وقف معهم : عبد السلام الحاج: يتوقف معاوية عكاشة فجأة وسط الشارع في المحطة الوسطى ببحري ليشرح للمارة علامات العصا البيضاء ، بينما فارس الشغيل منهمك مع مجموعة من الشباب في حديث عن شريحة المكفوفين بصورة عامة ومكفوفي معهد النور بصورة خاصة ، وكيف انه المعهد الوحيد في السودان لتعليم المكفوفين في مرحلة الاساس منذ عام 1960 ، من أجل كل ذلك جاءت فعالية وقفة النور للتعريف بقضايا المكفوفين لأكبر شريحة من المجتمع للتضامن معهم والوقوف من اجلهم ، وزيادة الوعي الاجتماعي بهذه الشريحة المهمشة في المجتمع . يقول ابو العباس المهدي « وقفة النور هي حملة اجتماعية اعلامية مكثفة جاءت بمبادرة من منظمة بصيص أمل ومجموعة تعليم بلاحدود ، وتهدف الى التعريف بقضية مكفوفي معهد النور وبكل شريحة المكفوفين بصورة عامة ، لأن المجتمع السوداني يحتاج لوعي كبير جدا ، فهو جاهل بكيفية التعامل مع المكفوفين ، ان كان ذلك بالعلاقات او حتى بتقديم المساعدة وهذا يعود لأسباب عديدة أهمها وسائل الاعلام التي لا توجد بها برامج تشرح من خلالها للمجتمع أهمية المعاملة مع المكفوفين، وأن الانسان الكفيف هو انسان طبيعي مثل أي انسان يقوم بواجباته كأي انسان مبصر » . اما الشاب ابونائب العريفي فيقول لملف ونسة «جاءت فعاليات « وقفة النور » على مدار ثلاثة ايام متتالية اشتملت على معرض وبازار ومعرض « عيش التجربة » بالاضافة الى «مشية » للمتطوعين معصوبي الاعين مع التلاميذ المكفوفين من معهد النور بحي الاملاك الى المحطة الوسطى بحري ذهاباً واياباً ، حاملين معهم العصا البيضاء مع شرح لطريقة استخدامها لرفع وعى المواطنين بعلاماتها وتسهيل تعاملهم مع المكفوفين أثناء حركتهم أليومية ، كما تم توزيع آلاف المطبوعات الورقية التعريفية بشريحة المكفوفين في عدد من المساجد ، وتم تعليق حوالي ألف بالونة بها شعار الوقفة في شارع النيل ، وكل ذلك من أجل لفت انتباه المجتمع الى هذه الشريحة المنسية وتوفير الدعم النفسي والمعنوي والمادي لهم ، ووقفة النور سوف تستمر ، حتى يجد كل تلميذ كفيف فرصة تعليم افضل ، اذ نطمح الى رؤية معاهد لتعليم المكفوفين في كل مدن السودان كما شاركت مجموعة راي الغنائية في احياء الحفل الختامي وقاموا بأداء اغنية «بلاد النور» وهم معصوبو الاعين تضامنا مع المكفوفين.