صبيحة الأمس وبحضور إعلامي كبير انعقد الملتقى الفكري الأول بالأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية بضاحية سوبا، تحت شعار (الاستقرار السياسي في إفريقيا التحديات وآفاق المستقبل)، في سبيل تحقيق الاستراتيجية المعلنة للاتحاد الإفريقي بإسكات البنادق بحلول 2020م. النائب الأول للرئيس السوداني بكري حسن صالح قال في فاتحة أعمال الملتقى قبيل انطلاق أعمال السيسا اليوم الخميس إن قارة إفريقيا عانت كثيرا من عدم الاستقرار، مرجعا ذلك لعدة أسباب أبرزها تغليب النخب الإفريقية خيار السلاح لتحقيق تطلعاتها السياسية والاقتصادية، والفشل في إدارة التنوع والتعايش المجتمعي لا سيما مع إغفال الإرث الإفريقي لتسوية الأزمات عبر القيادات الأهلية، إضافة لاستشراء التطرف والإرهاب والجرائم العابرة للحدود واستفحال ظاهرة الحركات المسلحة. وأشار النائب الأول لرئيس الجمهورية إلى أن القارة الإفريقية لن تنهض وتزدهر إلا باستتباب الأمن وتعزيز الاستقرار السياسي. وأشار صالح اليوم الأربعاء أثناء مخاطبة الملتقى الفكري الأول لأجهزة الأمن والمخابرات الإفريقية (سيسا) إلى أن إفريقيا تواجه جملة من التحديات وسط عالم يموج بالتحولات. وأشار صالح لوجود مسؤولية عدلية وأمنية تُفضي لتحقيق مجتمع السلم الذي سيضع القارة على سلم النماء والرخاء. من جانبه اعتبر مدير جهاز الأمن والمخابرات السودانية محمد عطا، أن الاستقرار السياسي يمثل رأس الرمح في مواجهة القضايا الإفريقية الملحة، مشيرا إلى أن الملتقى الفكري الأول نتاج لدراسات وأفكار الأمن السوداني، في سبيل جهوده لدعم أنشطة لجنة الأمن والمخابرات الإفريقية "السيسا" بالاستفادة من خبرات الزعماء والحكماء والوزراء والمفكرين والخبراء الأفارقة، مؤكداً أن الملتقى سيكون في مستوى الحدث الموضوع دعماً للاستقرار السياسي والأمني في إفريقيا. ونبه عطا لأهمية مناقشة التحديات لتعزيز ودفع مسيرة الاستقرار السياسي في إفريقيا، وأضاف: "نثمن دور الرئيس النيجري السابق في دعم الاستقرار في إفريقيا ودوره في تاسيس الاتحاد الإفريقي والسيسا". وقال عطا إن إشكالية تقاسم السلطة والثروة وإدارة التنوع مثلت ابرز العقبات أمام الاستقرار السياسي في إفريقيا، مضيفاً: "الأمن والاستقرار السياسي يمثلان الجسر الذي تعبر به إفريقيا إلى بر الأمان". فيما أشار الرئيس النيجيري الأسبق الوسنج أوباسانغو لأهمية الربط بين مفهوم الأمن والاستقرار السياسي، مشدداً على أهمية نجاح الملتقى في التوصل لاستراتيجية تعزز الأمن في دول القارة الإفريقية لتحقيق الاستقرار والنماء. أوباسانغو الذي تحدث إنابة عن المشاركين وصف الملتقى بالفريد من نوعه، لكونه جمع الزعماء والمفكرين والخبراء لوضع استراتيجية لدعم قادة الأجهزة الأمنية في القارة الإفريقية لمواجهة التحديات ودعم الاستقرار السياسي في القارة. وقال أوباسانغو: "لقد منحنا الله موارد كثيرة ويجب أن نحسن استغلال هذه الموارد لخدمة شعوبنا". مشاركة كبيرة يحظى المؤتمر بحضور «49» دولة، حيث يشارك في المؤتمر «30» مدير جهاز مخابرات إفريقيا و«10» نواب مديرين بالإضافة لعدد «9» ممثلين وخبراء لأجهزة مخابرات إفريقية. ويخاطب الجلسة الافتتاحية اليوم بقاعة الصداقة بالخرطوم رئيس الجمهورية المشير عمر أحمد البشير، ويُشرِّف الجلسة الختامية وتسليم توصيات المؤتمر نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن. وينعقد الملتقى الفكري المخصص قضية الاستقرار السياسي في إفريقيا، على هامش اجتماعات لجنة الأمن والمخابرات التابعة للاتحاد الإفريقي، المعروفة اختصاراً باسم (سيسا) بمشاركة نخبة من رؤساء، ووزراء أفارقة سابقين، ومسؤولي منظمات إقليمية ودولية، وتنطلق اجتماعات "سيسا" بمشاركة 30 جهاز أمن ومخابرات عامة من دول إفريقية، لمناقشة التحديات الأمنية التي تواجه القارة الإفريقية، وعلى رأسها "الإرهاب". اللواء إبراهيم منصور أحمد، الرئيس المناوب للملتقى يقول إن فكرة الملتقى جاءت من السودان بهدف جمع الحكماء والقادة الأفارقة السابقين مع مديري المخابرات الإفريقية لتحقيق شعار المؤتمر الذي يهدف للاستقرار السياسي في إفريقيا، وأضاف منصور أن الملتقى الفكري، يركز على إدارة حوار شامل تجاه مشكلات الاستقرار السياسي والتوافق الوطني الداخلي، كما يبحث قضية النزاعات الحدودية والتهديدات الإقليمية، بجانب التطرف والإرهاب والقرصنة والهجرة غير الشرعية والبطالة والنازحين واللاجئين. الملتقى يتبنى مفهوماً شاملاً للاستقرار السياسي، ويبحث الفرص المتاحة لتحقيق الاستقرار السياسي والتحديات التي تواجهه، كما يبحث فرص التحولات المستقبلية من خلال الارتقاء بمنظومة البحث العلمي وتفعيل دور المراكز البحثية في دعم الاستقرار السياسي وصياغة ورصد وتغيير الظواهر السالبة وتذليل العقبات التي تعترض طريقها، وعلى رأسها التعاطي الاستراتيجي مع قضية الاستقرار السياسي من منظور فكري، بجانب إدارة حوار حول النزاع على السلطة وقضايا الحرب والسلام، بجانب أنشطة حركات التمرد المصنفة حركات سالبة. ولم تغفل الأوراق أيضاً قضايا مثل النزاعات الحدودية وتأثيراتها السالبة والإشكالات الداخلية والتهديدات الإقليمية والتدخلات الدولية والتوظيف السالب للآلة الإعلامية «الإعلام التقليدي والرقمي» فضلا عن تحديات ومخاطر التطرف والإرهاب والقرصنة والهجرة غير الشرعية وأزمة البطالة والنازحين واللاجئين وأثر النزاعات على التنمية في القارة الإفريقية.