تعتبر قضية الصرف الصحي من اكبر المشاكل التي تؤرق المسئولين بالولاية اذ تشير الارقام الي ان (90%) من سكان ولاية الخرطوم البالغ عددهم اكثر من ستة ملايين يفتقدون الي خدمات الصرف الصحي ما ادي الي مخاطر عديدة تتجاوز الاوضاع البيئية الي تلوث مصادر المياه خاصة في المناطق الطرفية من العاصمة اذ يعتمد الاهالي علي قضاء حاجتهم في الفضاء في حديثه عن خدمات الصرف الصحي بالعاصمة ذهب المهندس عبدالقادر الطاهر التلب الي ان اول مشروع للصرف الصحي بالخرطوم كان محصورا في المنطقة الممتدة من شارع النيل الي السكة حديد والمنطقة الصناعية بطول (146) كيلومتر وكانت طاقة المشروع التصميمية لا تتجاوز (80) الف نسمة وفي العام 1962 تمت اضافة امتداد الخرطوم. واستمر توسع الشبكة حتي باتت عاجزة عن مواكبة التوسع الافقي للعاصمة القومية ما ادي الي وقف حقل التنقية لضيق سعته وستعيض عنه باخر في سوبا وبدات المحاولات في المعالجة كما حاولت شركة الخرطوم للمياه والخدمات عمل حقل للتنقية غير انه لم يبدا لعوامل فنية برغم ان العمر الافتراضي لمواسير الاسبستوس لايتجاوز العشرون عاما فقد ظل مشروع الخرطوم يعمل لاكثر من خمسون عاما ما ادي لتهالك الشبكة وبروز الطفح في انحاء واسعة الامر الذي يتطلب التعجيل بالاصلاح كما تساهم القطوعات المتواصلة للامداد الكهربائي في تعقيد الموقف , وبرغم ان الطاقة الاستيعابية للمشروع كانت ل(80) الف الا ان التوسع الراسي والافقى والزيادة الهائلة في عدد السكان ادي لتعقيد الامر في وقت كان يتطلب تغيير الشبكات الحالية وتغييرها بشبكة جديدة تاخذ في الاعتبار الزيادة الحالية والمستقبلية مع عمل امتدات جديدة للاستغناء عن النظم التقليدية التي عفا عليها الزمن والتي كانت السبب الاساسي في تردي البيئة وتفشي الامراض . في مدينة الخرطوم بحري لاتتجاوز نسبة المتمتعين بخدمات الصرف الصحي (2%) من سكان المدينة وتتمركز شريحة هؤلاء في المنطقة الصناعية وحي كوبر وقد تم تمويل المشروع بالمعونة الامريكية لكنه توقف منذ العام 1967 بعد ان قطعت حكومة السودان علاقتها بالولايات المتحدة في اعقاب حرب القنال ويبلغ طول المشروع (29300) متر طولي واربع محطات وتضمن المشروع حقلا للتنقية بالحاج يوسف اما في مدينة ام درمان فلم يطالها الصرف الصحي . الدكتور ازاهر حسن قدمت قراءة بالارقام عن واقع الصرف الصحي حول العالم اذ تشير التقارير الاممية الي ان هنالك (200) مليون طن من النفايات لا تخضع للمعالجة في كل عام كما ان 90% من مياه الصرف الصحي و70% من النفايات في الدول النامية لا تخضع للمعالجة وان 40% من سكان العالم يعانون من عدم الحصول علي خدمات الصرف الصحي وان (1,8) مليون شخص يموتون بسبب امراض الاسهال اغلبهم اطفال دون سن الخامسة وفي السودان فان مخاطر الصرف الصحي ووفقا لتقارير الاممالمتحدة تجاوز مواطني العاصمة الي نهر النيل الذي طاله التلوث وقالت بالرغم من ارتفاع تكاليف تشييد بنيات الصرف الصحي الا انها تقل عن تلك الاموال التي تصرف علي الامراض الناجمة عن عدم توفره