وأشار وزير الخارجية بروفيسور إبراهيم غندور في تصريح صحفي إلى أن الزيارة ستناقش جملة من الملفات المهمة تشمل مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري، والتنسيق والتشاور السياسي وتبادل الدعم في المحافل الدولية المختلفة، لافتاً إلى دور روسيا الأساسي الداعم لقضايا السودان في مجلس الأمن الدولي وغيره من المنظمات الدولية، منوهاً لوجود تنسيق دائم بين السودان وروسيا على مستويات متعددة حول كافة القضايا الثنائية والإقليمية والدولية. وفي مايو من نفس العام أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوقدانوف خلال لقائه في موسكو وزير الدولة، المدير الأسبق لمكاتب الرئيس الجمهورية الفريق طه عثمان، أعلن دعم ومساندة روسيا للسودان المتواصل على جميع الأصعدة، فيما أعلنت الحكومة الروسية في وقتٍ سابق من العام الماضي دعمها اللامحدود للسودان في جميع المحافل والتنسيق معهُ داعيةً إلى رفع العقوبات المفروضة على السودان مجددةً رغبتها في تطوير العلاقات مع السودان في جميع المجالات. ويرى مراقبون أن العلاقات السودانية الروسية تتجه نحو مزيد من الانفتاح وتشهد مزيدًا من التطوير ويرى خبراء اقتصاديون أنهُ لولا وجود تعاون بين السودان وروسيا لكان تأثير العقوبات الاقتصادية الأمريكية على السودان ذا أثر أكبر، في ذات السياق يعتبر المحلل السياسي الحاج حمد أن إحدى إشكالات السودان أنهُ بلد الفرص الضائعة وتركيز السياسية الخارجية في اتجاه واحد يحرمهُ من فرصة ذهبية فروسيا دولة بإمكان السودان أن يتخطى بها المقاطعة الأمريكية في كل الاتجاهات. انفتاح خارجي أثبتت روسيا بحسب الحاج حمد احترامها للقانون الدولي، مشيرًا في حديثه ل(السوداني) أمس إلى أن أهمية الزيارة تأتي من كونها تنوعاً في السياسية الخارجية وانفتاحاً خارج المعسكر الغربي الذي ظل السودان محصورًا فيه وأن الولاياتالمتحدة جزء من الأزمة وليس الحل، لافتًا إلى انفتاح روسيا على السودان منذ وقت، وبالنظر لموضوع الاستقلالية وتحرير القرار الوطني يرى الحاج أن السودان بحاجة لروسيا والعكس صحيح، مؤكدًا أن الاتجاه العالمي والسياسات بصورة عامة تتجه نحو الانفتاح، وأن هذا الانفتاح من السودان يعزز مساحة دائرة الحركة والمناورة وأن السودان لديه فرصة أخذ العلاقات بجدية وهامش مناروة كبير، لافتًا إلى أن روسيا ليس لديها اعتبار في صداقاتها للمحكمة الجنائية وقد تساهم في تخفيف العقوبات، ووفق تقارير إخبارية فقد أعلنت روسيا العام الماضي سحب توقيعها على نظام روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية ليجد ذلك الإعلان ترحيبًا من الخرطوم. شراكة استراتيجية على صعيدٍ آخر اعتبر المحلل الاقتصادي هيثم فتحي، أن هذه الزيارة تنقل العلاقات بين السودان وروسيا إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية في كافة المجالات، داعيًا إلى التركيز على الاستفادة من الخبرات والتقانات الروسية في إحداث النهضة الزراعية والصناعية بالبلاد وربط الزراعة بالصناعة لتحقيق القيمة المضافة للإنتاج الوطني، مشيرًا إلى توسيع السودان مظلة التوجه شرقًا من الصين وماليزيا والهند إلى روسيا لبناء شراكة سياسية واقتصادية تُحقِّق المصالح المشتركة بين البلدين، لافتًا إلى أن ذلك من شأنه إحداث توازنات في القوى والاستفادة من المواقف الروسية الداعمة للسودان في المحافل الدولية. وأضاف هيثم في حديثه ل(السوداني) أمس إلى وجود اتقافيات لإقامة مشروعات التعاون خلال المرحلة المقبلة لتشمل مجالات التعدين والزراعة والبترول والصناعة ومشاريع تجارية وصناعية. واعتبر هيثم أن العلاقات بين البلدين تتميز بكونها مزيج من المصالح المشتركة والتقاطعات الكبرى على المستوى الاستثماري والتنموي إذ تصدر روسيا إلى السودان الماكينات والآلات والتقنيات والأجهزة الكهربائية ومواد البناء، أما الواردات الروسية من السودان بحسب فتحي فتشمل المنتجات الزراعية كالقطن والكركدي والسمسم والفول السوداني، وقيام مشروعات من شأنها رفع التبادل التجاري بين البلدين إلى 20 مليار دولار، خلال السنوات المقبلة. على صعيدٍ آخر عَيّنَت روسيا مبعوثاً روسياً لدولتي السودان وجنوب السودان من أجل أداء دور حيوي يطوي الخلافات ويحافظ على الأمن القومي الروسي.
