إنْ جاز لي أن أبدأ بنقل الحدث كما رأيته فأقول إنني ابتدرت جولتي على الموقف الجديد بالسوق المركزي بشمبات منذ الساعة الثامنة صباحاً ، وأول ما لفت انتباهي هو انتشار القوات النظامية خصوصاً من الناحية الغربية للموقف، وذلك لربما لحفظ النظام ومتابعة سير الحركة في يومها الرسمي الأول ومدى التزام شركات النقل بتنفيذ قرار نقل الموقف إلى هذا المكان. أما أول من تحدثت معه فكان هو السائق فرح الدخيري والذي يعمل لدى شركة الساطع حيث قال إن الموقف الجديد مُريح وتسبب في خفض حدَّة الازدحام الذي كانوا يعانون منه كثيراً في موقف شندي، وقال:" الحمد لله مشكلة الدخول والخروج اتحلت في هذا الموقف فنحن نتمني أن يكون هذا الموقف هو الموقف الدائم لنا لأن موقعه متوسط بين بحري وأم درمان والخرطوم، لكن المشكلة الوحيدة وهي الآن بيع التذاكر خارج المكاتب، وإلى الآن لم تكتمل الإنارة بعد مما تشكل خطورة على العربات وأصحاب العربات الذين ينامون فيها" . أين عربات المعتمد ؟؟ لكن محمد دفع الله والذي يعمل موظفاً بإحدى شركات النقل، شكا من عدم وصول العربات التي تنقل المواطنين مجاناً من الموقف القديم والتي وعد بها المعتمد خلال افتتحه الموقف الجديد مما جعل أصحاب الشركات هم الذين يقومون بهذه المهمة، كما فتح جبهة جديد لأصحاب العربات التجارية بنقل المواطنين بتكلفة عالية. فيما أبدى ميرغني عبد الله السائق بشركة حدباي ارتياحه الشديد للموقف الجديد، غير أنه عاد ليقول: لكن هنالك بعض المشكلات التي ستواجه سكان الكلاكلات فالمواطنون محتاجون لأسبوع لمعرفة الموقف الجديد . فيما نواصل تجولنا فى الموقف الجديد حيث قال المواطن عبد الفتاح سعد بأن هذا الموقف أحسن من ذلك لكن اكتمال احتياجاته تجعله أفضل بكثير من الموقف الأول. لكن المشكلة الوحيدة أن حمامات الموقف القديم أوسع من هذا الموقف. مصائب قومٍ عند قوم فوائد بعدها اتجهت نحو الناحية الغربية من الموقف والذي بجواره سوق العيش فجلست مع أحد أصحاب الدكاكين والذي لم يفصح عن اسمه خوفاً من المحلية والذي حكى لنا تاريخ السوق ورحولهم في العام 2004م من المحلية نفسها وبيعها لمواقعهم بسوق بحري والآن تم قفل سوقنا بعد انتعاشه مؤخراً من كل النواحي ففي الناحية الجنوبية حيث تجد البصات ومن الناحية الشمالية تجد دكاكين جديدة لم يكتمل العمل فيها ولم يتم الرجوع إلينا لشرائها باعتبارنا مستحقين أوائل لها، أما الناحية الغربية فتم قفلها بمكاتب أصحاب البصات والتي بلغ سعر المكتب الواحد منها مائة ستة وسبعين ألفاً "للدكان الواحد"، أما من الناحية الشرقية فتم إغلاقها بالحمامات والدكاكين ولم يسمحوا لنا بأي مدخل غيره مما أدى إلى ركود السوق مرة أخرى باعتبار أن الذرة الموجود هنا ملوثة ، فعملنا كل ما بوسعنا واشتكينا للجهات لكن لا حياة لمن تنادي، وعند وصولنا للمعتمد أجاب بهذه العبارة ( غيرو غرضكم وأنا بعفيكم من المتأخرات العليكم ) فأصبح الآن ليس خياراً لدينا بعد قفل جميع المداخل غير تغيير الغرض كما قال المعتمد لنا. وما أن تتجه نحو الناحية الشمالية إلا وتجد مجموعة من النساء اللائي كن يعملن بالموقف القديم حيث جلسن تحت أشعة الشمس في انتظار تنظيمهن لمزاولة العمل الذي يأكلن منه عيشهن حيث تساقطت دموع الخالة حواء علي مؤكدة عدم معرفتها بأي عمل سوى هذا الشاي وأن عندها من الأطفال تحت التربية وأنها بسبب الربكة الحاصلة الآن لم تكسب رزقها حتى الآن بل لم تجد مكاناً لتزاول من خلاله عملها. من ناحيته أكد عضو بالغرفة القومية للبصات – طلب حجب اسمه- اكتمال الموقف وتجهيزه بنسبة 80% ، مضيفاً بأنه ستكون هنالك صالة للركاب وسيتم قفل شارع شمبات من الناحية الغربية حسب توجيهات السيد المعتمد لنا لخروج العربات من الموقف. وقوف على الأطلال بعدها توجهت نحو موقف شندي القديم لكيما أتأكد من اكتمال عملية النقل ومعرفة ما إذا كان الركاب ما زالوا يتوافدون إليه، وللحقيقة لم أجد فيه غير بعض من الباعة الذين تركتهم المحلية وهم أصحاب أكشاك. وعند الجلوس معهم ناشدوا جميع الجهات بالنظر في أمرهم لأنهم ليس لديهم أى عمل آخر سوى هذه الاكشاك والتى يعملون فيها أكثر من عشرين عاماً، وأن المحلية لم تمنحهم أي موقع بالموقف الجديد ولم أتعطهم فرصة لكي يعملوا في موقع آخر. وقالوا إن لديهم بيوتاً يفتحونها من هذه الأكشاك وأن لديهم عدداً من الأشخاص يعملون معهم وأغلبهم من طلاب الجامعات والذين يعملون لسد حاجاتهم ، لكن أصبح التهميش للمواطن صعباً وخصوصاً فى هذا الزمن الذي أصبح أكل العيش فيه صعباً. أما أصحاب التذاكر فقالوا بأن المحلية أعطتهم فرصة إلى يوم السبت للذهاب لموقعهم الجديد بعد الانتهاء من أعمال توصيل الكهرباء. المحلية تتحدَّث أخيرًا تحدثنا إلى المدير التنفيذي للمحلية السنوسي سليمان العبد والذي قال ل(السوداني) إن المحلية سوف تنتهي من أعمال الصيانة بهذا الموقف خلال شهر، كما أنهم يعملون صالة للركاب بالموقف وبعد اكتمال مكاتب التذاكر سوف تحول هذه الكرافانات إلى مواقع خدمات بالموقف، لأنها أصلاً مملوكة لأشخاص وسوف تلجأ إليهم بعد الانتهاء منها، مؤكداً أن المحلية لم تعتد على موقع بل الموقع الذي غرب سوق العيش يتبع لها وأن قرار المعتمد قائماً وقال سنسعى مع الجهات ذات الصلة لمنع كل المخالفات التى تمنع وتعيق حركة الموقف أو راحة المواطن ، وقال كما علمت فإن أربع عربات تقوم بنقل المواطنين إلى الموقع الجديد مجاناً حسب توجيهات المعتمد.