بالمقابل أشار الكاتب الصحفي بابكر فيصل إلى أن السودان ما زال في القائمة وهو ما يُمنع بموجبه أيّ نوع من التعاون العسكري إلا أنهُ بات واضحًا أن الإدارة الأمريكية تجاوزت هذا الأمر وهو ما يعطي -بحسب بابكر- إشارة قوية لتطور العلاقات متجاوزةً الجانب الاقتصادي إلى صعيد التعاون العسكري، وأضاف بابكر في حديثه ل(السوداني): "ما أشارت إليه الإدارة الأمريكية هو أن السودان أصبح دولة متعاونة في مجال مكافحة الأرهاب" متوقعًا رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. خطوة متقدمة: بالمقابل وصف "مصدر مطلع" الخطوة بالمتقدمة معتبرًا أنها مؤشر لتحسن كبير في مجمل العلاقات الثنائية كاشفًا عن ترتيبات وخطوات متقدمة لإعادة فتح الملحقية الاقتصادية بجانب بدء النظر في إمكانية إعادة فتح الملحقية الثقافية كذلك، وأضاف المصدر في حديثه ل(السوداني) إن إعادة فتح الملحقيات وعلى رأسها الملحقية العسكرية تمثل دعماً كبيراً لمجمل العمل الدبلوماسي مع الولاياتالمتحدة عبر رفده بقوى فاعلة ومؤثرة في تعزيز العلاقات بين الدول.. على صعيدٍ متصل أكد الملحق الإعلامي بسفارة السودان بواشنطن مكي المغربي تلاشي العقبات البيروقراطية بين البلدين على المستوى السياسي والدبلوماسي مؤكدًا أن إعادة فتح الملحقية العسكرية والتي سبقها تسلم مهام الملحق العسكري الأمريكي المقدم جورن بونق، سيفتح باب التعاون العسكري المفيد للأمن والاستقرار في المنطقة، وأشار مكي في حديثه ل(السوداني) إلى أن الجيش السوداني من أهم وأقوى الجيوش في المنطقة وأن الدول الكبرى غيرت نظرتها في التعاون مع السودان، وأضاف: ينتظرنا الكثير من التعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية كما ينتظر إقليم شرق إفريقيا دوراً أهم وأفضل للسودان. حظر السفر: في الوقت الذي أبدى فيه خبراء عسكريون تفاؤلهم بهذه الخطوة إذ يرى اللواء أمين إسماعيل الملحق العسكري الأسبق بطرابلس أن إعادة الملحقية سيساهم في إعادة العلاقات العسكرية إلى سابق عهدها كالتدريب وتبادل الخبرات معتبرًا أن ذلك سيكون المعبر الأساسي للرفع الكلي للعقوبات مشيرًا في حديثه ل(السوداني): إلى قدم العلاقات العسكرية السودانية الأمريكية وخاصة في مجال التدريب والتأهيل والقادة إلى جانب التسليح والتي تأثرت سابقًا بقرارات المقاطعة السياسية.. إلا أن المحلل السياسي الحاج حمد يرى أن الازدواجية الأمريكية لا زالت مستمرة وأن منع تأشيرات دخول السودانيين سيعيق من إمكانية الابتعاث للتدريب إذ أنهُ يشمل العسكريين وغيرهم، ويشير الحاج في حديثه ل(السوداني) إلى أن السودان ما زال في قائمة الإرهاب والكونغرس قراره واضح معتبرًا أن الوضع لا يزال هشًا ولا تبدو تلك الخطوة في نظر الحاج مؤشرًا لتطور العلاقات، وأضاف: العلاقات السودانية الأمريكية على مستويين، مستوى دبلوماسي ومستوى أمني، وفي الجانب الأمريكي يبرز جانب آخر من المستوى الأمني وهو حماية الأمن الوطني الأمريكي الذي ليست لهُ حدود، مؤكدًا عدم توقف العلاقات على مستواها الأمني وأن اشتراك السودان في عاصفة الحزم حتَّم تبادل المعلومات.. ويرى الحاج أن تبادل المعلومات العسكرية أمرٌ وارد معتبرًا أن التنسيق العسكري قد يكون بداية ليشمل التسليح والتدريب، موضحًا أن هناك حاجة لتوثيق عسكري بين القوات السودانية والأمريكية تفرضها نقاط التلاقي بينهما في اليمن وليبيا. مهام الملحق العسكري: وتنحصر مهام الملحق العسكري في تنظيم العلاقات العسكرية بين وزراة الدفاع السودانية والأمريكية ممثلة في البنتاغون وبحسب اللواء أمين هناك لائحة تنظم عمل الملحقين، مشيرًا إلى أن الملحق يعتبر عضواً أساسيّاً في أيّ وفد عسكري يزور واشنطن كما توكل إليه مهام متابعة الاتفاقيات والبرتوكولات الموقعة بين البلدين ومساعدة المبعوثين الذين يتم تنسيبهم للدورات العسكرية في واشنطن. وفي ذات السياق عد اللواء بابكر نصار الملحق العسكري الأسبق بإثيوبيا الخطوة بالمؤشر وتحسن في العلاقات مشيرًا في حديثه ل(السوداني) إلى تنسيق الملحق العسكري للتمارين العسكرية والمنح التي تقدم للضباط أو المعدات العسكرية والعتاد.