نيالا: عبدالرحمن ابراهيم : خيم الحزن على مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور في اعقاب الاحداث المؤسفة التى شهدتها المدينة خلال الايام الماضية وقد ادان الاهالى تلك الاحداث التي راح ضحيتها نفر من الابرياء اضافة لما اصاب الناس من خسائر المادية ضخمة. وكانت الاسواق الواقعة بمحلية نيالا شمال الاكثر استهدافا في الاحداث ورغم نداءات اصحاب المحال التجارية بضرروة توفير قوة ثابتة بالسوق ولكن السلطات سريعا ما تعمد الى سحبها وتعرض السوق الى حرق ونهب منظمين وتعرض سوقى الملجة والمواشى لحالة نهب وسلب افقر التجار تماما وباتوا يقلبون اكفهم حسرة على ما حاق بهم من خطر يهدد بخراب بيتوهم وتشرد ابنائهم . احد المتضررين قال انه فقد كل شيء وهو الذي يقوم باعالة اسرتين قوامهما «19» فردا و اصبح لا يستطيع توفير لقمة العيش لهم خاصة ان لدية ابناء بالمدارس يحتاجون للرسوم وملابس المدارس بجانب مصاريف الاكل والشراب اذ اصبح عاجزا عن تقديم اي شيء لاسرته. السوق اصيب بحالة من الصدمة و لا يوجد محل واحد ملئ بالبضائع وانما اصبح اطلالا من الخراب والرماد والواح الزنك التي تتجاذبها الرياح، والتجار تراهم يجلسون على اكوام من انقاض السوق متحسرين على ما اصابهم من مكروه و قد نصبوا لهم صيوانا لتلقى التعازى من مواطنى المدينة. العاملون بالسوق من التجار رفضوا الالتقاء بنائب الوالى ومعتمد المحلية لجهة انهم يرون كلا المسؤولين غير قادر على معالجة اذمتهم مصرين على لقاء والى الولاية ادم محمود جار النبى الذي لم يكلف نفسه زيارة السوق حسب وعده لهم فى صبيحة اليوم الثانى بعد ان قاموا بمسيرة سلمية اول من امس لمقابلة الوالى الا ان الشرطة منعتهم وسمحت لعشرة منهم بلقاء نائب الوالى عبدالرحيم حسن عمر وفى السياق ذاته قال رئيس اللجنة الادارية للسوق مبارك جسور ان سوق الملجة ظل مستهدفا من قبل المجرمين المسلحين لاكثر من عامين تعرض من خلالها الى اربع حالات نهب وحرق برغم مطالبة التجار بوجود قوات نظامية متمركزة بالسوق طول العام الا ان الولاية لم تلتزم وبرغم اعلان حالة الطوارئ بالمدينة الا ان هناك اهمالا تاما تجاه الاسواق بمحلية نيالا شمال على حد قول جسور الذي اكد ان السلطات عملت على تمركز القوات بالمواقع الحيوية بداخل المدينة وابدى جسور اسفه على عدم تفاعل المسؤولين وبرغم اتصالهم بشرطة الدفاع المدنى منذ وقت مبكر من الحرائق الا انهم لم يتحركوا بالسرعة المطلوبة ليمتد الحريق ويشمل عددا اكبر من الدكاكين ولفت الى ان جملة الخسائر لم تحصر بصورة كاملة ولكن ما استطاعوا حصره اكثر من عشرة ملايين جنيه. ولفت جسور الى ان هنالك مطالب اخرى ظلت حبيسة ادراج ديوان الزكاة وحكومة الولاية تخص الخسائر التى تعرض لها السوق قبل عام وعامين وحمل تجار سوق الملجة والمواشى فقدان اموالهم وحرق السوق للوالى جار النبى لاعلانه حالة الطوارئ وعدم توفير الامن بالاسواق لافتين الى ان عمليات النهب بدأت فى تمام الساعة السابعة مساء، وقال احد المتضررين انهم فقدوا كل ممتلكاتهم وتم نهب اموالهم واصبحوا بلا مال كاشفا عن رفضهم مقابلة بعض المسؤولين بالحكومة مشددا على ضرروة ان يزورهم الوالى جار النبى حتى يقف على اوضاعهم. من جانبه اشار التاجر بسوق المواشى محمد هارون شوشة الى تعرض سوقهم الى عمليات نهب واصبح التجار بالاسواق لا يملكون اى شيء وباتوا في حالة من الفقر لافتا الى تكوين لجنة لحصر الخسائر وتمكنت اللجنة حتى الآن من حصر بعض الخسائر التى بلغت ما يقارب الاربعة ملايين جنيه ولازال العمل جاريا فى الحصر، وان حكومة الولاية على لسان واليها آدم محمود جار النبى وبرغم وعدها بتأمين الاسواق بجانب تكوين لجنة لحصر الخسائر ومنع ظاهرة استخدام الكدمول وحمل الاسلحة بالمدينة وحظر مرور السيارات التى تحمل مسلحين بدون لوحات ولكن الواقع المعاش يؤكد عدم تفعيل قرارات منع الظواهر السالبة فلا زالت سيارات الملثمين حاملي الاسحلة تجوب شوارع المدينة والاسواق الامر الذى ينذر باحتمال عودة الاوضاع مرة اخرى الى نقطة البداية لتظل مدينة نيالا هى مدينة الرعب والهلع التى وصفها سكانها بالمدينة التى تعيش خارج هيبة الدولة وتعيش حالة من تغييب القانون الامر الذى دفع بعدد من المنظمات الاجنبية الى تعليق انشتطها وخاصة منظمة ويرلد فيشن التي طالت مقرها احدى القذائف ما ادى الى مقتل اثنين وجرح آخرين.