سرعان ما لاقى موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» الذي أطلق عام 2004 رواجاً بين السودانيين وكانت النتيجة طفرة في عدد مستخدمي الموقع بشكل متزايد ومع هذه الزيادة تباينت آراء الشباب حول استخدامه. إلى ذلك، تقول فرتون محمود، طالبة صومالية تدرس في السودان «أنا أتصفح موقع الفيسبوك بصفة شبه يومية وألتقي بأصدقاء وعائلتي ما خفف علي وطأة غربتي». وعن صفحتها، تقول «أنا لم أضف صورتي إلى صفحتي حتى لا تستغل خطأ. وأيضاً أحرص على التعرف إلى الأصدقاء الجدد أولاً ثم أعمل على إضافتهم إلى صفحتي». وتعتبر منة عبد الكريم، طالبة تمريض عالي، من المدمنين على ارتياد المواقع التعليمية الطبية وأيضاً لموقع الفيسبوك. إلى ذلك، تقول «أملك صفحات تضم أصدقائي من المهتمين بالأمور الطبية وتبادل المعارف ولدي صفحة تضم أصدقاء أتبادل معهم أحاديث عامة وهؤلاء أغلبهم أجانب لكي استفيد منهم في تطوير لغتي وكذلك لدي صفحة اسمها أعز صديقات وهي تضم صديقاتي من مختلف المراحل الدراسية من اللواتي لم أعد ألتقي بهن»، مشددة أنها لم تتعرض مطلقاً لمضايقات فهي لم تضف صورتها كما أنها لم تضف رقم هاتفها». وتضيف «استفدت من أصدقائي في المجال الطبي لأننا صرنا نلتقي ونتبادل الكتب والمراجع والمذكرات ونقوم بمراجعة المقررات مع بعضنا دون اللجوء إلى الدروس الخصوصية». ويجلس محمد مختار، طالب بمدرسة ثانوية، طوال النهار قبالة الشاشة متجولاً في مواقع الشبكة باحثاً عن أصدقاء وموديلات السيارات والدراجات النارية وأحدث الألعاب والأغاني. ويبين «أقوم بتحميل الألعاب والأغاني ومن ثم أبيعها إلى متاجر الأجهزة وزبائني محققاً أرباحاً وأستغلها للاشتراك الشهري في الإنترنت». من جهتها، تقول روضة عمر، طبيبة «أرتاد موقع الفيسبوك يومياً للقاء خطيبي المقيم في الرياض فقد أتاح لنا هذا الموقع لقاء يومياً وبأرخص الأثمان وفي بعض الأحيان يدخل معنا أصدقاء الجامعة للدردشة فنستعدي أجمل أيام اللقاءات». وتضيف «أنا لا أهتم بأي أصدقاء جدد فقط أصدقائي منذ أيام الجامعة، ولم أقم بإدراج أي أصدقاء ولا أهتم بأي معاكسات ولا صور وأمسح ما يردني من بريد إلكتروني غير المرغوب به حال وصوله دونما أعرف محتوى الرسالة». عن إدمان الحاسوب، تقول الباحثة الاجتماعية رشا الضو «المدمن هو شخص داوم على عادة دون انقطاع ولا يستطيع ضبط نفسه بالتخلي عنها. ونجد أن مدمن الإنترنت لا يختلف نفسياً عن مدمن المخدرات أو الكحول. وفي حين تظهر على الأخير أعراض الإدمان في مظهره، تظهر على مدمن الإنترنت أعراض عدم المقدرة على التواصل مع الأصدقاء الحقيقيين مع العلم أن أغلب أصدقاء الإنترنت وهميون، أيضاً تبدو عليه اللهفة للجلوس طويلاً أمام الشاشة ما يؤثر في البصر وهنا تظهر عليه بعض أعراض الهلوسة البصرية نتيجة للجلوس الطويل». وتضيف أن «الإدمان على تصفح الفيسبوك باتت واحدة من المشاكل التي تواجه الأسر السودانية في الفترة الأخيرة وانعقدت الكثير من الندوات وورش العمل التي تباحثت في الآثار السالبة فيما نشطت بعض المجموعات الشبابية للمطالبة بمقاطعة هذا الموقع الاجتماعي».
