بمهارة يتحسس محمد البخيت قطع البطاطس بانامله ، وفرز البطاطس وتصنيفها مهمة يجيدها محمد البخيت المشهور وسط زملائه ب « القريش » ، وينحدر القريش من منطقة درفيس بمحلية ام روابة ، ومدينتا ام روابة وتندلتي تشتهران بكونهما مسقط رأس معظم عمال وتجار الاسواق المركزية بالبلاد ، التي تسوق الخضر والفاكهة التي يأتي على رأسها سوق شمبات والمركزي بالصحافة ، يقول القريش الشاب الاربعيني انه زاول العمل منذ ان غادر مقاعد الدراسة بالمرحلة الابتدائية مضيفا « تعلمت فرز البطاطس من ملاحظات الزبائن عن البطاطس الجيدة ورغبتهم في نوعيتها » . وتقتضي مهمته فرز نوعية البطاطس لعدة درجات بناء على اللون ونظافة البطاطس من الجروح والخدوش، يواصل القريش السفر الى عدة مدن سودانية لاتمام مهمته ، فقد سافر الى مدني وتنقل مابين العبيديه وود حامد و امدرمان وشندي ودنقلا وحتى القضارف، ويقول ان اخر منطقة زارها كانت نقزو ود حامد بالشمالية الشهر المنصرم ، والقى القريش عصا ترحاله في مدينة مروي ليشهد اكبر موسم لانتاج البطاطس في السودان لاجراء فرز وتصنيف البطاطس ، وداخل المخزن الضخم الذي يسمح بمرور عدة شاحنات في وقت واحد ويسع «5 » آلاف طن بنظام تبريد مغلق شيدته هيئة تطوير الزراعة بمنطقة مروي، يجلس القريش وسط فريقه العامل في فرز البطاطس، ويقول ان فريقه في الفرز يتبعه في كل رحلاته، مشيرا الى انسجام الفريق الذي يعمل بروح عالية . ويؤكد ان الموسم الحالي افضل مواسم انتاج البطاطس في محلية مروي مضيفا « بطاطس مروي مافي زيها » ، وعلى القريش وفريقه العامل في فرز البطاطس العمل منذ الصباح الباكر الى منتصف الليل لاستقبال الدفارات المحملة بانتاج البطاطس من حقول امري الجديدة والحماداب وبعض حواشات المزارعين الخاصة، وموسم حصاد البطاطس وفرزها يتطلب من فريق الفرز قضاء ما يناهز الشهر في تصنيف البطاطس قبل الانتقال الى مواقع اخرى . وباتت الولاية الشمالية من اكبر منتجي البطاطس بالسودان بعد إنشاء مشروعي امري الجديدة والحامداب لاعادة توطين متأثري سد مروي، وعهد الى هيئة تطوير الزراعة بسد مروي احداث اختراق في تنويع سلة المحاصيل بالولاية ، وكانت ارض المشروعين جرداء تحفها الرمال بيد ان شق الترع والقنوات حولتا الارض الى جنة . يقول رئيس لجنة الحصاد بالهيئة محمود مصطفى صالح ان البطاطس في هذا الموسم حققت اعلى انتاجية بلغت 18 طنا للفدان من العينة ايفرست التي تتميز بمقاومة الامراض والانتاجية العالية.