في ساحة «اتني» بالقرب من شارع الجمهورية في الخرطوم عرض ناشطون في مجال الثقافة كتبا للبيع باسعار زهيدة لتشجيع الاقبال على الاطلاع واقتناء الكتب، في وقت سادت فيه حالة من الكساد المكتبات الرئيسية القريبة من المكان، واحالت الخرطوم الى مدينة «متعطشة» للاطلاع، وفقا لافادات ناشطين. ولم يتوان محمد فرح، الذي كان يتفاوض مع بائع على السعر في اقتناء كتاب نادر، قائلا انه فشل في الحصول عليه لظروفه الاقتصادية بالرغم من شغفه بالاطلاع، وروى انه حصل على كتاب «المثقف والسلطة» وهو كتاب نادر لادوارد سعيد بسعر زهيد . وشملت المبادرة التي جاءت من مجموعة عمل تضم ناشطين في مجال الثقافة، عرض كتب وروايات لروائيين سودانيين وعالميين وعرب، ابرزها اصدارات الطيب محمد الطيب، وكتب لادوارد سعيد، والروائي السوداني عبد العزيز بركة ساكن. وقال استاذ التاريخ بالجامعات الاميركية عبدالله علي ابراهيم، ان المجموعة قامت بعمل فريد من نوعه و»اخرجت الخرطوم من حالة ظلام دامس». ومع استمرار حالة من الكساد يتخوف ناشطون ومثقفون من تراجع مبيعات الكتب وانشطة المكتبات العريقة بالعاصمة خاصة في ظل تزايد اسعار العملات الأجنبية مقابل العملة المحلية. والهمت عملية عرض الكتب في الهواء الطلق الستيني، التاج حسن على قطع مسافات طويلة من ضاحية الكلاكلة شرق لشراء كتب واللجوء الى عملية تبادل واستلاف تقيه فراق طويل للاطلاع على حد قوله وتحسر التاج على تراجع الاطلاع ودور الثقافة، وقال ان الواقع الحالي يعكس مستقبلا قاتما على الاجيال المقبلة والحالية. ولم يكن الحال داخل مكتبة رئيسية بوسط الخرطوم بافضل من عمليات التسوق في محال للهواتف النقالة بشارع الجمهورية ، وبدت المكتبة وكأنها خالية ومغلقة تماما، وقالت احدى العاملات «ننتظر منذ الصباح مرور رواد لشراء الكتب لكن لم يأت حتى موظف الضرائب». ورصدت»الصحافة» العشرات من طلاب الجامعات الذين ترددوا على ساحة «اتني» لاقتناء الكتب ومعرفة آخر الاصدارات، كما كان حضور القيادي في حزب المؤتمر الشعبي المحبوب عبد السلام لافتا. ويرى ناشطون ان مبادرة «اتني» بمثابة تفوق تاريخي على كبريات معارض الكتب بالسودان، خاصة وان عملية العرض كانت متاحة دون تحديد السلطات للكتب والاصدارات المعدة للعرض. وكانت السلطات قد منعت عرض روايات للروائي السوداني عبدالعزيز بركة ساكن بمعرض الخرطوم الدولي الاخير، طبقا لوكالة الانباء الفرنسية. ولم يتردد صحفيون بارزون من التوجه الى ساحة «اتني» العريقة، وشوهد الصحفيان فيصل محمد صالح وعادل الباز وهما منهمكان في البحث عن كتب نادرة.