ظلت صفوف الخبز في حالة تزايد مستمر حتى أنها أصبحت السمة الأبرز للمشهد الآن لكل المخابز في مدن و ولايات السودان المختلفة، الأمر الذي جعل الكثيرين يشعرون بالقلق و الضجر نتيجة وقفتهم الطويلة في تلك الصفوف لشراء ما يحتاجونه من خبز ، في الوقت الذي يقوم بعضهم بتهريبه لزيادة الأزمة و إشعال غضب الشارع العام . (1) المتضرر الأول بصورة مباشرة في هذه الازمة هم طلاب المدارس الذين يتحكم الخبز في وجبة إفطارهم اليومية لأنه لا بديل آخر له ،عكس ربات البيوت اللاتي يجدن بدائل مختلفة له مثل عمل (العصيدة و القراصة و الكسرة) و هو ما يصعب على التلاميذ أخذه معهم كوجبة لهم في المدرسة. (2) تغيب عدد من طلاب المدارس بمرحلتي الأساس و الثانوي بولاية الخرطوم بمنطقة الوحدة عن الطابور الصباحي بسبب انتظارهم لساعات طويلة في صفوف الخبز لاستخدامه ك(سندوتشات) لتناولها في وجبة الإفطار و هو ما أكده عدد من طلاب الثانوي بأنهم فور خروجهم من المنزل صباحا يتجهون ناحية المخابز التي يتوفر فيها الخبز و ينتظرون في الصف و عندما يحصلون عليه و يذهبون للمدرسة يجدون طابور الصباح قد فاتهم. (3) فيما يتغيب بعضهم عن الحصة الأولة نسبة لعدم وجود سندوتشات في بوفيه المدرسة و هو ما أكده عدد من طلاب الأساس بمدرسة الكلاكلة شرق بأنهم لا يتحملون الجوع لأنهم يقضون ساعات طويلة في المدرسة يفضلون الوقوف في الصفوف أكثر من أربعة طلاب و من يتحصل عليه أول يكون قد سهل عليهم المهمة ليوزعونه بينهم و يذهبون، موضحين أن الخبز دائما ما ينفذ مع اقتراب نهاية الصف و هم أمر محزن بالنسبة لهم ،لافتين إلى أن بعض الرجال الذين يقفون في الصف يتنازلون عن أماكنهم لهم ليقفوا في المقدمة باعتبارهم طلابا لديهم زمن معين يكونون فيه حضورا في المدرسة ،لافتين إلى أن زملاءهم في الصف الذين كانوا حضورا في الحصة يقومون بشرح الدرس الذي فاتهم في الحصة الأولى.