تعودنا في السودان منذ عقود وأجيال على الاحتفاء بالكتاب والأدباء العرب الذين يحلون ضيوفاً أو مقيمين .. ولا زالت الذاكرة السودانية تحتفي بزيارة الأستاذ عباس محمود العقاد « 1942م» واقامة د. عز الدين اسماعيل ، د. عبده بدوي ، د. محمد النويهي ، د. احسان عباس وغيرهم ، ومساهمتهم في الحياة الثقافية .. وكذلك زيارات الشعراء :- محمود درويش ، عبدالرزاق عبدالواحد ، نزار قباني وغيرهم . وقد أعادت جائزة الطيب صالح العالمية هذا التواصل الثقافي ، واحتفت برموز هذا الابداع من مغرب الوطن العربي ومن مشرقه . واليوم يحل علينا ضيوف أعزاء حول مائدة الطيب صالح ، ذلك الكاتب الذي رسم مساراً جديداً للرواية العربية ، معلناً كما عبر الأستاذ نبيل سليمان عن انطواء مرحلة من مراحل الرواية العربية وبداية مرحلة أخرى من وعي الرواية بالذات وبالعالم . والكتاب العرب الذين يحلون بيننا اليوم ، هم امتداد للعلاقة المتينة بين المثقف وأبناء شعبه ، وفي ذلك يبرز اسم الكاتب الفلسطيني رشاد أبوشاور الذي قد يختلف معه أحدنا على قراءة الواقع السياسي لأمتنا ، ولكن لا يختلف معه أحد على قدرة ابداعه على تصوير تراجيديا الخروج من بيروت ? وهي واحدة من الروايات الكبيرة التي ? في تقديري ? تصلح للسينما كواحدة من الأفلام التاريخية المبدعة . أما عبدالله ابراهيم فهو من أبناء كركوك وله كتب تعد الآن مراجعاً في مسألة ( المركزية الثقافية ) وفي السرديات ، فهو من النقاد الذين أصبحوا جزءاً من حراك ثقافي عربي يحاول أن يؤسس لمناهج حداثية تعمل على التأسيس لحركة نقد عربي لا تنقطع عن حركة الحداثة في العالم ، ولا تدير ظهرها لتراثها العربي . ومن سورية ? التي قدمت للعروبة على صعيد الثقافة والفكر الكثير ، وكانت ملاذاً لثوار ومفكرين وأدباء ? الى جانب نبيل سليمان الدكتورة أسماء معيكل وهي ناقدة وأديبة وأستاذة في جامعة قطر ? ونحن هنا نتمنى أن يتوقف سفك الدم العربي في سوريا والعراق وفلسطين وغيرها من الدول العربية ? وأن يعود الاستقرار لهذه الأقطار وكذلك كافة الدول التي تعاني من اضطرابات أن يسبغ عليها الله نعمة الازدهار واحترام حقوق الانسان ? فالانسان العربي يستحق أن يكون له حقوقه في هذا العصر .