أجمع المشاركون في المنتدى التفاكري الأول حول (آفاق إنتاج الأرز بالسودان) الذي نظمته وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والموارد الطبيعية والمنظمة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) بفندق السلام روتانا أمس على ضرورة التوسع في زراعة الأرز بالبلاد والعمل على تخطي كافة العقبات التي تعترض زراعته بالبلاد على مستوى المعاملات الفلاحية والحصاد ومعاملات ما بعده وتسويق الإنتاج وأشاروا إلى الاهتمام بانتخاب العينات الجيدة من التقاوي بجانب التحضير الجيد للتربة ومكافحة الحشائش وإدارة الري للحصول على إنتاج عالي مع ضرورة العكوف على إنتاج الأرز مستقبلا ، بجمع المعلومات والتوسع في البحث العلمي وتبادل الرؤى والأفكار بين المشاركين في عملية إنتاج الأرز بدءا بالمزارعين وانتهاء بالباحثين لمناقشة المعضلات ورسم خارطة طريق لمعالجتها . وأعرب وزير الدولة بالزراعة جعفر أحمد عبد الله لدى مخاطبته فاتحة أعمال المنتدى عن تطلع الوزارة لمد أواصر التعاون مع اليابان وبناء شراكات استراتيجية في قطاع زراعة وإنتاج الأرز ولفت إلى أهمية الأرز اقتصاديا لجهة إمكانية توفيره 15 مليون دولار سنويا الأمر الذي يعتبر داعما لزيادة الإيرادات بالخزينة العامة لاسيما في ظل تحدي تحقيق الأمن الغذائي الذي تسعى له الدولة وأعلن عبد الله إعداد وزارة الزراعة عدتها لمحاربة الفقر ومواجهة تحدي توفير الأمن الغذائي العالمي ودعا لتبني لجملة من السياسات والخطط لتحقيق ذلك . ومن جانبه اعتبر الأمين العام للبرنامج القومي للنهضة الزراعية عبد الجبار حسين عقد المنتدى فرصة لتبادل الرؤى وتلاقح الأفكار بغية تحقيق المصلحة العامة بالبلاد عقب تجاوز العقبات وزاد حسين أن صعوبة الوضع الاقتصادي بالبلاد تقتضي وضع خطة اقتصادية تقوم على إرساء الإصلاحات ومجابهة وتخطي العقبات والتحديات ووصف الوضع بالحرج غير أنه أكد أن السودان قادر على تذليله استنادا على ما يتملكه من مقومات وموارد ودعا عبد الجبار للاستفادة من تجربة اليابان في مجال زراعة وإنتاج الأرز وأضاف أن حجم المصدر من الأرز يتراوح بين (40-50) طن سنويا وأن السودان سيكتفي منه ذاتيا في قريبا . وأكد حسين متانة العلاقات بين السودان واليابان لاسيما على مستوى دعم السودان في المحافل الدولية وطالب المنتدى للخروج بتوصيات علمية رصينة قادرة على تحقيق الأهداف المرجوة . وعلى صعيد الجايكا كشف الممثل المقيم لمكتبها بالسودان هيرويوكي موري عن سعادته بالمشاركة في المنتدى الأول لتنمية قطاع الأرز الذي يهدف إلى تبادل وجهات النظر وآراء كل المعنيين بالقطاع في السودان بغية تحديد وتخطي كافة العوائق التي تواجه القطاع. وزاد أن السودان يمر بمرحلة وصفها بالحرجة اقتصاديا نسبة للتغير الهيكلي في منظمة الاقتصاد الذي كان عماده إنتاج النفط غير أنه كشف عن إيمانه بأن السودان يملك ويتمتع بكل مقومات التنمية من أراضٍ شاسعة خصبة وموارد مائية غنية وكوادر شبابية مجتهدة وزاد أن القطاع الزراعي بالسودان يمتلك إمكانيات واعدة تؤهله لخلافة النفط لاسيما في ظل الخطط والسياسات الإستراتيجية واضحة الأهداف على حد قوله . وزاد موري أن اليابان عملت على مساعدة السودان في تنفيذ إستراتيجيتها خاصة على مستوى مشروع بناء قدرات النهضة الزراعية وأن اليابان تعمل على ترقية زراعة الأرز الهوائي وأنشأت مزارع تجريبية في ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض في عام 2010 مع وضعها في الاعتبار إستراتيجية الحكومة السودانية قبل التوسع في المشروع ليشمل ولايات سنار والقضارف ونهر النيل والشمالية وأكد موري باستمرار التعاون بين السودان واليابان في مجال زراعة وإنتاج الأرز سيكون مصدرا للأرز في المستقبل القريب وتعهد باستمرار التعاون بين البلدين لا على مستوى المجال الزراعي وأكد من الاستحالة بمكان الحصول على محاصيل جيدة دون بذل الجهود من كل المعنيين وتمنى خروج المنتدى بتوصيات ورؤى تمكن من تخطي كافة المعضلات التي تواجه إنتاج الأرز في السودان . ودعا عدد من المشاركين في المنتدى إلى توفير التمويل اللازم لإنتاج الأرز ومعالجة مشاكل تسويات الأراضي ومكافحة الآفات والحشائش والارتقاء بجانب الوقاية مع تبني رؤية استراتيجية لتطوير إنتاج الأرز بالبلاد يتداعى لرسم معالمها كافة المعنيين بالقطاع وأمنوا على أن الإدارة الجيدة تمثل السبيل الأوفر حظا دوما للوصول إلى إنتاج جيد .