د.أمين مناحة ٭ يا أيتها النفس المطمئنة- قد ظللتِ مشنوقة على نخلة هيفاء سنين عددا - وكنت أيتها النفس الذكية تبتسمين للرياح العاتية والأمواج تلاطم جزعك المدُلى عبر الزمان. انت كنت عروس نيلنا أغرقناك في (الزقازيق) وأخذتك تياراته فسبحت عكسها حتى دميت ذراعاك- وآهٍ من رحلة ( روال بندي) التي يلوذ الواحد فيها من رمض الاقتناص بنار الإحتيال وقلنا لاختك قُصية فقصتك ( شبين) بين جزر القلبين وخرج المجاهدين.. كي تقر عيننا ولا نحزن فأنتخب الله لك فرسانك الذين لم يقصروا في مهرك فجلبوا لك العديل والزين وكنت أنت العروس المجمرة والمعزولة في حجرها.. أيتها النفس الراضية، اليك تاقت نفس شمس والكواكب ونورها فانتجتك مناجية، حيث غيرت منها، فلم تبخل ولا ضنت بالوصال. كان حديثي معك قبل أيام خمس محض حزن ودمعة ونواح.. وعدتك بالدعاء حتى ديك الفجر يأذن بالصياح، فحملت اورادي عند شيخي ودعوت لنفسك قبل نفسي بالشفاء أو البواح.. أن يترجل هذا الفارس من هذه المصلاة، فلو كان مرضك كفارة ذنبٍُ لك ولنا جميعاً لكفانا وطهرنا وغسلنا بالبرد والماء وزمزم، أو هكذا حسن ظننا بالله.. وهاهو الحكيم يكفكف عنك وجهه جلالة بجماله فأنت أجمل من عرفت أنفسنا وطابت به الارواح.. مع الفرسان والصديقين والشهداء والصالحين يوم الدين.. والى لقاء أيها الحبيب فطب وأنهل من كوثر المصطفى وأدع لنا، أن نتنكب الطريق كادحين حتى لقياك في آخر الطريق والزمان، عند كريم منان.. والسلام عليك يوم عقلت ويوم دفنت ويوم تبعث حيا