ينتظر ان تبدأ اليوم بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا القمة الثنائية الخامسة التي ستجمع الرئيسين عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت لبحث كيفية انفاذ اتفاقات التعاون الموقعة في سبتمبر الماضي، وقال حزب المؤتمر الوطني ان الرئيسين سيوقعان خلال القمة بشكل نهائي على الاتفاقات والاجراءات التي اقراها مفاوضو الدولتين في الجولات السابقة، وأطلع الرئيس البشير امس على الترتيبات المتعلقة بتكوين المؤسسات الادارية والأمنية بمنطقة أبيي والعقبات التي تعترض قيامها. وقال المستشار الصحفي للرئيس عماد سيد أحمد ل»الصحافة»، ان القمة تأتي بغرض التباحث والاسراع في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القمة الاخيرة بين الرئيسين في سبتمبر المنصرم. واضاف سيد أحمد ان القمة التي تأتي برعاية اثيوبية ستناقش تطبيق الترتيبات الامنية ومناطق الحدود واستئناف النفط وفتح المعابر للتجارة، لافتا الى ان المباحثات ستنطلق في حضور رئيس الآلية الافريقية رفيعة المستوى ثامبو امبيكي ورئيس الوزراء الاثيوبي هايلي ماريام ديسجالين. من جانبه، اعرب سفير جنوب السودان لدي الخرطوم ميان دوت عن امله في ان تنجح القمة في كسر الجمود بين البلدين وعدم تأثرها باي حوادث جانبية، في اشارة الى اتهامات جيش الجنوب للقوات المسلحة امس الاول بقصف ولاية بحر الغزال. ويتوجه الرئيس البشير الى أديس أبابا صباح اليوم برفقة وزير شئون الرئاسة الفريق اول بكري حسن صالح ووزير الدفاع الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين ووزير الخارجية علي كرتي ومدير جهاز الامن والمخابرات الوطني الفريق محمد عطا ووزير الدولة بالرئاسة وعضو وفد الحكومة المفاوض سيد الخطيب. وقال الرئيس المشترك للجنة الاشرافية لمنطقة أبيي «أجوك» الخير الفهيم المكي، انه قدم تنويراً للرئيس حول القضايا المتعلقة بتكوين هذه المؤسسات، مبيناً أن جانب السودان في اللجنة يعتزم رفع شكوى للاتحاد الأفريقي نسبة لتأخر حكومة جنوب السودان في تسمية مرشحيها لتكملة اتفاقية الترتيبات الادارية والأمنية الموقعة بين الطرفين في يوليو 2011م، ما خلق فراغا انعكس على الاوضاع الامنية والخدمية. وأوضح الفهيم حكومة الجنوب تماطلت في الرد على الآلية الأفريقية خلال الفترة الممنوحة لها حول المرشحين الذين تقدم بهم السودان خلال الاجتماعات التي عقدت يومي 13-14 ديسمبر الماضي بأديس أبابا. يذكر أن الاجتماعات السابقة للجنة اشراف أبيي هدفت لمناقشة تكوين المجلس التشريعي ومؤسسات الشرطة والقضاء. في ذات السياق وصف عضو المكتب القيادي للحزب الدكتور قطبي المهدي لقاء البشير وسلفاكير بالطبيعي للوقوف بشكل نهائي على تطورات الأحداث المتصلة بعملية التفاوض حول القضايا العالقة واتفاقية التعاون المشتركة، مضيفاً أن اللقاء يأتي في اطار داخلي يخص الدولتين وليس من حق أية جهة خارجية تقديم آرائها ومقترحاتها وفقاً لأجندتها الخاصة. وأضاف قطبي ،ان الرئيسين سيوقعان خلال القمة بشكل نهائي على الاتفاقات والاجراءات التي اقرها مفاوضو الدولتين في الجولات السابقة. وذكر أن حزبه والحكومة أكثر تشدداً على حسم ملف الترتيبات الأمنية بصورة نهائية باعتباره مسألة استراتيجية سيسهم حسمها في استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية والحدود بين الدولتين، داعياً قيادات حكومة الجنوب أن يكونوا أكثر وضوحاً وتقديم حلول بشكل نهائي لمصلحة الدولتين. من جانبه، اتهم جنوب السودان الخرطوم بشن هجمات جوية على جنوب الحدود المتنازع عليها امس الاول، وقال وزير الاعلام الجنوبي برنابا ماريال بنجامين للصحفيين، ان عددا من المدنيين أصيبوا في الهجوم الذي وقع في منطقة كيت كيت بولاية غرب بحر الغزال. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من القوات المسلحة، لكنها نفت في السابق اتهامات الجنوب بشن هجمات. وقال وزير النفط في جنوب السودان ستيفن ديو داو ان بلاده سترجئ استئناف تصدير النفط الى منتصف مارس على الأقل حتى في حالة تسوية كل النزاعات الأمنية مع السودان في القمة الرئاسية التي ستعقد اليوم. وتعد هذه التصريحات وهي أول توقعات منذ نوفمبر ضربة لكلا البلدين المعتمدين على النفط واللذين يخوضان نزاعا منذ أن أوقف جنوب السودان انتاجه النفطي الذي يبلغ 350 ألف برميل يوميا في يناير العام الماضي، بعد فشل الجانبين في التوصل الى اتفاق بشأن رسوم عبور الصادرات في أراضي الشمال.