سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصادر «الصحافة»: التشديد على عدم الانسياق وراء تقارير تتحدث عن حلف سياسي جديد يمثل تهديداً للسعودية توجيهات «عليا» في السعودية بتقوية العلاقات العسكرية والاقتصادية بين الرياض والخرطوم
علمت «الصحافة» أن توجيهات عليا صدرت بالسعودية للمضي قدماً في توطيد العلاقات مع الخرطوم في شتى المجالات، وخاصة العسكرية والاقتصادية. وقال مصدر مطلع ل «الصحافة» إن الايام الماضية شهدت نقاشاً واسعاً في دوائر اتخاذ القرار بالمملكة العربية السعودية، حيث طرحت العديد من الموضوعات التي وصفها ب «الدقيقة»، وخلصت النقاشات الى ان السودان دولة شقيقة ويتوجب ان تمضي معها العلاقات الى أفضل صورها، وعدم «الانسياق» حول التقارير التي تتحدث عن عزم السودان على اقامة «حلف سياسي» جديد يمثل تهديداً للسعودية. واضاف المصدر أن التوجيهات التي صدرت يتم الآن تنزيلها على ارض الواقع، بهدوء حتى تبلغ منتهاها بما يصب في مصلحة الخرطوموالرياض، مشيراً الى أن التعاون العسكري والاقتصادي سيأخذ ابعاداً جديدة بين البلدين في غضون الفترة المقبلة. ووصف المصدر زيارة وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين الى السعودية، بأنها تأتي في هذا السياق، مؤكداً أن المباحثات التي اجراها الفريق حسين مع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي سلمان بن عبد العزيز آل سعود بالرياض كانت ناجحة ومثمرة، خاصة انها ناقشت ملفات «دقيقة» بعيداً عن أعين الاعلام. ولم يخف المصدر وجود مجموعات صغيرة في السعودية حاولت «تضخيم» زيارة سفن حربية الى ميناء بورتسودان، ومحاولة ربطها بمصنع اليرموك، والتمدد الشيعي في السودان، مؤكداً ان القيادة العليا في المملكة اصرت على اهمية العلاقات السعودية السودانية، والعمل على تقويتها عوضا عن اضعافها. الى ذلك أكد ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز متانة العلاقات بين الرياضوالخرطوم، مشدداً على أهمية التعاون مع السودان انطلاقاً من حرص المملكة على المصالح المشتركة بين البلدين. وقال سموه: «لا بد من تعزيز التعاون بين القطاع الخاص السعودي والقطاع الخاص السوداني، وضرورة تشجيع التواصل بين رجال الاعمال في البلدين بهدف الاستفادة من فرص الاستثمار في السودان». وأضاف سموه أن بلاده تولي اهتماماً كبيرا لأمن واستقرار السودان انطلاقاً من موقعه الاستراتيجي. ومن جهته عبر السفير السوداني لدى المملكة عبد الحافظ ابراهيم محمد عن تفاؤله بانطلاقة متميزة للعلاقات السودانية السعودية خلال المرحلة المقبلة، في ظل اهتمام القيادتين في الخرطوموالرياض بحتمية تقوية العلاقات المشتركة. وقال السفير عبد الحافظ ل «الصحافة» إن توجيه سمو ولي العهد السعودي بضرورة تشجيع القطاع الخاص في البلدين لتنفيذ مشروعات مشتركة للاستثمار في السودان يلقي مسؤولية كبيرة على رجال الاعمال في البلدين لتنفيذ طموحات القادة، مشيراً الى ان هذا التوجيه تزامن مع التحضيرات الجارية لانعقاد الملتقى السعودية السوداني بالرياض في منتصف شهر ابريل المقبل. وأضاف أن لقاء وزير الدفاع الفريق اول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين بولي العهد السعودي اتسم بروح الاخاء الصادقة، وناقش مجموعة من الموضوعات التي تصب في مصلحة البلدين، ومن بينها مواصلة التدريب العسكري المشترك في منطقة البحر الاحمر. واشار الى ان هذا اللقاء يعطي زخماً كبيراً للمنتدى الاقتصادي السعودي السوداني في اعقاب تأكيد ولي العهد على ضرورة تنشيط عمل القطاع الخاص، والاستثمار في السودان. ومن جهتهم عبر عدد من المغتربين السودانيين عن سعادتهم بالجهود المبذولة في سبيل تقوية العلاقات بين بلادهم والسعودية، واجمعوا في افاداتهم ل «الصحافة» على أن العلاقات السودانية السعودية ظلت قوية منذ عقود طويلة، الا انهم لمسوا بطئاً في المضي قدماً بهذه العلاقات في الفترة الاخيرة، واشاروا إلى ان علاقات تاريخية مثل هذه العلاقات لا ينبغي لها أن تتأثر بأية اشعاعات او تقارير مضللة. وطالبوا بالاستمرار في هذه العلاقات نحو اهدافها المنشودة، واشاروا الى ان نحو مليون نسمة من السودانيين يقيمون بمختلف مدن السعودية، ولم يجدوا طوال سنوات اغترابهم بالسعودية غير حسن الضيافة وروعة التعامل.