ظل الصرف على الاندية الرياضية في السودان هاجسا يؤرق مجالس الادارات ويحد من ذاتية النادي وانطلاقته نحو العالمية ومواكبة متطلبات المرحلة في ظل الاعتماد على الشخوص والافراد سيما وان عائد المباريات لا يكفي لتسيير تمرين واحد للفريق رغم ثقله الجماهيري بل وفي احيان ظل الصرف احد العوامل الطاردة وانزواء كثيرين عن ولوج العمل الرياضي الطوعي والاصطدام بالقوانين واللوائح التي تحكم العمل الرياضي .. غير ان بعض اندية القمة بدأت خلال السنوات الماضية الاتجاه نحو الاستثمار والرعاية للحد من ظاهرة الاعتماد على الاشخاص والرموز ... نادي الموردة احد الاندية التي عانت كثيرا من تلك المعضلة قياسا بوضعيته وافتقار مجتمعه للرموز الرأسمالية واصحاب المال وشرع مجلس ادارته في البحث عن موارد تعينه على الصرف حتى يتمكن من اداء دوره الرسالي بشقيه الرياضي والاجتماعي قياسا بخصوصيته الزمانية والجغرافية فكان الاتفاق المبدئ قبل اكثر من عام مع احدى الشركات العالمية بالخرطوم لرعاية فريق الكرة وفق خطة واضحة المعالم لفترات طويلة تشمل تقديم الدعم المادي وتسجيل اللاعبين وتأهيل المنشآت، وفي المقابل شرع فريق الكرة في ارتداء شعار تلك الشركة في اكثر من مباراة . ولكن لشئ في نفس يعقوب تبدل الحال واصبح الامر طي النسيان وعاد النادي للمربع الاول شأنه شأن الاندية الاخرى يشكو لطوب الارض اعتماده على الرموز والاشخاص وتمضي ذاكرة الايام وتلوح في الافق بارقة امل للانعتاق من براثن الرموز عبر ( ماتشينا ) وهي اصدارة تصدرها احدى الشركات ويرأس مجلس ادارتها عضو المجلس ومدير المناشط مازن الطيب الذي ذكر للصحافة ان ماتشينا مجلة نصدرها بالتعاون مع الاتحاد العام وتأتي مكملة للعمل الاعلامي الذي تقوم به الصحف الرياضية والسياسية وتهدف لتقديم خدمة تفصيلية لاحداث يوم المباريات ذات الثقل الجماهيري بالخرطوم والولايات اضافة للتعريف ببعض النجوم من العصر الذهبي وملمح عن جوانبهما الاجتماعية والاسرية. وقد وجدنا تجاوبا كبيرا في الاوساط الرياضية والاعلامية وحول امكانية جعلها بوابة نادي الموردة للاستثمار ابان مازن (تبنينا ذلك الطرح وعرضنا الفكرة للمجلس في العديد من اجتماعاته ) وبدورها تلمست ( الصحافة ) رغبة القاعدة الموردابية في تبني الفكرة بشفافية وفق رؤية محددة المعالم تضمن عائداً مقدراً يسهم في الصرف على انشطة النادي المختلفة سيما فريق الكرة .... فهل يلتقط مجلس الموردة القفاز وتكون ماتشينا بمثابة الولوج لبوابة الاستثمار ام يظل الاعتماد على الرموز والاشخاص ديدن المجلس سؤال تكمن اجابته في الايام المقبلة