبيل يتكون من سبعة عشر الف جزيرة منها خمس جزر رئيسية هي سومطرة وجاوا وكالمينتان وسولاويسي وبابوا واداريا وبها اكثر من ثلاثمائة وخمسون مجموعة عرقية تعيش في سلام ووحدة وطنية مدهشة وتدين اندونيسيا بالدين الاسلامي حيث تبلغ نسبة المسلمين حوالي ثمانية وتسعين بالمائة من عدد السكان مع العلم بان اندونيسيا تعتبر رابع اكبر دولة في العالم من حيث المساحة وعدد السكان والاندونيسيون بحسب السودانيين الذين حظيوا بالسفر والتجوال في تلك البقاع الخضراء شعب مسالم وطيب ويحب التعرف على الشعوب الاخرى وتبادل المنافع وهم من افضل الشعوب في مجال تقديم الضيافة والاحتفاء بالسياح ولذلك لا غرو اذا اصبحت بلادهم قبلة للسياح من جميع دول العالم بيد اننا في السودان نطمح الى المزيد من التطور في مجال التبادلات التجارية بين الخرطوم وجاكرتا من اجل الاستفادة من المنتجات الاندونيسية الجيدة وتسويق منتجاتنا السودانية مثل الحبوب والجلود واللحم الحلال وغيرها من المنتجات. فقد المح السفير المفوض الى وجود تفاهم بين الاطر الدبلوماسية في البلدين على تشجيع الاستثمار السوداني وتوسيع حجم التبادل التجاري وتذليل العقبات امام رجال الاعمال السودانيين للاسهام اكثر في تنمية عمليات تصدير المنتجات السودانية واستجلاب المنتجات الاندونيسية ومما لاشك فيه ان الجميع يدعم ويشجع مثل هذه الخطوات وصولاً الى علاقات اكثر قوة وتميزاً بين البلدين .