: يطل شهر رمضان كعادته في كل عام ، يحمل نفحة من نفحات الإيمان ، يغدقها على العالم ، ورمضان هذا العام يجئ في أعقاب أحداث مؤلمة شهدها السودان ومناطق مختلفة من العالم العربي . في السودان حدثت الهجمات التي روعت الآمنيين في ام روابة وابوكرشولا ، ولا زال الصراع في دارفور وفي مصر يشتد الصراع بين شرعية الرئيس محمد مرسى ونظامه ، وشرعية الإرادة الشعبية كما في تظاهرات 30 يونيو ، وكل طرف متمسك برأيه وصواب موقفه ? والصراع في سورية يزداد ضراوة مع إتساع التدخلات الأجنبية من القوى الإقليمية والدولية ، مما ينذر بمخاطر تهدد سوريا التي هي قلعة للعروبة والإسلام .. والعراق لا زال يشهد المزيد من العنف وإراقة الدماء .. ولبنان مهدد بالفتنة الطائفية .. والأتراك بعد أن فاضوا في الشأن السوري انكفأوا في معركة داخلية حول ميدان ( تقسيم ) .. والحال في افغانستان لا يسر .. والمسلمون في بورما مسحوقون ومهانون ، ومنظمة التعاون الإسلامي لا تفعل ما يجب .. وفي مالي تحول الأمر على يد القوى الدولية إلى تطهير عرقي طال عدد من الفولاني والطوارق والعرب من سكان البلاد ، في إشارة واضحة إلى أنها حرب ضد الثقافة العربية والإسلامية .. في زمن يظن البعض منا أن الغرب صادق في توجهاته لإقامة ديمقراطية حقيقية ، وأنه يرعى حقوق الإنسان دون أن يراعي مصالحه ! ونبتهل إلى الله أن يكون شهر رمضان مناسبة لوقفة صادقة مع النفس ، نحاسب فيها ذواتنا على كل تقصير في حق أنفسنا والآخرين ، وأن نزيل كل ظلم لحق بنا أفرادا ومجموعات ، وان نتقي صفحاتنا من كل سوء ، وأن نلتزم بأن يكون كل فعل وقول لنا يتحرى الصدق ، وتقديم المعرفة للآخرين دون منٍ ولا أذى ، وأن نتعلم من الآخرين كل درس مفيد .