وادي سيدنا: عطاف عبدالوهاب على نحو مفاجئ أطلق رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان تصريحات أربكت المشهد السياسي، التصريحات التي أدلى بها في قاعدة (وادي سيدنا) العسكرية أمس الإثنين بمناسبة العيد 66 للقوات المسلحة حملت رسائل في عدة اتجاهات أبرزها انتقاده لأداء الحكومة التنفيذية وتحميلها مسؤولية التراجع في الأوضاع بالبلاد، ودافع بشدة عن الشركات التي تملكها القوات المسلحة، واعتبر الحديث عنها من قبل الحكومة يمثل شماعة لتعليق الفشل، ورسائل البرهان شملت شباب الثورة، وقال إن هناك من يريدون سرقة الثورة وثورة الشباب، وشدد على أنهم سيقفون شوكة حوت لكل من يريد سرقتها. الفريق أول البرهان قطع باستحالة تفكيك القوات المسلحة مؤكداً على رصدهم لحملات منظمة؛ قال إنهم تابعوها من أول يوم من بعض الجهات لإضعاف القوات المسلحة. وقال البرهان أمام الضباط وضباط الصف والجنود وكل الوحدات العسكرية، إن تفكيك القوات المسلحة هو تفكيك لشعب السودان، مؤكداً على عدم النيل منها من أي جهة كانت؛ ومؤمناً على عملهم بإخلاص من أجل تحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة. ونبه البرهان لمتابعتهم لما اسماه بالمحاولات الحثيثة من قبل البعض لتشويه سمعة القوات المسلحة وشيطنة الدعم السريع ومحاولة الفتنة بينهما وقال "نحن متحدين ومتماسكين ويد واحدة، وعهدنا مع الشعب أن نقيف معه ومع ثورته". البرهان أكد أن القوات النظامية على قلب رجل واحد "قوات مسلحة، شرطة، أمن ودعم سريع"؛ همها واحد هو حماية السودان وأرضه. وقال: سنظل حماية له وعضدا ايضا؛ ورهن إشارة الوطن (محل ما أشر لينا نحنا معاهو).. وفي إشارة إلى شباب الثورة قال: "لقد استجبنا لكم في إبريل؛ ونحن الآن رهن إشارتكم". وقال البرهان إن هناك من يريدون سرقة الثورة وثورة الشباب لافتاً إلى أنهم سيقفون "شوكة حوت" لكل من يريد سرقة الثورة وتابع: "هناك فاشلون في الدولة يريدون تعليق فشلهم على القوات المسلحة، ونقول لهؤلاء الفاشلين لا تعلقوا فشلكم في شماعة الجيش". وأضاف البرهان: (لينا سنة ما عملنا حاجة ولا استعدينا حتى للانتخابات لأن الناس مشغولة بالمحاصصات هذه الوزارة وتلك الولاية). أكد البرهان في خطابه أنهم قاموا بتغيير شعار الجيش من القديم (الله غايتنا والرسول قدوتنا والجهاد سبيلنا) إلى شعار جديد وهو (الله..الوطن) حتى يتماشى مع النشيد الوطني. رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين في خطابه شرح الشعار الجديد فقال: الله.. انتماء ومعرفة ومخافة؛ والوطن في حدقات العيون ودونه المهج قيم ثابتة. الحسين شدد على أن قيم القوات المسلحة ثابتة ولن يطالها مكر التفكيك مهما كان الاستهداف وقال: القوات المسلحة خرجت من رحم هذا السودان الأبي وهي صانعة ثورة ديسمبر بشعار حرية سلام وعدالة وترفع شعارها الجديد الله والوطن. وقال الحسين إن حملة الإستهداف ضد القوات المسلحة لن يفت في عضدها مبينا أن آخر الاستهدافات هو الحديث عن (قوتها) ومؤسساتها الإقتصادية التى بنيت باستقطاعات من مرتبات القوات المسلحة الذي أصبح هم الجميع اليوم تفكيكها ولكن هيهات هيهات. وتساءل البرهان بشأن الدعوات لأيلولة شركات القوات المسلحة لوزارة المالية، "هل يعلم هؤلاء بوجود جنود في اماكن لا يتوقعها احد وفي اماكن التماس، بل وجود مواطنين ونازحين في معسكرات تطعمهم القوات المسلحة". وأكد البرهان ان شركات واستثمارات القوات المسلحة ليست للمزايدة او التكسب السياسي وان القوات المسلحة ستظل يدا واحدة وفي خندق واحد لتحقيق شعارات ثورته الظافرة، مؤكدا على ان القوات المسلحة بسطت يدها بلا من ولا اذى لوزارة المالية لوضع يدها على مجموعة مقدرة من تلك الشركات لكنها لم تستجب، وقال ان شركات الاجهزة الامنية لم تقف حجر عثرة أو عائقاً للاستفادة من مواردها؛ لكن عدم وضوح الرؤية عند القائمين على أمر الاقتصاد ووجود اجندة اخرى عن بعض الجهات السياسية التي تروج فرية تحكم القوات المسلحة في مفاصل الاقتصاد القومي. خطاب البرهان عقب رسائل الداخل انتقلت إلى الجيران وقال "نقول لأهلنا في حلايب وشلاتين وارقين اننا ما بنخلي حقنا ونحن معكم وكذلك الفشقة". البرهان يطوف جاء البرهان على متن طائرة هليكوبتر إلى المنطقة العسكرية يرافقه ياسر العطا وابراهيم جابر، ومنذ دخوله إلى ميدان الاحتفال اقتحم البرهان الجنود وصفوفهم وكان يصافحهم والجنود يهتفون: "جيش جيش جيش"، فعلها في بداية البرنامج وفعلها عند نهاية خطابه.