الخرطوم: حميدة عبدالغني: أقرت وزارة الصحة الاتحادية باستقرار مستويات سوء التغذية عند نسبة 32% منذ فترة طويلة بالبلاد ووصفتها ب(العالية جدا) ،ورأت أن التدخلات التي تمت لخفض وفيات الاطفال والأمهات غير كافية . وقال وكيل وزارة الصحة الاتحادية بالانابة، دكتور مالك العباس، خلال توقيع مذكرة التفاهم مع منظمات الاممالمتحدة في مجال مكافحة سوء التغذية بالبلاد، إن قضية سوء التغذية هي مسألة قديمة ومتجددة، مشيراً الى انها ( ظلت منذ زمن مسكوت عنها)،مشيرا الى ان سوء التغذية غالبا ما يصيب الاسر الضعيفة ويوثرعلى سلوك الطفل من ناحية نقص التفكير و حجمه الطبيعي ، ولفت الى ضعف التدخلات من الجهات ذات الصلة ووصفها بأنها ( محدودة لعدم توفر البحوث التي تحدد سوء التغذية بالبلاد )، وقال العباس لابد من دخول المؤسسات الحكومية والوطنية في شراكات حقيقية بصورة شفافة لتحديد الادوار المتكاملة،مشيرا الى أن الذين يعانون من سوء التغذية في البلاد مجهولون وغير معروفين نسبة لقلة البحوث. واكد مدير إدارة الرعاية الصحية بوزارة الصحة الاتحادية،الدكتور طلال الفاضل،ان قضية سوء التغذية إحدى أولويات الصحة،مشيرا الى انها مشكلة متعددة الابعاد وتحتاج الى مقاربة القطاعات للتنسيق وتماسك السياسات ،وقال لابد من زيادة الدعم الحكومي والمنظمات والولايات لتسريع وتحقيق الاهداف التي تخفض وفيات الاطفال والامهات، بجانب معالجة مسألة الوصول الى المستشفيات بتوفير المعينات، مطالبا بضرورة التنسيق بين الشركاء، وقال ان القضية مربوطة بالمجتمع وتحتاج الى تغيير سلوك التغذية، داعيا الحكومة بوزاراتها المختلفة للتدخل السريع لخفض وفيات الامهات والاطفال. وفي السياق ذاته، وقعت ست من وكالات وصناديق الأممالمتحدة بالسودان على خطاب للتفاهم امس لتدعيم جهودهما المشتركة بهدف التصدي لسوء التغذية لدى الأطفال في السودان، وحدد خطاب التفاهم الذي وقعت عليه ،برنامج الأغذية العالمي، وصندوق الأممالمتحدة للسكان ،والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ومنظمة الأغذية والزراعة ،ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة اليونيسف ،ومنظمة الصحة العالمية، الإطار لتحقيق الأهداف العامة للتعاون بهدف التصدي لسوء التغذية في السودان . وبين مسح صحة الأسرة في السودان لعام 2010 وهو تقرير ملخص أعدته وزارة الصحة الاتحادية في يوليو 2011 أن نسبة 35% من الأطفال دون سن الخامسة في السودان يعانون من التقزم (نقص الوزن مقارنة بالعمر)، كما أن 16% منهم يعانون من الهزال (نقص الوزن مقارنة بالطول) ،ما يعني أن واحدا من كل ثلاثة أطفال حالياً يعانون من سوء التغذية، كما يواجهون احتمالات التضرر من آثاره على المدى الطويل.