"عمر نور الدين" الذي صادفته (السوداني) بصيدلية المودة بالخرطوم، كان يستفسر عن سعر دواء في روشتة يحملها عبارة عن مضاد حيوي لالتهاب الأذن الوسطى "زيروكس"، أخبرته الطبيبة أنه موجود وقيمته (280) جنيهاً، ففاجأها وهي تهم بتقديمه له بأنه لا يُريده، وقال: "داير أشوف نهايتكم شنو؟"، وأضاف: "دي الصيدلية الرابعة، في كل مرة سعر جديد، البداية كانت 150 جنيهاً، وما عارف النهاية كم؟". الصيدلانية بدأت تُبرر له تباين الأسعار باختلاف الشركات، لكنه قاطعها وأقنعها بأنها ذات العبوة باسمَيْها العلمي والتجاري ولا اختلاف بينها غير الأسعار. حقائق صادمة "جابوهو فزع بقى وجع".. المقولة تُشخص تماماً وضع التأمين الصحي وأدويته وحال المتعاملين معه، واتضح ذلك جلياً خلال جولة (السوداني) ببعض صيدلياته المتخصصة، في صيدلية التأمين الصحي (1) بالخرطوم، رغم اختفاء بعض الأصناف المهمة مثل أدوية الملاريا، إلا أن الكارثة كانت في ارتفاع أسعار الأدوية داخل التأمين والتي يُفترض أن تكون قيمة الدواء فيها تعلدل ربع القيمة في الصيدلية التجارية، لكن ذلك غير مُتحقق، فسعر عبوة الفانتولين "بخاخ" المصري (35) جنيهاً، رغم أنه لا يتعدى ال(80) جنيهاً بالصيدليات خارج التأمين، أما عبوة "الأموكلان" فسعرها (80) جنيهاً داخل التأمين ما يعني أن قيمته بلا تأمين (320) جنيهاً، وذلك ليس من المنطق في شيء لأن سعره في أقصى حد له لا يتعدى ال(150) جنيهاً، كذلك بالنسبة لأدوية مرضى السكري يوجد "منظم 500 مل" سعره في صيدلية التأمين وخارج التأمين واحد (17) جنيهاً. وباستفسار الطبيبة بالصيدلية د.ساجدة الماحي عن مبررات تلك المفارقات، نفت علمها بأسعار الأدوية التجارية، وإنما فقط يقتصر علمها على لأسعار داخل صيدليتها التابعة للتأمين الصحي، وأضافت: "الأسعار داخل الصيدلية تقريباً كل يوم فيها جديد". ورجحت د.ساجدة في حديثها ل(السوداني) أن تكون أسباب عدم استقرار الأسعار هي سياسات هيئة التأمين الصحي وتغيير الشركات التي تتعامل معها الهيئة، أو إلغاء التعاقدات مع بعض الشركات، لذلك تتغير الأسعار يوماً عن الآخر أو تختفي بعض الأصناف. أدوية الملاريا ومن صيدلية السعودي بالخرطوم، تبين وجود ارتفاع في أسعار أدوية الملاريا – الراجمات - "حقن للكبار" وبلغ سعرها (81) جنيهاً، بعد أن كان (62) جنيهاً قبل نحو أسبوع. وأرجع الصيدلي د.مجدي محمد، الزيادات في أسعار كثيرٍ من أصناف الدواء إلى عدم ثبات سعر الصرف، ودواء الملاريا للأطفال "حقن" بلغ (73) جنيهاً، بعد أن كان (54) جنيهاً، وعقار "كوارتم" الأكثر فاعلية في علاج الملاريا، الجرعة الواحدة منه سعرها (170) جنيهاً في صيدلية الهلالي بالخرطوم، بينما وصل سعرها في بعض الصيدليات (200) جنيهاً. الأمراض المزمنة في صيدلية العافية بشرق النيل، لوحظ ارتفاع في أسعار أدوية الأمراض المزمنة، فوصل سعر عقار "ميتوبرولول" الذي يُستخدم لمرضى الضغط (640) جنيهاً للعبوة، وذات العبوة بصيدلية الهلالي بالخرطوم كان سعرها (700) جنيه، وكذلك عقار "جي بي 1" لمرضى السكري بالصيدلية الأولى كان سعره (720) جنيهاً، وذاته بصيدلية منة الله ببحري سعره (780) جنيهاً. عقار الأزمة "الفانتولين" بخاخ رغم أن المُورد له شركة واحدة "مصرية"، إلا أن ذلك لم يمنع تباين سعره من منفذ لآخر حيث تراوحت أسعاره بين (48 و150) جنيهاً.