الخرطوم: تهاني عثمان : صوت سعاله كان يأتي جافا يشق سكون الليل بطريقة تفزع النيام ، ويستمر السعال الي فترة ليست بالقصيرة تحس معها بألم الطفل وهو يقاسى قوة دفع الهواء من جوفه العليل ، وكانت امه تضعه في حجرها في حيرة تامة فيما يمكن فعله من اجله ، الي ان أتت حاجة قسمة من المنزل المجاور تنادي فاطمة التي وضعت ابنها في حجرها : « هوى يا فاطمة مالو الوليد بسمع في صوتو من يومين » .لترد عليها فاطمة وهو تزفر انفاسا من الالم الذي تشاركته من الصغير : « عاد يا قسمة سويت ليهو القرض وزيت السمسم وسحنت ليهو المستكة والحال في حالو ، الود تقول روحو تطلع ، فردت لها قسمة : « القحه الابت تروح دي اظنها كتكوتة ، كدي جربي اسقيهو لبن الحماره » . ويعرف لبن الحمار بانه علاج الكتكوتة وانه الوحيد القادر علي اسكات سعالها ، يقول شيخ الدين الحسن في حديثه « للصحافة » : « اذكر اني كنت رفيق والدي لسوق الخميس في القرية المجاورة ووقتها كنت اسعل كثيرا ، وفي وسط السوق سعلت كثيرا حتي بدت عروق الدم في رأسي وبعدها استفرغت ولم يوقف استمرار تلك الكحة الا ذلك الشيخ الكبير الذي لا زلت اذكر تقاطيع وجهه حين اتاني باناء فيه بعض اللبن وكنت وقتها متخوفا من شرب اللبن خوف الاستفراغ ولكني لم اصمد كثيرا مع اصراره وبالفعل هدأت بعدها الكحة بل بدأت اتعافي ، واخذ والدي وهمس له قليلا، وفي المساء اعطاني ابي بعض اللبن وبعدها توقفت الكحة تماما ، وبعدها علمت بان اللبن الذي كان سببا في شفائي انما هو لبن الحماره ، لانه علاج للكتكوتة» . ويقول صلاح عمر في وصف لبن الحماره الذي شرب منه مره واحدة علي حد قوله : « كانت عندي قحة ابت ما تقيف لمن استفرغ ومرات ادوخ ، جارنا سقاني من لبن الحماره بتاعتو ، ولي هسي اتذكر طعمو شربتو دافئ اول ما حلبوهو طوالي حتي ساقني معاهو بيتم ، واللبن كان طاعم ذي الفيهو سكر ، وشربت مره واحدة ما احتجت ازيدها وبقيت كويس ». وبعيدا عن الحمير نجد ان الطب الحديث توصل الي مقدرة بول الابل في تكسير خلايا السرطان وامراض الكبد بدرجة توصل الي العلاج والشفاء الكامل ، ولعل هذا ما حدا بسارة آدم الموظفة في القطاع الخاص الي المبيت في احدي قري البطانة بحثا عن قدر قليل من بول الابل لتتناوله والدتها التي تعاني الامرين من امراض الكبد وتعاطت ما فيه الكفاية من الادوية ولكن حالها تتراجع ، وفي رحلة البحث عن بول الابل يكون الامر اكثر صعوبة اذا يعرف عن الجمال انها تتبول بندرة عالية حيث انها الاقدر علي تحمل العطش وان بولها يكون قليلا ، واحيانا يقال انها تتبول في شكل املاح جافة . ويقول الحسن بابكر : « ان العلاج ببول الابل ولبن الحمير معروف من زمن قديم ولكن تظل النفس تعافه الي درجة ولولا حالة المرض وقسوته لما استخدمه الناس ، واري انه من الافضل ان لا يتم اخبار المريض بنوع العلاج الذي يتناوله سواء كان بول الابل او لبن الحمير ، ارضاء للنفس البشرية . وفي ذات الاتجاه نجد بان دراسة سعودية انتهت الي تحويل ابوال الابل الي بدرة ووضعها داخل كبسولات ، وفي انتظار ترخيص الدواء ليتاح لمرضى السرطان .وفقا لدراسة نشرتها مجلة علم الألبان الأمريكية في عام 2010 م ، أن فريقا بحثيا قام بمتابعة سلوك الخلايا السرطانية في عدد من الأشخاص المصابين بسرطان الرئة عند معالجتهم داخل المعمل باستخدام جزيئات بروتين مصل لبن الحمير وأسفرت النتائج عن قتل العديد من الخلايا السرطانية .