*د. مشعل البشير: مأمون حميدة لا يمكن تحميله مسئولية قطاع كامل والمسئولية تضامنية *د. حسام الأمين: ليست لدينا إشكالات شخصية معه، لكن نطالب بإقالته * بروف عشميق: الخلل في المنظومة ككل وذهاب حميدة لن يحل المشكلة * ساتي: ذهاب الوزير بداية حل الأزمة، وليس كل الحل الخرطوم: تسنيم عبد السيد حديث وزير الصحة ولاية الخرطوم، بروفيسور مأمون حُميدة الأخير والذي أعلن مغادرته كرسي الوزارة بعد شهرين، أحدث ذلك الحديث ضجة كبيرة في الأوساط الرسمية والشعبية لجهة –عند البعض – أن الرجل أتى بسياسات جديدة وأحدث اختراقات في قطاع الصحة وجدت رضا من البعض وواجهها البعض الآخر بالسخط سيما السياسات المتعلقة بتجفيف المستشفيات ونقل الخدمة للأطراف، ال(سوداني) بحثت عن ردود الأفعال للجهات ذات الصلة بالقطاع الصحي وهل يتحمل مأمون حُميدة مسئولية ما آلت إليه الأوضاع بالمستشفيات؟ وهل تكمن المشكلة في شخص حُميدة أم في سياساته؟، وهل ذهاب مأمون حُميدة يحُل الأزمة؟، إضافة للقرار الأول الذي يتوجب على خليفة مأمون حُميدة اتخاذه؟، يرد على هذه الأسئلة كل من الأمين العام للجنة الأطباء المركزية د.حسام الأمين ورئيس اتحاد الأطباء بروف.عبد اللطيف عشميق والكاتب الصحفي الطاهر ساتي ومدير إدارة المستشفيات بوزارة الصحة د.مشعل البشير. *هل يتحمل مأمون حميدة يتحمل مسئولية ما آلت إليه الأوضاع في المستشفيات؟ د.مشعل: لا أعتقد أن شخصاً واحداً يتحمل مسئولية قطاع كامل، المسئولية تضامنية، والسؤال يمكن أن يتحمل أن تكون الأوضاع قد سارت نحو الأحسن وأنا أراها كذلك، في الحالتين لا يُنسب لشخص واحد إنجاز ولا إخفاق، إلا إذا كان ساحر أو نبي. د. حسام: المسئولية المباشرة لتدهور وضع الصحة بالخرطوم، يعود لسياسات الدولة تجاه قطاع الصحة، ومأمون حُميدة بحكم منصبه يتحمل فشل المستشفيات طوال فترته في تلبية حاجات المواطن، وأسوأ ما حدث في عهده تجفيف مستشفى الخرطوم، مُضافاً إليه انهيار وضع الصحة وبيئة المرافق الصحية بالخرطوم. بروف عشميق: أعتقد أن هنالك خلل في النظام الإداري والهيكلي بالقطاع كله، وتداخل في الاختصاصات بين الوزارة الاتحادية والولائية، فالمسئولية لا يُعقل أن نُحملها شخصاً بعينه لأن الخلل في المنظمة ككل. ساتي: يتحملها بنسبة 100%، لأن كل مستشفيات الولاية تحت سُلطة مأمون حُميدة المباشرة، حتى تلك التي كانت مركزية وقومية آلت إليه وكان أكثر تمسُكاً وتطرُفاً لبقاء هذه المستشفيات تحت مسئوليته، عليه فهو المسئول الأول. *هل المشكلة في مأمون حميدة كشخص أم سياسيات؟ د.مشعل: لا يمكن اختزال الفشل أو النجاح في شخص واحد. د.حسام: سياسيات مأمون حُميدة تجاه الصحة، أما كشخص فلا يعنينا من يذهب ومن يبقى، وليست لدينا إشكالات شخصية معه، لكن بسبب سياساته الخاطئة والمُتخبطة، باتت إقالته أحد مطالبنا الأساسية بجانب إعادة مستشفى الخرطوم. بروف عشميق: المشكلة في السياسات وليست في مأمون حُميدة حتى إن ذهب وأتى غيره لا يعنى أن المشكلة انتهت، والحل يكمُن إعادة الهيكلة وصياغة نظام العمل بالقطاع الصحي. ساتي: لا يوجد فرق بين الشخص والسياسات، فالذي يضع السياسات هو المسئول، سياسات مأمون حُميدة هي التي أوصلتنا لما نحن عليه الآن. *هل ذهاب مأمون حميدة يعني انتهاء الأزمة؟ د.مشعل: أنا لا أقول إنه ليست هنالك أزمة أو أن القطاع كامل 100%، أنا أتفق مع الوزير ورؤاه التي يُنفذها، وتلك موازنات دولة لا أتدخل فيها، لكن مؤكد إذا كان في بقائه مصلحة فأنا أؤيد وإن كان العكس فليذهب. د.حسام: ذلك يعتمد على من يأتي بعده، الأطباء لديهم مطالب مُحددة وضرورية ووجود مأمون حُميدة أو غيره هو في الأخير نعُده فشلاً لوزارة الصحة، بغض النظر عن من هو الوزير. بروف عشميق: لا طبعاً، إذا لم تُعالج إشكالات الصحة الأساسية والتي تخلق الأزمات، وجود مأمون حُميدة أو ذهابه لا يحل قضية. ساتي: ذهاب مأمون حُميدة بداية حل الأزمة، وليس كل الحل. *أول قرار يمكن أن يتخذه بديل مأمون حميدة؟ د.مشعل: ذلك يعتمد على حسب البديل الذي يأتي، إذا جاء البديل مؤمناً بنفس سياسيات حُميدة، أما إذا كان البديل يرى أن الأشياء يمكن أن تؤجل أو يوصل لها بطرق أخرى فيمكن أن يُراجعها. د.حسام: يُفترض أن يكون استعادة مستشفى الخرطوم، فهو حلم وشوق كل أطباء السودان، وإذا فعل ذلك يكون قد كسِب كمية من التأييد من أهل الطب، ونال الرضا. بروف عشميق: التأكد من إصلاح القطاع الصحي، وانسياب الخدمة بالصورة المطلوبة، إضافة لتلمُس الخلل والعمل على مُعالجته. ساتي: أول قرار مراجعة أوضاع كل المستشفيات، المرجعية منها والثانوية بالإضافة للمراكز الصحية، ومن ثم تجهيزها بالمعدات والأجهزة والكوادر.