بعيداً عن الكورونا الصحية والسياسية والاقتصادية. شاهدت جزءاً من حلقة من برنامج حكايات في قناة النيل الأزرق تقديم أ.نسرين النمر المتميزة وحضورها الجميل (لو زدنا أكثر من كده يفهمونا غلط ) ضيوف الحلقة الأستاذ الشاعر المرهف والذي شب شاعراً بملحمة أكتوبر الشهيرة جداً الأستاذ هاشم صديق والأستاذ الفاضل دياب المحامي المشهور والمطربة مكارم بشير وابن الأستاذ سيد خليفة منتصر (رحم الله سيد خليفة). قبل أن استرسل ورثتُ حب غناء سيد خليقة من والدي، رحمه الله، فكان فنانه المفضل إن لم يكن فنانه الوحيد وتعجبه جداً أغنية أحمد فرح يا ربي ما تحرم بيت من الأطفال. سيد ملك التطريب ويكاد يكون أشهر فنان سوداني خارج السودان وما ذكر الغناء السوداني إلا وجاء ذكر سيد ولو بأغنيته سريعة الإيقاع (ازيكم كيفنكم أنا لي زمان ما شفتكم) وكثير من الذين يعجبون بهذه الأغنية من غير السودانيين لا يعرفون أغنيات سيد (اسراب الحسان، وطرير الشباب، وعلى الجمال والسلسلة طويلة من شعر التجاني وجماع وأبو العلا وهاشم صديق ومحمد يوسف موسى ووو.. هذا غير الأغاني الوطنية (في نفسي شيء من حتى على بعض الأغاني الوطنية إذ لا تخلو من الصناعة وما أثقل الشعر عندما يكون مصنوعاً). في الحلقة كانت أضعف المشاركات هي مشاركات منتصر سيد خليفة.. الفرق بين منتصر وعبد الوهاب وردي أن عبد الوهاب شهد له والده بأن عليه أن يبحث عن صنعة غير هذه ..يعني ما كان عاجباه محاولات عبد الوهاب وكفانا منه. ولكن يبدو أن سيد رحمه الله لم يسمع منتصر وإلا لحماه من محاولات تقليده الفاشلة بامتياز.. يا منتصر ليس بالضرورة أن يكون ابن الفنان فناناً والذي تفعله بغناء المرحوم والدك يستحق منا نحن المستمعين أن نقدمك لمحاكمة بتهمة إفساد أغنيات سيد خليفة، بالله ارجع لهذه الحلقة واسمعها وقارن بين أدائك وأداء مكارم بشير لأغاني سيد خليفة رحمه الله. يبدو أن من عيوب الملكية الفكرية التي يهدد بها منتصر كل من حاول أداء أغنية من أغاني والده هي التي جاءت به إلى هذه الحلقة حتى يأمنوا مقاضاته، وهذا يدخل في دائرة الابتزاز. نصيحتي للابن منتصر، إن كان من الذين يقبلون النصح، ألا يردد أغنيات والده ويدخل هذا في البر بالوالد وإن هو أصر ولم يجد من يقول له ما أقول أخشى أن يقع فعله في دائرة العقوق والعياذ بالله، منتصر لا تشوه هذا الإرث الجميل ولا تحجره على الآخرين ليس لأنهم خير من سيد ولكن لأن أجهزة الصوت تطورت وأجهزة الموسيقى تطورت. أما هاشم صديق قد كان رائعاً كالعادة ومنذ صغره حفظه الله.