ود مدني: «الصحافة»: بالرغم من ارتفاع ضحايا حوادث المرور في البلاد الا ان واقع المستشفيات التي تقع على طرق المرور السريع بالبلاد التي يتجاوز طولها سبعة آلاف كيلومتر، يكشف عن نقص مريع في التجهيزات المطلوبة لمواجهة ضحايا الحوادث من مرضى وموتى، ومستشفيات الكاملين وشندي والقطينة والحاج عبد الله وسنار وأروما والدلنج وكريمة وغيرها تفتقد الى ادنى المقومات الإسعافية المطلوبة، وكثيراً ما لفظ مواطنون أصيبوا في حوادث حركة أنفاسهم الاخيرة داخل المستشفيات التي تقع على طرق المرور السريع بما فيها تلك الموجودة بحواضر الولايات، وذلك بداعي النقص في الكوادر الطبية المتخصصة في حوادث المرور، وانعدام الأجهزة الطبية المطلوبة مثل الأشعة بكل أنواعها والموجات الصوتية وبنوك الدم ومعامل التحاليل المتطورة، ومعظم حالات الحوادث يتم تحويلها إلى مستشفيات العاصمة، وفقر مستشفيات الولايات يتبدى جلياً في عدم وجود المشارح الملائمة لاستقبال الجثث. وعقب ارتفاع أعداد ضحايا حوادث السير اتجهت ولاية الجزيرة التي تبدو حاضرتها ود مدني في طريقها لنيل لقب عاصمة البلاد الطبية، الى انشاء مستشفى هو الأول من نوعه في البلاد وربما في دول الجوار الافريقي، وهو مستشفى متخصص في اصابات الحوادث ويضم كل التخصصات المطلوبة من أقسام جراحة وعظام ومخ وأعصاب وجراحة التجميل للاصابات الناتجة عن الحوادث وغيرها، علاوة على توفر معامل التحاليل الطبية وأجهزة الاشعة وغيرها، وسيتم افتتاح المستشفى الفريد من نوعه خلال الفترة المقبلة، وهذا ما يشير اليه مديره العام والاختصاصي في الجراحة الدكتور مهدي علي صالح الذي أقر بضعف التجهيزات في المستشفيات الواقعة على طرق المرور السريع، وقال في حديث ل «الصحافة» انهم ومن اجل ذلك قاموا بانشاء مستشفى متخصص في الإصابات الناتجة عن حوادث المرور، وقال إن المستشفى سيكون نواة لتأهيل المستشفيات الاخرى وتدريب كوادرها على كيفية التعامل مع مصابي الحوادث، وقال إن المستشفى سيكون هو الاول من نوعه بالبلاد الذي يحتوي على كل المقومات المطلوب توفرها لإسعاف وعلاج مصابي الحوادث، وقال إن البلاد باتت تشهد ارتفاعاً في حوادث السير، وإن هذا يحتم وجود مستشفيات متخصصة بالاضافة الى تأهيل المستشفيات التي تقع على طرق المرور السريع، وقال إن الإصابات الناتجة عن حوادث المرور تصل في العام الى عشرين ألف حالة، معرباً عن أمله في أن يجد المستشفى الدعم اللازم من مختلف الجهات الشعبية والرسمية والمنظمات حتى يكتمل بالصورة المطلوبة ليؤدي دوره على أكمل وجه. وكانت إدارة المرور بولاية الجزيرة قد كشفت عن ارتفاع عدد المواطنين المصابين بحوادث المرور خلال الأعوام الخمسة الماضية ليصل الى «8276» مواطناً توفي منهم «1159» وأصيب« 2783» بالأذى الجسيم و«4334» إصابات بسيطة، ووصفت ذلك بالمؤشر العالي للإصابات بالولاية، مؤكدة سعيها لتخفيف إصابات المرور بتفعيل وسائل التوعية المرورية لتحقيق السلامة والحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين، وأكد مدير إدارة المرور بالولاية العقيد وهيب محمد وهبي بمناسبة احتفالات الولاية بأسبوع المرور العربي بجميع محليات الولاية السبع تحت شعار «سلامتي مسؤوليتي» ارتفاع معدلات الإصابة جراء حوادث السير بصورة عامة، وقال انها باتت أعلى من معدلات الإصابة بالحروب والوبائيات، موضحاً إحصائية إصابات الحوادث بولاية الجزيرة منذ عام 2008م حتى عام 2012م التي بلغت في مجملها «8276» حالة وفاة وإصابات مختلفة، ووصف ارتفاع معدلات الإصابة بالمؤشر العالي، موضحاً أن عدد المتوفين والمصابين في العام الماضي بلغ «1694» مواطناً توفي منهم «335» مواطناً.