(كوكتيل)، ولإلقاء الضوء على قصص مريضات السرطان وعكس معاناتهن إلى المجتمع، تجولت داخل مستشفى الذرة بالخرطوم، والتقت بعدد من الفتيات والنساء اللائي يواجهن المرض برضاء تام وعزيمة قوية وهنَّ يطمحن للشفاء من المرض على أيدي الأطباء من بعد اعتمادهم على المولى عز وجل، إضافة إلى أخريات وضعن الموت نصب أعينهن، في الوقت الذي بدأ فيه شعر الأغلبية منهنَّ يتساقط نسبة لتلقيهن أدوية العلاج الكيماوي، وهي أدوية قوية تهاجم الخلايا السرطانية سريعة النمو بما في ذلك تلك الموجودة في جذور الشعر. (2) (س.م) التي فضلت حجب اسمها قائلة بنبرة مليئة بالحزن: (لم أكن أتوقع بأنني سأصاب يوماً بهذا المرض اللعين لكنها إرادة المولى عزَّ وجل)، وتواصل: (لقد تعبت نفسياً لكن في نهاية الأمر توكلت على الله وذلك بعد أن بدأت في تلقِّي الجرعات وبدأ شعري بالمقابل في التساقط، ووقتها كنت أخفي رأسي وأجلس بعيدة من أسرتي في المنزل لكن الآن تقبلت الأمر وبعد مرور فترة من الزمن بدأ شعري في النمو مجدداً، مختتمة: (صدقيني إنه إحساس مرير إلا أن عزيمة بداخلي تقول لي بأني سأجتاز هذه المرحلة). (3) من جانبها قالت الطالبة إسراء وهي خريجة قانون جامعة النيلين بأنها كانت تخجل من كشف رأسها بعد أن تساقط شعرها إلا أنها الآن وبعد مرور خمس سنوات لإصابتها بالمرض أصبح الأمر عادياً بالنسبة لها، موضحة: (أصبحت أخفف عن رفيقاتي من المرضي بأن الشعر لا يعني كل شيء؛ فالأهم من ذلك العزيمة والإصرار على تجاوز تلك المرحلة)، فيما أوضحت (ف.ر) بأنها لم تستطع حتى الآن أن تتعايش مع المرض خصوصاً بعد أن تساقط شعرها كله، وتقول: (بدأت أضع شعراً مستعاراً على رأسي بعد أن أصبح أصلعاً فيما كنت أتألم وبشدة وأنا أرى شعري يتساقط من رأسي على الوسادة يومياً)، واختتمت: (ادعوا معي أن يمن الله عليَّ بالشفاء العاجل حتى أعود كما كنت). (4) حول الموضوع يؤكد عدد من الأطباء المختصين بأن تساقط الشعر يحدث لأن العديد من علاجات السرطان تؤثر على الخلايا السرطانية والخلايا الطبيعية؛ ويشمل ذلك الخلايا التي تساعد على نمو الشعر، وعندما يتم تدمير هذه الخلايا يتساقط الشعر من جذوره وإذا كان الشعر يتساقط فإنه دلالة طيبة على أن العلاج الكيميائي يقوم بواجبه على أكمل وجه، موضحين أنه قد يبدأ الشعر بالتساقط بين سبعة إلى 21 يوماً بعد بدء العلاج على الرغم من أن الشعر لا يتساقط جميعه في آن واحد، مشيرين إلى أن بعض الأدوية الكيماوية للسرطان تعد أكثر قدرة من غيرها على التسبب بفقدان الشعر كما يمكن لبعض الأدوية أن تتسبب في خفة الشعر أن تتسبب أيضاً في الصلع التام، مشيرين أن ذلك يكون اعتماداً على مقدار الجرعة، وأن معظم تساقط الشعر الناجم عن العلاج الكيماوي للسرطان يكون مؤقتاً ويمكن للمصاب أن يتوقع أن ينمو شعره مرة أخرى بعد انتهاء العلاج بمدة قصيرة، غير أن الشعر الجديد قد يبدو مختلفاً عن الشعر الأصلي بشكل مؤقت. (5) فيما أوضحت ل(كوكتيل) طبيبة علم النفس داليا الفرجوني قائلة: (يعتبر الشعر بالنسبة للمرأة تاجاً يزين رأسها وذلك وفق الأشعار التي صاغها البعض بأنها من مكونات الجمال الأساسية، والشيء الذي ينبغي أن ننتبه له مع النساء والفتيات الذين فقدوا شعرهم بسبب جرعات العلاج الكيمائي أن نؤاذرهم نفسياً قبل كل شيء، ونخفف عنهم معاناتهم، فهي شدة يمكن أن تزول)، موضحة: (العامل النفسي يعتبر درجة من درجات العلاج والهلاك في آن واحد)، موضحة: (هناك بعض المرضى وبمجرد معرفة ما يعانون من مرض يدخلون في حالة اكتئاب ويأس ويشعرون أن بينهم والموت خطوات، لذا يجب علينا أن نحث القادرين منهم على ممارسة نشاطهم اليومي وهواياتهم بصورة عادية، وأن لا يشغلوا تفكيرهم بالمرض بل أن يشغلوه بكيفية مواجهته والقضاء عليه وزرع الأمل بداخلهم بأنهم سيتعافون).