قال متحدث باسم جماعة سيليكا المتمردة في أفريقيا الوسطى، إن مقاتلي الجماعة وصلوا إلى ضواحي العاصمة بانغي أمس، وتسلل بعضهم إلى المدينة، بعد أن سيطروا على بلدة دمارا، وذلك اثر انهيار اتفاق للسلام عقدوه مع الحكومة بداية هذا العام. وقال المتحدث نيلسون ندجادر لرويترز عبر الهاتف من باريس إن «الهدف هو السيطرة على بانغي اليوم، لدينا ألفا رجل على الأرض، وتسلل بعضهم إلى العاصمة». وقال سكان ومسؤولون عسكريون إن المتمردين سيطروا على بلدة دمارا على بعد نحو 75 كيلومترا من بانغي بعد يوم من رفض المتمردين عرضا للسلام من الرئيس فرنسوا بوزيزي. ودعت حركة سيليكا المدنيين والعسكر إلى «الهدوء» بعد أن اقتحمت حاجزا للقوة الأفريقية في دمارا، وهي آخر نقطة محصنة على طريق العاصمة، وصرح أحد الناطقين باسمها إريك ماسي لفرانس برس في باريس بأن «قواتنا سيطرت للتو على دمارا وندعو الجميع، مدنيين وعسكريين إلى الهدوء في انتظار وصول قواتنا إلى بانغي تفاديا لمعارك غير مفيدة». وقال متحدث باسم الرئاسة في العاصمة بانغي لرويترز عبر الهاتف، إن هناك معارك تدور بين قوات المتمردين والجيش، في دمارا. وكانت قوات أفريقية لحفظ السلام قد أعلنت بلدة دمارا «خطا أحمر» يجب ألا تتعداه قوات المتمردين باتجاه العاصمة، ولكن حركة سيليكا تجاوزته، بعد أن اتهمت رئيس أفريقيا الوسطى بخرق اتفاق سلام كان قد تم في يناير الماضي. وأعلن مصدر في البعثة الأفريقية لدول وسط أفريقيا أن المتمردين في تحالف سيليكا اقتحموا امس حاجز القوة الأفريقية الواقع شمال بانغي والذي يعد آخر نقطة محصنة على الطريق إلى العاصمة بانغي. وقال المصدر «وقع إطلاق نار بدون أن يسقط جرحى. اقتحم المتمردون الحاجز وتجاوزوه»، وأضاف أنهم «في طريقهم إلى بانغي» و»نحن في حالة تأهب قصوى». وذكرت فرانس برس أن مصدرا عسكريا تحدث لها عن معارك تدورأمس بين جيش أفريقيا الوسطى ومتمردي تحالف سيليكا في مدينة بوسنغوا الكبيرة شرقي البلاد «250 كلم على بانغي». وأضاف المصدر، طالبا عدم ذكر اسمه ، أن «حركة التمرد تشن حاليا هجوما على مدينة بوسنغوا، ومن الصعب معرفة ما يجري هناك تحديدا لأن الاتصالات الهاتفية قطعت للتو». في هذه الأثناء، يحتجز مقاتلو حركة سيليكا خمسة وزراء من أعضاء وفد حكومي في مهمة لدى الحركة في شرقي البلاد منذ الأحد الماضي. وقال مصدر آخر في حركة التمرد العقيد جوما نركويو لفرانس برس «طلبنا من الحكومة أن تطبق اتفاقات ليبرفيل لكن يبدو أنها لا تصغي إلينا». وأضاف «نمهل الحكومة 72 ساعة للرد على مطالبنا وإلا فإن سيليكا ستستأنف الأعمال القتالية». ورفع متمردو سيليكا -التي أسست نهاية 2012، وتكونت من أكبر حركتي تمرد وعدة مجموعات مسلحة صغيرة- السلاح في وجه نظام الرئيس فرنسوا بوزيزي منتصف ديسمبر الماضي، وهددوا بالزحف على العاصمة بانغي لكن تدخلا إقليميا حال دون ذلك، ووافق التحالف المتمرد على المشاركة في حكومة وحدة وطنية، بعد إبرام اتفاق سلام في ليبرفيل في 11 يناير الماضي. وما زال المتمردون يطالبون بالإفراج عن المعتقلين السياسيين ورحيل القوات الأجنبية من أفريقيا الوسطى وخصوصا قوات جنوب أفريقيا.