لا تزال الاحتياجات الإنسانية في السودان مدفوعة بدورة النزوح والنزاعات والتعرض للمخاطر ما يضاعف الاحتياجات الإنسانية ذات الأولوية القصوى بين هؤلاء الناس الذين يأملون في المساعدات الغذائية وفرص وسائل العيش والمياه والصحة العامة والخدمات الصحية، وحماية النازحين واللاجئين وغيرهم من الفئات المعرضة للمخاطر، ولتلبية هذه الاحتياجات فقد أطلقت الأممالمتحدة وشركاؤها نداءاً إنسانياً لاستقطاب دعم حدد ب(983) مليون دولار لتمويل مجموعة (364) مشروعاً في القطاعات الثلاثة عشر بأكملها في العام الحالي 2013 لتقديم الإعانات الإنسانية ل (4.4) مليون شخص في السودان. حيث كشفت الأممالمتحدة عن وجود (4.3) مليون شخص في السودان يحتاجون الى المساعدات الإنسانية في ولايات البلاد المختلفة اغلبهم في دارفور والنيل وجنوب كردفان، واوضح تقرير مكتب المنسق المقيم للشئون الإنسانية في السودان التابع للأمم المتحدة ان (3.4) مليون شخص في إقليم دارفور يحتاجون الى شكل من أشكال المساعدات الأنسانية في العام الحالي 2013 منهم (1.4) مليون في معسكرات النازحين ، بالإضافة الى (695,000) شخص تأثروا بشدة جراء النزاع الدائر في النيل الأزرق وجنوب كردفان، بجانب (142,000) ألف لاجئ في السودان منهم (45) الف من دولة جنوب السودان، و(38) الف شمالي من العائدين من دولة الجنوب في الحدود بين البلدين، ونحو (40) ألف عادوا الى منطقة أبيى. وقال منسق الأممالمتحدة المقيم ومنسق الشئون الإنسانية للسودان علي الزعتري في مؤتمر صحفي بقاعة الصداقة أمس الأول ان خطة الإحتياجات الإنسانية المرصودة للعام 2013 تستهدف توفير «مليار دولار» أمريكي لتحديد مجالات الإحتياجات الإنسانية بالتشاور الوثيق مع حكومة السودان، وأوضح الزعتري ان العدد الإجمالي للمحتاجين للمساعدات الإنسانية زاد عن العام الماضي رغم انخفاضه في دارفور الا انه قال ان المعدل إرتفع في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وأشار الي ان احتياجات التمويل للعام 2013 انخفضت 8% من العام السابق نتيجة لتصاعد الاوضاع الإنسانية في سوريا ومالي وميانمار وبعض الدول مادعى الى ترشيد الإستجابة للجهود الإنسانية مع تحسين الكفاءة والتحديد الدقيق للأولويات واختيار المشاريع، وشدد الزعتري على ان تعمل الحكومة لحلول دائمة وتقوية القدرات الوطنية للتخطيط والإستجابة للإحتياجات الإنسانية والتحول من المعالجات قصيرة الأمد والتقليل من الاعتماد على المساعدات على المدى الطويل، وأشاد في الوقت ذاته بالجهود التي بذلت من الحكومة ومفوضية العون الإنساني والوزارات ذات الصلة في مراحل اعداد خطة العام 2013 للإحتيجات الإنسانية. ومن جانبه نفى المفوض العام للعون الإنساني بالسودان سليمان عبدالرحمن منع المنظمات الدولية من الوصول الى مناطق المتأثرين في النيل الازرق وجنوب كردفان وقال «لا يوجد اي منع من الوصول الى اي منطقة آمنة والأصل في خطة العام الحالي حرية الحركة والإنتشار» وأضاف «فقط الإستثناء في المناطق التي يتعرض فيها المنظمات وافرادها للخطر مايقع في مسئولية الحكومة»، وانتقد سليمان وصف الاوضاع في النيل الازرق وجنوب كردفان بالمأساوية وقال « الاوضاع ليست مأساوية والحكومة لم تمنع المنظمات من تقديم المساعدات»، وأشار الى مشاركة خمس منظمات تابعة للأمم المتحدة في المسح الميداني لولاية جنوب كردفان في (12) محلية بالولاية، وأضاف لاتوجد ازمة انسانية في النيل الازرق وجنوب كردفان، وقال «الازمة الانسانية فى المناطق التي يسيطر عليها التمرد وليس في مناطق الحكومة»، وأضاف «الحركات المتمرده لم تسمح بدخول المساعدات في مناطقها حتى إنقضاء الفترة التى تم التوقيع عليها بين الطرفين بضمان الاممالمتحدة و الاتحاد الافريقى وجامعة الدول العربية»، وتوقع سليمان تحسن الاوضاع الإنسانية في البلاد عقب توقيع تنفيذ اتفاق التعاون المشترك بين دولتي السودان في اديس أبابا خاصة في الحدود بين البلدين. وفي ذات السياق كشف تقرير الأممالمتحدة عن وجود (3) مليون طفل في السودان تتراوح اعمارهم بين ( 14 15) عاما لايحظون بدوام كامل في التعليم، وقال التقرير ان 10% من اطفال السودان يموتون دون سن الخامسة نتيجة للأمراض السارية عن تلوث المياه والملاريا والإسهالات والتايفويد، بالإضافة الى إرتفاع معدلات سوء التغزية لدى الاطفال بدرجة (16.4)% متجاوزة مستويات نسبة الطوارئ العالمية، و(20%) من نساء السودان لا يتاح لهن الوصول الى الرعاية الصحية الاساسية اللازمة في الولادة، وشدد التقرير على ان الإحتياجات الإنسانية للسودان تناقصت بشكل مثير للقلق، بإنخفاض التمويل من 2011 2012 بنسبة 9% مايؤثر في تراجع قدرة الوكالات الانسانية على انقاذ الارواح والحد من المعاناة مايتطلب من الجهات الفاعلة في السودان بذل المزيد من الجهود بموارد أقل، وتستهدف خطة العام الحالي 2013 تسجيل (150,000) الف طفل بمدارس الاساس وتوفير المواد التعليمية ل (350,000) ألف من الاطفال، وتدريب (5,500) الف من المعلمين والمعلمات الجدد، والمساهمة فى الاستجابة الانسانية في حينها في جميع انحاء السودان، وترقية وتيسير الحلول الدائمة بتمكين المجتمعات من الإعتماد على نفسها بدلاً من المساعدات، وبناء قدرات الفاعلين الوطنيين لتلبية الإحتياجات الإنسانية في السودان. وتحدث من منظمة الصحة العالمية آنسو بانتيجو عن الوقائع الإنسانية في قطاع الصحة في السودان وقال ان هناك (5.75) مليون شخص من النازحين والعائدين والأسر المضيفة المتأثرة في حاجة إلى الرعاية الاساسية وقال إن عدد العاملين في الصحة في دارفور أقل (5) مرات مقارنة بمؤشر منظمة الصحة العالمية، واشار الى ان اكبر المعوقات تتمثل في عدم كفاية الوصول وإتاحة الحصول على الرعاية الصحية الأولية وخدمات الإحالة لعدد (5,75) مليون من النازحين والعائدين واللاجئين والمجتمعات المضيفة من المتأثرين في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، واوضح ان خطة 2013 تستهدف تعزيز نوعية خدمات الرعاية الصحية الاساسية بما في ذلك علاج الأمراض الشائعة وتوفير الادوية والتحصين والرعاية التوليدية الطارئة وتغذية الأطفال حديثي الولادة من نسبة 45% 60% في المناطق المستهدفة، ومن ثم تعزيز القدرات الوطنية الولائية والمحلية في التنبوء بالامراض المعدية وحالات الطوارئ والكشف عنها. وتحدث مندوب المفوضية السامية للاجئين ان 75% من الناس في المناطق المتأثرة بحاجة الى المواد غير الغذائية والمأوى في حالات الطوارئ واغلبهم من النساء والأطفال، وقال ان هناك (50) الف أسرة طال امد نزوحها في دارفور وتحتاج الى تجديد المواد غير الغذائية في العام 2013، وتوفير المأوى في حالات الطوارئ والمواد غير الغذائية لأكثر من (1,5) مليون شخص تأثروا بالنزوح والكوارث والحروب في جميع انحاء السودان، وقال ان خطة 2013 تستهدف توفير الملاجئ الإنتقالية الصديقة للبيئة لما يقل عن (10) الف اسرة من النازحين طويلى الأمد وأسر العائدين.