ابني يعاني من ثقب في القلب وقمت بعرضه على الطبيب وأجريت له كافة الفحوصات اللازمة لحالته وتوجهنا لعرضه على القمسيون وفق التقرير الطبي الذي حرره الطبيب عن حالة الطفل، وعملنا الإجراءات وتقرر لنا ضرورة علاج الطفل بالخارج واقتنعنا بذلك. كيف التقيت بالشخص الذي قام بالاحتيال عليكم؟ أثناء وجودنا بالقمسيون الطبي التقينا بهذا الشخص وتعرفنا على بعضنا بعد أن أخبرني بقصة ابنه الصغير الذي يعاني من نفس مرض ابني زكريا وبدأت علاقة بيننا وتبادلنا أرقام التلفونات وأصبحنا متواصلين وكان هو من يتصل على باستمرار ويتابع حالة ابني الصحية وموضوع السفر أولاً بأول. ماذا عن حيثيات عملية الاحتيال؟ باشرت إجراءات سفر ولدى بشكل جيد ووصلت الإجراءات لمرحلة متقدمة حينها فوجئت بهذا الشخص يهاتفني ويخبرني عن أطباء أجانب سيقومون بإجراء عمليات لمرضى القلب داخل السودان وأقنعني بحجة أن ابنه المريض خضع لعملية ناجحة بواسطتهم، وطلب مني أن أُحضر الطفل والمستندات بمستشفى بأم درمان وبالفعل تمت المقابلة بنفس المكان الذي وصفه لنا.. أخبرني بأن فريق الأطباء الأجانب سافر إلى مدني نسبةً لوجود حالات مستعجلة وطلب مني العودة مرة أخرى بعد يومين لمقابلة الأطباء بعد أن قضيت يوما بأكمله في انتظارهم داخل المستشفى. ماذا تم بعد ذلك؟ ظل هذا الشخص في اتصال متواصل معي لإقناعي بالانتظار حتى يتم عرض الطفل على الأطباء ثم فوجئت باتصال منه يخبرني بأن الأطباء وصلوا الخرطوم ومطلوب إحضار التقارير الطبية الخاصة بالطفل بصورة عاجلة وأعطاني رقم الموظف المسؤول من التسجيل بالمستشفى لإرسال التقارير عبر الواتساب الخاص به على ذات الرقم، وبالفعل قمت بإرسال كافة المستندات التي تشمل صورا من الرقم الوطني للمريض وصورة من جواز سفره، وذلك لتحديد موعد لإجراء العملية. وبعد فترة وجيزة قام هذا الشخص بنشر خبر مرض ابني في المواقع الإسفيرية باعتباره طفلا ينتمى لأسرة فقيرة تحتاج للدعم لعلاج ابنها بالخارج. هل وصلتك هذه الرسائل؟ لا لم تصلني لأنني كنت مشغولا بإجراءات سفر الطفل حيث اتصلت بي خالتي من قطر وهي من الذين تابعوا خبر ابني بمجموعات الواتساب وتحدثت معي بلهجة بها نوع من الشفقة أثارت دهشتي ووجهت لي لوماً على أنني لم أخبرها بمعاناة الطفل حتى يقفوا بجانبي كأسرة ومن خلال الاتصالات المتكررة شعرت بأن هناك شيئاً غير طبيعي يحدث. كيف تم اكتشاف هذه الخدعة؟ اكتشفت هذا الأمر عن طريق إحدى الصحف التي أوردت خبرا يحمل عنوان رئيسي في صفحتها الأولى مفاده أن هناك أباً يطلب فتوى من ديوان الإفتاء بشرعية الموت الرحيم لابنه المريض وكان ذلك يوم الخميس الماضي، وتم ذكر اسمي واسم ابني بالكامل وأيضا قامت الجريدة بنشر عمود يحكي عن كافة تفاصيل القصة. هل فعلاً تقدم هذا الشخص بطلب فتوى من مجمع الفقه؟ نعم ذهب هذا المحتال لمجمع الفقه وقدم لهم نفسه على أنه والد الطفل وجميع الأوراق الثبوتية التي تحصّل عليها مني وقام بانتحال شخصيتي، ووعده مجمع الفقه بإفادته إلا أنه أوقف الإجراءات بعد أن انكشف الموضوع وقام المجمع بالاتصال على باعتباري والد الطفل الحقيقي. ماذا فعلتم بعد اكتشاف عملية الاحتيال؟ بعد أن طالعنا الخبر بالصحيفة قمت بالاتصال بالمحرر الذي نشر الخبر وملكناه جميع الحقائق وأوضحنا له أن ما تم نشره عبارة عن عملية نصب واحتيال، وبدوره روى الصحفي لنا وقائع القصة بأن هناك شخصاً جاء إلى مقر الصحيفة ويحمل معه مستندات طفل مريض ادعى أنه والده زكريا بكري الأمر الذي جعل منسوبي الجريدة يتعاملون معه بتعاطف شديد دون أن يسألوه عن هويته أو أصل المستندات التي يحملها. هل قمتم بتحريك إجراءات قانونية ضده؟ نعم قمنا بفتح بلاغ بنيابة حلة كوكو والمحتال الآن مقبوض عليه بقسم الشرطة تحت المادة 113 وتم القبض عليه بواسطة المباحث التي اجتهدت ووصلت للمتهم خلال فترة وجيزة. كيف تمت حيثيات القبض؟ قام فريق المباحث بإلقاء القبض عليه وبحمد الله تمت العملية بنجاح رغم أن المتهم حاول المراوغة والهروب إلا أنه لم يتمكن بفضل حنكة رجال المباحث وانتشارهم بالمنطقة. والمتهم تكسب أموالاً من وراء هذه القضية حيث قامت جهات خيرية بدعمه وكذلك قام بمقابلة عدد من السفارات. كلمة أخيرة تود أن تقولها؟ أدعو الصحافة والقائمين على امرها لأن يتحروا الصدق في كل ما ينشرونه لأن ما نُشِرَ كان له تبعاته النفسية على الأسرة، وأنا أستطيع التكفل بكافة نفقات طفلي ولم اطلب المساعدة من أحد على الإطلاق وأؤكد أنه لا يوجد أبٌ يطلب الموت لابنه.