يحتدم هذه الأيام صراع محموم بين شركة زين للهاتف السيار والمتحدث باسم لجنة إزالة التمكين صلاح مناع، تعود طبيعة الصراع إلى تصريحات دلقها الأخير في أوقات سابقة هاجم من خلالها شركة (زين) عبر تسجيل صوتي بث عبر تطبيقات التراسل الفوري، وعقب ذيوع التسجيل توجهت شركة زين صوب سوح القضاء وقيدت بلاغاً ضد مناع. أصل الصراع بالعودة لأصل الصراع الذي يحمل في قالبه طباعاً عاماً بجهة أن الطرفين من أقطاب العمل العام بالسودان وحمل اتهامات مسجلة من مناع قال فيها أن شركة زين تقوم بممارسات فاسدة تضر بالاقتصاد السوداني وإلى هنا يبدو الصراع عاماً، إلا أن بعض الخفايا تشير إلى أن الصراع في أصله صراعاً بين العضو المنتدب السابق للشركة الفريق عروة وصلاح مناع. صراع نفوذ وأشارت مصادر تحدثت ل(السوداني) إلى أن الصراع تصاعد في أيامه الأخيرة. ويتضح ذلك من بيان الشركة الذي أشار إلى أن مناع كتب عبر تدوينات مختلفة أن الصراع الحالي بينه والعضو المنتدب السابق الفاتح عروة، وشددت الشركة أن القضية المثارة بينهم وبين مناع أن أي إدعاء غير ذلك غير صحيح ومحاولة لصرف الرأي عن القضية، تأكيد زين على أن الصراع بينها ومناع يقطع الطريق أمام الرأي العام الذي شكل بأن الصراع بين رجلين وليس بين رجل ومؤسسة، بالمقابل ثمة من يرى بأن الصراع فيه نوع من إثبات النفوذ. ويرى مراقبون أن مناع يريد أن يستخدم نفوذه السياسي لتحقيق انتصار على الشركة بينما يرى فريق آخر بأن زين تسعى لاستخدم نفوذها وعلاقاتها الواسعة سيما وأنها شركة عالمية من أجل هزيمة مناع. معركة الإعلام وشهد الإعلام في الأيام الماضية معركة كبيرة بين الطرفين، كانت بدايتها البيان الذي أخرجته شركة زين وهاجمت فيه صلاح مناع، ونشر على نطاق واسع في الإعلام المحلي والتقليدي، قبل أن يرد مناع بتصريحات صحافية صعد فيها لهجته ضد شركة زين وتوعد فيها بحسم المعركة لصلاحه عبر القضاء، المعركة الإعلامية أخرجت مناصرين لكلا الطرفين. مناع يتحدى رأى البعض أن بيان شركة زين الذي أصدرته نهار (الإثنين) يسدد ضربة قاضية لمناع سيما أن البيان كشف عن سعي مناع لتسوية الملف بعيداً عن القضاء، بيد أن مناع أبدى تحدياً واضحاً للشركة في إصراره على استمرار التقاضي، وقال مناع ل (السوداني): "الفيصل بيني وشركة زين هو القضاء وأنا مستعد للاستمرار في التقاضي". وأضاف بالقول: "أملك مستندات وأدلة سأقدمها أمام المحكمة ولا تراجع عن الاستمرار في التقاضي"، وألمح مناع في حديثه أن معركته مع العضو المنتدب أكثر من كونه صراعاً مع شركة زين. زين تتمسك في السياق ذاته أعلنت شركة الهاتف السيار (زين) أنها لن تتراجع عن طريق التقاضي صوناً لسمعتها وحفظاً لمكانتها، وأنها متمسكة بممارسة حقها الأصيل الذي يكفله القانون لدحض الاتهامات موضوع الدعوى التي بثها ونشرها صلاح مناع، في السياق ذاته علمت (السوداني) ان شركة زين ترفض بشدة أي محاولات لتسوية الملف وأنها ترفض أي محاولة للتسوية وترى أن التسوية تضر بسمعة الشركة محلياً وإقليمياً وأنها متمسكة بطريق القضاء. م نزاهة القضاء في الضفة الأخرى يرى مراقبون أن احتكام الطرفين للتقاضي يؤكد على نزاهة واحترام القضاء وأنه بعيداً من التدخلات الحكومية ويستدل البعض على عدم مناصرة الحكومة لأبرز رجال لجنة إزالة التمكين صاحبة النفوذ الأوسع بالمشهد حالياً، وأن دولة القانون هي الفيصل في كل خصومة أو صراع به نافذ أو قيادي بالحكومة.