المخدرات ومضارها الجسيمة، ومفاسدها الكثيرة، تفسد العقل هبة المولى عز وجل، تفتك بالبدن فترى المتعاطي كسولاً، منطوياً، هزيلاً فاقد للشهية، شارد الذهن، ولذا حرمها الشرع لانها أخطر من الخمر، وهي تصد عن ذكر الله وعن الصلاة. قال شيخ الاسلام إبن تيمية في كتابه «السياسة الشرعية» «إن الحشيشة حرام يحد متناولها كما يحد شارب الخمر، وهي أخبث من الخمر لانها تفسد العقل والمزاج، حتى يصير في الرجل تخنث ودياثة وغير ذلك من الفساد». وقال أبو موسى الاشعري رضي الله عنه: يا رسول الله أفتنا في شرابين كنا نصنعهما في اليمن «البتغ» وهو عسل ينبذ حتى يشتد و«المزر» وهو من الذرة والشعير ينبذ حتى يشتد، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: كل مسكر حرام» رواه البخاري ومسلم. احتفل السودان باليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف يوم 62 يونيو في كل عام وجاء شعار احتفال هذا العام «نعم للحياة لا للمخدرات».. ومع تقديري للجهد المبذول من قبل وزارة الداخلية ممثلة في الادارة المتخصصة «قوات مكافحة المخدرات» واللجنة القومية لمكافحة المخدرات وما تبذله من جهد مقدر في التصدي لخطر المخدرات التي اعتبرت سرطان العصر، وهو هم كبير ينبغي ان يحمله الجميع الا ان شعار «لا للمخدرات» لا يكفي وانه بمرور الزمن يصبح «كعبارة التدخين ضار بالصحة» و«الصعوط ضار باللثة» هذه من عندي. ولكن الناظر لسوق السجائر يجد انه سوق رائج ورابح وان المدخنين في ازدياد مضطرد حتى طلاب اساس بعضهم يدخنون وكذا محلات الصعوط ود عماري في كل ولايات السودان مع أن هذا مصدر لسرطان الرئة وذاك مصدر لسرطان اللثة حمانا الله واياكم ودونكم مستشفى الذرة. ثم سؤال برئ جداً.. إن مناطق زراعة الحشيش معروفة وموسمية إذ استثنينا الجنوب فلماذا لا يحاصر المزارعون قبل الزراعة؟ ثم لماذا لا نقنعهم بزراعة محصول آخر مع مدهم بالتقنية الزراعية وإقراضهم من البنوك الزراعية؟ ثم سؤال آخر أيضاً بريء.. لماذا يقدم الشباب على المخدرات؟ هل هو التفكك الاسري؟ ام هو انعدام الوازع الديني؟ ونقص التربية؟ وهل للبطالة علاقة بعالم المخدرات؟ ثم لماذا المخدرات بالجامعات بالذات؟ ثم كيف تدخل المخدرات أسوار الجامعات؟ رغم اهتمامي البالغ بهذه القضية وغيرها من القضايا التي تخص الشباب وحضوري للندوات والمحاضرات التي تخص الادمان الا انني شهد الله قد أنهرت تماما وصدمت لما اورده الاستاذ اسحق احمد فضل الله بصحيفة «الانتباهة» العدد «7461» بتاريخ الاحد 72 يونيو 0102م، فانه الاخطر على الاطلاق واعتقد جازما انه ليس كلام جرائد وحديث اسحق آخذه مأخذ الجد لما له من مصادر موثوق بمعلوماتها فحديثه كاللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان يعني البخاري ومسلم معاً في عموده آخر الليل عنوان بالاحمر «بجمال كامل يذبحون ابنك» سأقطف منه فقرات... ولكن ارى ضرورة مراجعة المقال.. فانه قد ازعجني وأرقني، وأذاب قلبي حسرات على شبابنا نصف الحاضر وكل المستقبل وأمل الامة المرتجى والمدخر.. اتعتمد الامة على مدمني المخدرات و«المساطيل» ومصابي الايدز أن ينهضوا بها؟ كلا ثم كلا! يقول اسحق: «هذا الخبر صحيح ودقيق الى درجة ان قادة الشرطة والتعليم والخبراء يلتقون في الخرطوم امس السبت لبحث الكارثة». الطالب المدمن يصبح مسؤولا ليشرع في تدمير الدولة والمجتمع والدراسة التي تقدمها لجنة بقيادة دكتور الجزولي دفع الله تجد انه لا توجد جامعة في السودان خالية من تعاطي المخدرات.. وان احدى الجامعات تبلغ نسبة تعاطي المخدرات بين طلابها 04% اربعون في المائة.. واخرى نسبة من يتعاطى المخدرات بين طلابها وطالباتها 33%، وان ثلاثين طالبا وطالبة بين الطلاب المائة المزدحمين امامك يتعاطون المخدرات.. وحديثه يدخل الحوش.. انتبه للمعلومة. قبل اعوام كان الاستاذ علي عثمان جالسا يشاهد فيلماً تسجيلياً وفي الفيلم كانت احدى السفارات تقيم حفلاً على شاطئ قريب من الخرطوم واسرة سودانية مشهورة جداً تشترك في الحفل بدعوة السفارة وكان واضحا ان شيئاً يجري فالاسرة السودانية النبيلة جدا والمزدحمة بالشباب من الجنسين كانت في اللحظات الاولى تحتفظ بكل شيء وبعد دقائق كانت تلقي بكل شيء والى درجة ان الاستاذ علي عثمان يوقف المشاهدة ويأمر باستدعاء الاسرة هذه ويطرد عدداً من اهل السفارة تلك وفي الفيلم شخصية سياسية هناك في مشهد آخر محل تجاري شديد الفخامة كان يحتفل بشيء وضيف الشرف هو السياسي. قبل سنوات قليلة كانت السلطات تضطر لاقامة معسكر مغلق لاسر المسؤولين في الدولة لشرح خطة الهجوم الواسعة ضدهم بسلاح المخدرات. ثم يتحدث عن طرق التعاطي فيقول: «والمخدرات تصبح سلاحاً يتخطى المال الى شيء آخر والمخدرات تتجه الآن الى الجامعات... وابنك وابنتك تصبح اخلاقهم الرفيعة شيئا لا يكفي للحصانة -فالمصافحة بالايدي تصبح بداية الادمان- والكوب- والساندوتش والصحيفة والكتاب وحتى الهواء الملوث بذرات الأفيون وغيره». وآخر من الباحثين يحدق في رقم معين، ثم يقلب الخيوط ليجد ان نسبة البنات الجامعيات المدمنات مخيفة -لماذا؟ مع ان البنات لا يملكن مالا لا بل البنات يملكن اموالا مذهلة- فالادمان سلطان مجنون يقود البنت والبنت التي لا مال في محفظتها تلم المال في جسدها ثم تصبح خدمة خاصة جداً لطبقة خاصة جداً. المخدرات تتخطى قيادة طلاب الجامعات من قيادات المجتمع الى قيادة الامن والسياسة والجيش والشرطة..و..و.. «في خطة محسوبة بدقة». الاخطر والاخطر والمدهش في المقاطع التالية حديث الارقام: «والدراسة تمضي لعام ونصف العام وتخترق ثلاث عشرة جامعة في العاصمة وحدها تجد ان نسبة استخدام الحشيش في الجامعة «أ» تبلغ 78% وفي الجامعة «ب» 14% والجامعة «ج» 53%و...و... والذين استخدموا المخدر لمرة واحدة ثم عجزوا عن تركه في الجامعة: أ- كانوا 09% وفي الجامعة «ب» 39% وفي الجامعة «ج» 09% وفي الجامعة «د» مثل ذلك 09% انتهى. ويا حكومة نفس النسبة في الايدز واكثر منها في البطالة والزواج العرفي.. والتي تقود الى كل المفاسد.. «ويا اسحق فضل الله جننتنا» مع الاعتذار للأستاذ جمال حسن سعيد.