ووفق ما تم تداوله في وسائل الإعلام حول البيان طالبت الأسرة الرئاسة بالتدخل لحماية أبناء عبد الرؤوف من طليقته وأن بعض المشبوهين أحاطوا بالأبناء ووالدتهم بعد أن أقنعوها بطلب الطلاق منه والسفر للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وأشارت الأسرة في بيانها إلى فشلهم في إقناع والدة الأطفال بالالتحاق بالتنظيم، فيما حرمت الأبناء من التواصل مع أرحامهم إلى جانب حرمانهم من التعليم، فيما أشار البيان إلى استهداف تنظيم الدولة الإسلامية لأسرة شيخ أبو زيد وتسببه في فقدان أبنائها. تحصين أفكار بالمقابل يرى المختص في الجماعات الجهادية محمد خليفة أن قضية عبد الرؤوف بها الكثير من التعقيدات، مشيرًا إلى أن ما يتعلق بقضية طليقته أنها محافظة على أفكار زوجها، فأبناء أبو زيد يتبعون لمدارس متعددة، فهناك المعتدلون وهناك المتطرفون، وهي تخشى اكتساب الأطفال أفكارًا أخرى خلاف ما تتبنى، لافتًا إلى ضرورة إلحاق الأطفال بمركز التحصين. وأضاف محمد في حديثه ل(السوداني) أمس، أن معظم زوجات من التحقوا ب(داعش) أو من كانت لهم أفكار متطرفة بحاجة لتأهيل للخروج من قوقعة أفكار أزواجهم. رغم توالي الأخبار مؤخرًا حول أسرة أبو زيد والتحاق أبنائه وبعض أحفاده ب(داعش) مما يجعل أذهان البعض تتجه إلى تبني الأسرة لأفكار متطرفة؛ إلا أن مصادر مطلعة أشارت في حديثها ل(السوداني) أمس إلى أن هناك استهدافًا لأسرة شيخ أبو زيد محمد حمزة، فعلى الرغم من التحاق الكثيرين من أبناء قيادات عدّة بالتنظيم، لكن ظلت أسرة أبو زيد هي المتصدرة مؤخرًا وبصورة لافتة. أبناء قيادات وفقًا لمعلومات (السوداني)، فإن أبناء القيادات السلفية أو الجماعات الدينية يظلون دومًا مصدر استهداف للجماعات المتطرفة. ولا يَستبعد محمد خليفة في حديثه ل(السوداني) فرضية استهداف أبناء أبو زيد، مشيرًا إلى مسؤولية الدولة الآن عن أن لا يخرج أبناء عبد الرؤوف من البلاد. جانب آخر أحاط بالبيان حول سفر طليقته بأبنائه، فوفقًا للقوانين لا يحق للمطلقة السفر بالمحضونين إلا بإذن من وليِّهم، ومن حق الأب فقط دون أيِّ فرد من أفراد أسرته الاعتراض على ذلك. ويشير القانوني معز حضرة إلى أن المنع أمر قضائي إذ لا بد أن تُرفع دعوى، والجهة المختصة بذلك هي السلطة القضائية وليست رئاسة الجمهورية. وأضاف حضرة في حديثه ل(السوداني) أمس أنهُ وفقًا للشريعة الإسلامية، فالأصل أن الحضانة للأم حتى يصل الطفل الذكر سبع سنوات، والبنت تسع سنوات وحتى لو تجاوزوا العمر، فإن الحضانة لا تسقط إلا بدعوى شرعية تُقام من الأب أو أحد الأولياء، وأن القانون يتشدد في مثل هذه القضايا ويجب أن يتم إثبات أن الأم غير كفء لحضانة الأبناء، لافتًا إلى أنها من أصعب القضايا في المحاكم الشرعية، وتابع: "الانتقال تحكمه قوانين والقانون يتعامل بموضوعية وبيّنات". استهداف ممنهج رغم التعقيدات التي تحيط بقضية السفر قانونيًا لكنهُ أمرٌ لا يبدو ذا أهمية لدى من يمكن أن يفكروا في الالتحاق بالتنظيم؛ إذ يرى خليفة أن التحرك ليس صعبًا فالحدود مفتوحة، وهناك من تسللوا وعبروا إلى ليبيا، وأفريقيا الوسطى. ورغم إصدار التنظيم لجوازات سفر لأعضائه والتي تعتبر مزورة بحسب خليفة، مشيرًا إلى وجود خلايا نائمة في السودان لذا فكل الاحتمالات مطروحة والتنظيم لم ينتهِ. ووفق مصدر مطلع، فإن الغرض من الأخبار المتداولة هو تشويه لجماعة الشيخ أبو زيد محمد حمزة، من قِبَلِ مركز آخر ينتمي لأنصار السنة، إذ أن ما يتم تداوله عن أولاده ليس بالجديد وشيخ أبو زيد نفسه وفقًا لحديث المصدر ل(السوداني) أمس فهو لديه موقف من أبنائه، الذين التحقوا بتلك التيارات حتى يعودوا مؤكدًا أن جهةً ما تتعمد إعادة فتح هذا الأمر وأن تنظيم الدولة الإسلامية ذاته قد يكون مخترقاً من قِبَلِ الجهات التي تستهدف تشويه أسرة أبو زيد وجماعته، وأن هناك عملاً ممنهجاً، ومن مصلحة بعض الجهات إضعاف جماعة أبو زيد المؤثر والقوي واتهامه بالتطرف، لافتًا إلى التنظيم سواء كان تنظيم الدولة الإسلامية أو القاعدة فإنهم يستهدفون أبناء القيادات لإضعاف الجماعات فتنظيم القاعدة قائم على إضعاف التنظيمات الأخرى عبر إخضاعها باستقطاب أبنائها وكسب الرموز، كاشفًا أن الملتفين حول أبناء عبد الرؤوف ومن وصفوا في البيان بالمشبوهين هم جماعة أعلنت سابقًا مبايعة (داعش)، ومنهم قيادي قام بتفويج العديد من الشباب والشابات السودانيات، وأضاف أن قضية السفر ليست مشكلة بالنسبة للتنظيم، ومن يلتحقون به قنوات سرية يخرجون عبرها إذ يخرجون عادة عبر الحدود، تشاد أو إفريقيا الوسطى وعادة يخرجون عبر تشاد وليبيا، إذ لهم جيوب ومناطق في ليبيا يستخرجون فيها الأوراق التي يحتاجون إليها ويتحاشون المطارات والأوراق الثبوتية.