تقرير: صديق رمضان: «لابد من عودة الولاية باسرع مايكون» هكذا لخص ناظر قبائل المسيرية مختار بابو نمر حديثه مع «الصحافة» ،ويشاطره في المطلب عدد من مكونات غرب كردفان حيث تري في عودة الولاية التي تم تذويبها قبل ثمانية اعوام في جنوب كردفان سانحة جيدة لادراك تنمية ظلت منشودة حينا من الدهر الا انها استعصت بداعي التقاطعات الكثيرة التي مرت بها المنطقة والبلاد،غير ان مساعي يبذلها وفد من قبيلة الحمر يتواجد هذه الايام بالخرطوم بقيادة الامير منعم منصور مع قيادة الدولة ربما اسهم في ابطاء انفاذ قرارعودة ولاية غرب كردفان وذلك لانه جدد طلبه الرامي الي قيام ولاية النهود. وكان مجلس الولايات قد قرر اخيرا عودة ولاية غرب كردفان وفق حدودها الجغرافية السابقة التي كانت تشمل محليات لقاوة ، السنوط ، كيلك ، السلام ، أبيي ، الدبب ، الميرم ، الفولة،بالاضافة الي المحليات التي تقع في دار حمر وهي، النهود ، ودبنده ، الخوي ، ابوزبد ، غبيش ، الاضية،ورفع مجلس الولايات ماخلص اليه الي رئيس الجمهورية لاتخاذ القرار النهائي الذي يندرج ضمن سلطاته ،ولاتقع سلطة ادارة منطقة أبيي ضمن مهام الحكومة المرتقبة لغرب كردفان وذلك لأنها تتبع مباشرة لرئاسة الجمهورية ،وفي حالة عودة ولاية غرب كردفان بحسب قرار مجلس الولايات يتوقع مراقبون ان تكون واحدة من اكثر ولايات السودان استقرارا اقتصاديا اذا ماتوفر الامن وذلك لنسيجها الاجتماعي المتماسك والتعايش السلمي وماتمتلكه من امكانيات وثروات زراعية وحيوانية وبترولية. وكانت انباء ترددت بانه يتوقع ان يحدث توزيع عادل للسلطة بين مكونات الولاية الرئيسية وابرزها المسيرية والحمر والنوبة ،حيث اشار مصدر الي انه وفي حالة موافقة الحمر النهائية بالتبعية لغرب كردفان «وهم الذين كان نائب الرئيس قد خيرهم في لقاء معه قبل ثلاثة اشهر بالتبعية للولاية التي يريدونها بعد ان وعدهم بالمصادقة علي ولاية النهود لاحقا»،فان منصب الوالي سيذهب اليهم ،فيما يسند بحسب المصدر منصب نائب الوالي للنوبة ورئيس المجلس التشريعي للمسيرية ،وبرزت العديد من الاسماء المرشحه لتولي المناصب العليا بالولاية العائدة ،حيث جاء اسم رئيس مجلس ادارة تنمية غرب كردفان وعضو المجلس الوطني أحمد صالح صلوحة وهو من ابناء منطقة الميرم وينحدر من قبيلة المسيرية ،كما برز اسم وزير الدولة بالصناعة المهندس عبدالواحد يوسف ابراهيم وهو من منطقة غبيش احدي محليات الحمر،وهناك ايضا نائب والي جنوب كردفان الحالي اللواء أحمد خميس الذي ينحدر من قبيلة النوبة ومن منطقة لقاوة،وغيرها من اسماء طرحت لتولي قيادة ولاية غرب كردفان،ويشير ذات المصدر الي انه وفي سبيل قيام الولاية حسبما جاء قرار مجلس الولايات يتوقع ان يتم توزيع مقار الوزارات بين الفولة والنهود وان يكون هناك تمثيل عادل لكل مكونات غرب كردفان في الاجهزة السياسية والتنفيذية والتشريعية . ويطالب ناظر قبائل المسيرية مختار بابو نمر بالاسراع في اعادة ولاية غرب كردفان،ويشير في حديث ل«الصحافة» الي ان النزاع الذي حدث بين بعض مكونات المسيرية خلال الفترة الماضية ماكان له ليقع اذا كانت الولاية موجودة وكان هناك والٍ بالمنطقة ،ويؤكد ان عودة الولاية تسهم في استتباب الامن والاستقرار علي الاصعدة كافة ،لافتا الي ان قبيلته لاتهتم كثيرا بامر الوالي المتوقع تعيينه ،وقال»ماعندنا مشكلة في موضوع الوالي ونرحب بالذي يقع عليه الاختيار». ورغم اشارته الي ان وفدا من القبيلة حضر الي الخرطوم لبحث امر انشاء ولاية النهود الا ان سكرتير مجلس شورى قبائل الحمر عبدالحي صافي الدين يؤكد علي متانة العلاقة التي تربطهم بكافة مكونات غرب كردفان وخاصة المسيرية الذين وصفهم باقربائهم ،مؤكدا في حديث ل«الصحافة» ان اهدافهم الاساسية تتمثل في الامن والاستقرار والتنمية ،وقال ان الحقائب الدستورية تأتي في اخر اهتماماتهم ،ويري ان مطلبهم بقيام ولاية النهود موضوعي تسنده عدد من الدوافع ،ويقول صافي الدين ان مواطني محليات الحمر يشعرون بغبن كبير ويرون ان ظلما كبيرا وقع عليهم رغم ولائهم المطلق ل»الانقاذ» لعقدين ونصف من الزمان وذلك بعدم اهتمامها بقضاياهم وتجاهل مطلبهم الرامي الي قيام ولاية منفصلة يملكون كافة الامكانيات اللازمة لجعلها انموذجا يحتذي به في الامن والتعايش السلمي والاستقرار والتنمية . الا ان عضو المجلس الوطني سالم الصافي يكشف بانه من الذين طالبوا بعودة ولاية غرب كردفان التي يري في حديث ل«الصحافة» انها ستكون منفذا لتنمية المنطقة ،ويري ضرورة الاسراع باعادة الولاية وذلك لان هناك الكثير من التقاطعات التي تشهدها المنطقة وتحتاج لوجود حكومة تستطيع مواجهتها ،مناديا بتعيين والٍ مدرك لقضايا غرب كردفان ويعرف ماذا يريد ان يفعل خلال المرحلة المقبلة وان يكون مقبولا من الجميع ،ويري للجميع حق الترشيح وابداء الرأي الا ان القرار النهائي بيد رئاسة الجمهورية ومركزية الحزب الحاكم حسبما يشير. ويعود سكرتير مجلس قبائل الحمر ويشير الي انه وفي حالة تعذر قيام ولاية النهود فانهم ورغم مايشعرون به من مرارات وغبن فلن يقفوا ضد قيادة الدولة،مشيرا الي ان النائب الاول ترك لهم خيار الانضمام الي الولاية التي يريدونها ،وفيما يتعلق بامر الوالي قال»نحن والمسيرية اخوان ومايجمعنا «لحم ودم» وليس في ثقافة القبيلتين الحديث عن المناصب ،فاهدافنا ترنو نحو الاستقرار الامني والتنموي قبل كل شئ». ويؤكد ناظر قبائل المسيرية ان الحمر يستحقون ولاية وذلك لما يملكون من امكانات مادية وكفاءة بشرية ،ويقول:اذا اختاروا الانضمام لغرب كردفان فمرحبا بهم فهم اهلنا ومابيننا من علاقة راسخة وقديمة ،ونقول لهم «جركانة البترول سيتم توزيعها بالنصف بيننا»،ويؤكد ان للحمر مكانة خاصة عندهم اذا اختاروا غرب كردفان او رفضوا. اما عضو المجلس الوطني الدكتور ادم بلوح فقد تمني في حديث ل«الصحافة» ان تعود ولاية غرب كردفان آمنة ومستقرة ،ويري ضرورة ان تكون مقار الوزارات موزعة مناصفة بين الفولة والنهود وان يتم تشييد طريق اسفلت يربط بين المدينتين .