الخرطوم : هند رمضان : خمسون عاما مرت علي تأسيس منظمة الوحدة الافريقية التي تحولت الي اتحاد افريقي قبل 14 عاماً ، وخلال هذه الاعوام مرت الدول الافريقية بظروف انسانية اقعدتها عن السير بثبات نحو المستقبل وظلت تحاول ان تخمد هذه النيران التي تندلع مرة هنا وتارة هناك ، فبينما تضرب المجاعات والحروب والفقر وعدم التقدم التنموي، تظل افريقيا محاطة بعدم الاستقرار السياسي والامني ، والان في اليوبيل الذهبي للاتحاد الافريقي لاتزال هذه التحديات قائمة وتبحث عن حلول خالية من الاجندة ، وتبقي افريقيا تبحث عن اتحاد تجاري وتنموي وسياسي وأمني . وقال رئيس مكتب الاتحاد الافريقي بالسودان محمود في ندوة عن تقييم مسيرة الاتحاد الافريقي امس بالخرطوم ، ان الاحتفال بمرور خمسين عاما علي تأسيس منظمة الوحدة الافريقية مناسبة في غاية الاهمية وتأتي في وقت تمر به الدول الافريقية بتحولات كبيرة ، واشار الي ان القمة التي ستعقد في العاصمة الاثيوبية ستناقش هذه التطورات وتحاول ان تطرح حلولا لها . بينما اكد مدير ادارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية محمد أمين عبد الله الكارب ان منظمة الوحدة الافريقية ظلت ولاتزال لتعزيز الوحدة والتعاون الافريقي وظلت نقطة اهتمام وارتكاز للدول الاعضاء وتؤخذ مداولاتها ومخاطباتها في الحسبان ، ولاتزال منبرا ومظلة لحل المشكلات التي تضرب القارة ، ويضيف الكارب ان المنظمة ابرزت المشاكل التي خلفها الاستعمار الخاصة بالعنصرية وايضا اسهمت قوات يوناميد في حفظ السلام في دافور والان تحاول ان تصل الي اتفاق بين السودان وجنوب السودان . وقال الكارب ان التحديات كبيرة امام الاتحاد الافريقي اهمها الامن الغذائي في القارة والتمرد المنتشر علي نطاق واسع وكذلك انتشار السلاح وعدم الالتزام الدولي وغياب العدالة في الفرص التجارية والاستثمارية ، وعلي الرغم من ذلك فان المؤشرات الاحصائية تقول ان هناك زيادة تنموية في القارة ، ويوضح الكارب ان السودان ينظرالي هذه القمة كمناسبة مهمة حيث يتحدث فيها الرؤساء عن رؤيتهم المستقبلية . من ناحيتها ، اكدت سفيرة زمبابوي في السودان هيلدا مباوي ، ان التحديات قائمة امام الاتحاد الافريقي ويجب الاهتمام بالسلام والتنمية والاخذ بيد الشباب وضرورة استيعابهم لانهم يملكون القوة الكافية للعمل . واضافت هيلدا انه لايجب ان تنظر افريقيا للوراء مؤكدة، اهمية التعاون التجاري فعندما يأتي المستثمر الي افريقيا يجب ان تقابله متحدة، وشددت علي عدم حل مشاكل الدول بشكل احادي . ويقول السفير التونسي بالسودان الوالد دودش في حديثه عن مرور خمسين عاما علي منظمة الوحدة الافريقية ، انه حدثت اشياء كثيرة جعلت افريقيا تسعي للاندماج في مجالات متعددة وانها الان تعيش في حالة تناغم مع تحولات المجتمع الدولي، وتسعي لفرض مصالحها علي العالم ، وافريقيا كذلك تحاول ان تتحد لكي تنهض ، ويضيف ان هنالك روحا افريقية جديدة تقوم علي العمل الموحد الي جانب المشاكل التي تتعلق بالامن والاستقرار ، قبل ان يقول ان افريقيا تعيش في حالة شيخوخة ولازالت تواجه المشاكل التنموية والامن والسلم ، كما انها واعية بهذه التحديات وقررت ايجاد حلول مناسبة لهذه الصعوبات ،و تتبني روحا جديدة تنسجم مع التوجهات الدولية بالاضافة الي الديمقراطية وحقوق الانسان والحكم الرشيد ، مؤكدا ان الاتحاد الافريقي بصدد بناء شراكات مع الاتحاد الاروبي والصين والهند وامريكا اللاتينية مؤكدا ان افريقيا تحاول الحصول علي مقعدين في مجلس الامن الدولي . بروفسور حسن مكي ابتدر حديثه في الندوة معبرا عن حزنه لكون الذكري الخمسين لمنظمة الوحدة الافريقية تمر ودولة بحجم المغرب تكون غير موجودة، وقال من المهم جدا ان يعود مقعد المغرب حتي يرجع التعاون الافريقي الي نشاطه ولابد ان تضع المنظمة هذا الامر في اولوياتها ، ويضيف حسن مكي ان كل الاتحادات في العالم تقوم علي ارث ثقافي عدا الاتحاد الافريقي الذي أسس علي ارث جغرافي مؤكدا علي ضرورة الاهتمام بالارث الثقافي . ويوضح حسن مكي ان معظم المنظمات الافريقية الصوت الاجنبي فيها عالي لأن تمويلها يأتي من الاممالمتحدة او الاتحاد الاروبي هذا مايجعل اجندتها مطعمة ، ولفت الي ان الاتحاد الافريقي يجب ان يقوم بدور كبير تجاه مايحدث من صراعات واصلاح الحال في المناطق الملتهبة في كل من الكنغو واثيوبيا وارتريا واعادة الالفة بين السودان وجنوب السودان قبل ان يختتم حديثه بان انجازات الاتحاد الافريقي ليست بحجم عمره . سفير اثيوبيا بالسودان ابان ان منظمة الدول الافريقية كانت تواجه الحرب الباردة وعلي الدول ان تعي واجباتها وان يتم رفع الوعي بهذا الشئ ، واشار الي ان صندوق النقد الدولي عندما يدعم يأتي باجندته التي لاتسمح لافريقيا بالتطور.