مستشفى أبوعشر المعروف باسم مستشفى الصداقة السودانية الصينية، واحدٌ من ثلاثة مستشفيات تعمل فيها البعثة الطبية الصينية منتشرة في ولايات الخرطوم، والجزيرة، والنيل الأزرق. على بعد نحو 110 كلم جنوب شرق العاصمة السودانية الخرطوم يقع مستشفى أبوعشر الذي يعكس جانب من أوجه التعاون الانساني بين السودان والصين، فمنذ وصول البعثة الطبية الصينية ظلت محل ترحيب حار، ولم تقتصر العلاقة بين الأطباء وأهالي أبوعشر على (الكشف الطبي) بل امتدت ل(الكشف الاجتماعي)، حيث بات الصينون حضوراً دائماً في المناسبات الاجتماعية ومساهمين فيها. (2) يقول طبيب الباطنية الصيني تساو وي: "أحب السودان وأحب مدينة أبوعشر، لقد خلقت العديد من الصداقات والذكريات في هذه المدينة الجميلة، وساحتفظ بها إلى الأبد". المستشفى الذي تأسس في العام 1929، كواحدٍ من المستشفيات الريفية، بات يكتسب سمعة طيبة في أوساط مواطني ولاية الجزيرة والولايات المجاورة منذ أن بات مقراً للبعثة الطبية الصينية في العام 1974، لا سيما فيما يتعلق بالعمليات الجراحية المعقدة مثل الغضروف، والقلب المفتوح بتكلفة رمزية مقارنة ببقية المستشفيات. (3) يقول رئيس مجلس أمناء مستشفى أبوعشر محمدين حسين: "هذا المستشفى اكتسب سمعته من وجود البعثة الطبية الصينية التي تقدم خدمات طبية ممتازة لمواطني المنطقة، ويضيف حسين:" نحن لدينا أرخص علاج وأنجح عمليات في السودان". يدلل حسين على حديثه بحماسٍ عالٍ وهو يشير إلى أن تكلفة عملية الغضروف في المستشفى نحو 1.500 جنيه سوداني، بينما تبلغ في أقل مستشفيات السودان تكلفةً نحو 35.000 جنيه. (4) في السنوات القليلة الماضية بات مستشفى أبوعشر واحداً من أفضل المرافق الصحية التي طورت بنيتها التحتية وحسنت جودة الخدمات، ليصبح قِبلة للمرضى من مختلف أنحاء السودان، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 250 شخصاً يرتادون المستشفى يومياً -7 آلاف شخص شهرياً-. في الأثناء، يقول مساعد رئيس الجمهورية، نائب رئيس اللجنة المشرفة على علاقات السودان مع دول البريكس، د.عوض الجاز: إن السودان يقدر الجهد الكبير الذي تقوم به البعثات الطبية منذ سبعينيات القرن الماضي سواء في مستشفيات أبوعشر، وأم درمان، أو الدمازين فضلاً عن البعثة المؤقتة، ويشير الجاز إلى أن السودان يتطلع لتطوير علاقاته مع الصين في المجالات الصحية وصولاً لمرحلة إنشاء مستشفيات تجارية تقدم خدماتها لكل من يرغب حتى للقادمين من دول الجوار. (5) من جانبه، يقول السفير الصيني لدى الخرطوم ليان خه: إن التعاون في المجال الطبي بين السودان والصين مستمر من قبل 43 عاماً، لافتاً إلى أن هناك نحو 900 طبيب صيني عملوا خلال هذه الفترة في السودان لمعالجة وتخفيف آلام نحو 8 مليون مريض في عدد من المستشفيات، مشيراً إلى أن بعثة أطباء العيون الصينية خلال العام الماضي، أجرت نحو ألف عملية مياه بيضاء (كتاراكت). ويلفت السفير الصينيبالخرطوم إلى أن بكين تولي اهتماماً كبيراً بالتعاون الصحي مع السودان بما يخدم العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، مؤكداً أنهم سيواصلون دعمهم للسودان، وسيعملون على تنمية المؤسسات الصحية السودانية.