أعلن كل من البشير وديسالين، والرئيس السوداني، التكامل بين البلدين في كافة المجالات، وتوحيد المواقف تجاه التهديدات الخارجية، وأكدا على أهمية الاستفادة العادلة من مياه نهر النيل. وقال البشير إن التكامل مع إثيوبيا يشمل كل المجالات واتفق مع ما قاله رئيس الوزراء الإثيوبي بأنه لا توجد أي حدود للعلاقات بين البلدين في شتى المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والتجارية والثقافية الاجتماعية. واعتبر البشير، أن أي تهديد لأمن إثيوبيا هو تهديد مباشر للأمن القومي السوداني. ولفت البشير إلى أن السودان يشتري حاليا نحو 300 ميجاوات من الطاقة الكهربائية من إثيوبيا. ومضى قائلا إن هذه الكمية قبل اكتمال بناء سد النهضة (الإثيوبي)، والبلدان يعملان حاليا لإيصال الكهرباء من السد إلى الخرطوم. وشدد على أهمية الاستفادة من الموارد المائية لدول حوض نهر النيل بصورة عادلة. وتابع بقوله: نحن متفقون حول سد النهضة.. للمرة الأولى يوجد اتفاق مشترك بين الدول الثلاث (إثيوبيا والسودان ومصر). بدوره، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، خلال المؤتمر الصحفي، بدء مرحلة جديدة من التكامل مع السودان. كما أعلن عن اكتمال دراسة استراتيجية حول ربط إثيوبيا والسودان بطريق السكة الحديد سيتم تنفيذه في الأشهر القادمة. وقال ديسالين إن السودان يحصل على 300 ميجاوات من الكهرباء من إثيوبيا، وستتم زيادتها إلى 500 ميجاوات من سد النهضة. واعتبر أن "التكامل الأمني هو ركيزة للتكاملات الأخرى.. وأي تهديد للسودان هو تهديد لإثيوبيا". كيف يُنظر لحديث البشير؟ الخبير في العلاقات السودانية الإثيوبية محمد طه توكل قال ل(السوداني) أمس من مقر إقامته بالعاصمة أديس أبابا، إن حديث الرئيس البشير أمس الأول كان موجهاً إلى العالم أجمع خاصة فيما يتعلق بالسلام والأمن والاستقرار، وشدد على ضرورة التعامل مع ما قاله البشير في السياق الذي قيل فيه، وأضاف توكل أن البشير بعث برسائل ذات توجهات عالمية وليس لدولة بعينها، وينبه إلى أن البلدين اللذين يشكلان محورا مهما في المنطقة وليس من مصلحة قادتهما توتير الأجواء. وأضاف أن البشير تجاوز في حديثه مفاهيم التكريس الثنائي في مثل هذه القمم، عندما قال في حفل أقيم أمس بقصر الرئاسة الإثيوبي إلى أنه في حال سخرت إمكانيات السودان الزراعية ستنتهي المجاعة في كل من الجنوب والصومال ويتحقق الأمن الغذائي العالمي. ونبه توكل إلى الدعم الذي أعلنه رئيس الوزراء الإثيوبي خاصة فيما يتعلق في مجال الآثار والتراث السوداني. بعيداً عن الشحن دبلوماسي تحفظ على ذكر اسمه، قال ل(السوداني) أمس إن زيارة الرئيس البشير إلى إثيوبيا، يجب أن تأتي في سياق تكريس اللتعاون القائم أصلا بين الخرطوموأديس أبابا، والذي بات يقترب من أن يصبح تحالفاً شاملاً للمجالات السياسية والعسكرية والأمنية، وينوه إلى أنها ثاني زيارة رسمية إلى إثيوبيا لكن "مصادفة توقيتها" جعلت منها محل اهتمام مصري. وينبه إلى مشاركة البشير في القمم المتنوعة التي تستضيفها أديس أبابا، فضلاً عن اللقاءات بين الرئيسين في مناسبات متعددة أي ما يعني زيارتين خلال العام وهو ما يعزز تنامي ذلك التحالف مستقبلا في ظل الأوضاع الراهنة. ويحذر الدبلوماسي من "التأويل" المفرط وشحن ما قاله الرئيس عمر البشير في أديس من عبارات لتأجيج العلاقات الدولية مع جارة مهمة جدا ويشدد على أنه على الرغم من حالة التوتر والتراشق الإعلامي المصري ضد السودان لكن الثابت أن العلاقة ما بين الخرطوم والقاهرة ظلت منذ سنوات طويلة تتقلب من حال إلى حال لكنها لم تعش حالة السمن والعسل. ويشير إلى أنه ووفقاً لكل ذلك يجب أن لا يخرج ما قاله الرئيس البشير في مؤتمره المشترك مع ديسالين من سياقه الزمني والإطار الذي حدده البشير وينبه إلى أن العلاقات السودانية الإثيوبية ظلت في تنامٍ مستمر لأسباب متعددة ومهمة على رأسها الدور الإثيوبي في الأزمات السودانية وانفتاح السودان على جيرانه الأفارقة. ويواصل ذات المصدر الحديث أن العلاقة بين أديس أباباوالخرطوم تعد أقوى علاقة بين دولتين في ظل التحالفات الإقليمية بالمنطقة ما يعني أن لزيارة البشير مترتبات ذات تأثيرات في الكثير من الملفات الثنائية والقضايا الإقليمية الراهنة، خاصة بين دول حوض النيل والقرن الإفريقي نظراً لما للبلدين من حضور قوي في الكثير من أحداث المنطقة لكنه ينبه إلى أنه بالمقابل فإن الزيارة تأتي في ظل ظروف بالغة التعقيد أبرزها رفض مصر التوقيع على تقارير الشركة الاستشارية الفرنسية بشأن آثار السد بسبب وجود حلايب ضمن حدود السودان كما أنها جاءت في ظل تصعيد إعلامي مصري.