حالات نهب شهدتها صيدليات العاصمة الخرطوم، في العام 2017، في تلك الفترة انقسمت تحليلات الأجهزة الأمنية بين أنه عمل مدبر لزعزعة الأمن الداخلي، وبين أنه عمل لعصابة تستهدف نهب الأموال والمقتنيات. بين الرأي والرأي الآخر كان سكان العاصمة يضعون أياديهم في قلوبهم خوفاً من اتساع دائرة استهداف العصابة وامتدادها من الصيدليات إلى أماكن ومحال أخرى. الشرطة الأمنية وقتها كانت تعمل بسرية تامة حتى نجحت في القبض على المتهمين الأربعة الذين يقودهم (مقنع) خطير. الأسابيع الماضية، أعاد ملثم مسلح للأذهان تلك الحوادث بتنفيذه لعمليات نهب صيدليات بأم درمان، أظهر مقطع فيديو إحدى عملياته وهو ينهب طبيبة صيدلانية هاتفها وإيراد عملها، هذه المرة وقبل أن تتسع دائرة عملياته نجحت مباحث العمليات الفيدرالية التابعة للمباحث والتحقيقات الجنائية في توقيفه وإنهاء نشاطه، وإعادة الطمأنينة للصيادلة. شخص مسلح يبدو أنه دخل في تحد مع حملات الشرطة التي أطلقت عليها (البرق الخاطف)، رغم أنها أي الشرطة أعلنتها صراحة على لسان مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق د. ياسر فضل المولى، بأن الحملات هذه جاءت لخطف كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار مواطني الولاية، لكن هذا الشخص وضع تهديدات مدير الشرطة جانباً وتسلل خفية إلى عدد من الصيدليات شاهراً سلاحه الناري الذي لم يستثن حتى الفتيات من أطباء الصيدلة، لاستخلاص هواتفهن وإيرادات العمل اليومي، ليشكل حالة من الرعب بين الصيادلة ويجعلهم يدينون الخطوة ويلومون الشرطة والأجهزة الأمنية على هشاشة الوضع. بيان شديد اللهجة صادر من اتحاد الصيادلة عقب حادثة نهب صيدلية أمبدة، هذا البيان جعل الشرطة تستنفر قواتها على كل المستويات، لوضع حد لتلك العمليات المزعزعة للأمن. حسم الظاهرة حالات نهب لصيدليات في العاصمة القومية أمر غير جيد بالنسبة للشرطة لذلك وجه مدير عام قوات الشرطة الفريق أول عز الدين الشيخ كافة أتيام المباحث المركزية بالقبض على المتهم الذي ينهب الصيدليات تحت تهديد السلاح الناري، حسب مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي. توجيه مدير عام الشرطة يعتبر لدى منسوبيها أمراً واجب التنفيذ فوضعته الإدارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية موضع التنفيذ الفوري، فأصدر مدير الإدارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية اللواء شرطة النذير خضر بحسم ظاهرة النهب هذه وكشف ملابساتها وفقاً للبلاغات المدونة بشأنها، وأمر بتكثيف العمل الميداني للقبض على المتهم في وقت وجيز بمتابعة مديردائرةالتحقيق الجنائي اللواء شرطة عبدالرحمن إسماعيل، ومدير مباحث العمليات الفيدرالية العميد أمين سعيد. ثلاثة فرق لخطورة وأهمية البلاغات كونت المباحث ثلاثة فرق من أفرعها ب(أمبدة وكرري وأم درمان البستان) بإشراف مدير إدارة العمليات الفيدرالية العميد أمين سعيد، هذه الفرق وسعت دائرة عملها في الرصد والمتابعة و جمع المعلومات، حتى تحول العمل بين الفرق الثلاثة إلى تنافس محموم وأصبح الشخص المطلوب هدفاً ثميناً من يظفر به كأنه ظفر بكأس في منافسة كبرى. السباق على تحقيق الهدف جعل الفرق الثلاثة تعمل بهمة عالية وجهد كبير وتنشر جنودها على نطاق ميداني واسع، فكان الفريق الميداني لشعبة عمليات أم درمان الفيدرالية فرعية (البستان) بقيادة النقيب شرطة محمد المجتبى مبروك، هو من كسب الرهان، بالقبض على متهم يدعى (ع.ق.ع)، لم يكن الشخص المطلوب لكن له صلة به، الفريق أخضع هذا المتهم للتحقيق فأقر باستلام هاتف سامسونج G5 يخص إحدى الصيدليات المنهوبة، وهنا شعر الفريق بالاقتراب من الشخص المطلوب وبالتالي إنهاء نشاط خطير، في التحقيق مع المتهم أقر بأنه اشترى الهاتف المنهوب من المتهم الأساسي. مهمة معقدة مهمة الشرطة تعقدت بعض الشيء لأن المتهم المطلوب غير معلوم لديها لكنها فرعية (البستان) كثفت عملياتها في جمع المعلومات وتحصلت على بعض أماكن تواجده وكيفية تحركاته، وخلال أيام قليلة وضعت خطة محكمة للقبض عليه عبر كمين محكم، بمنطقة أمبدة الحارة 14 في الساعات الأولى من الصباح لم يستطع الإفلات منه ووقع في يدها المتهم الأساسي ويدعى (م ع ش) وضبط الفريق بحوزته مسدسا ودراجة نارية GN وكمامة إلى جانب نظارة يستخدمها في عملية نهب الصيدليات. المتهم الرئيسي المتهم الأساسي أي الشخص الذي ظهر في مقاطع الفيديو نفسه أقر في التحقيق معه بتنفيذه ل(8) عمليات نهب لصيدليات، في أمبدة وأم درمان، وفي التحقيق معه أرشد على الصيدليات التي نهبها، ولتأكيد اعترافاته عرضته الشرطة على الضحايا الذين تعرفوا عليه وسط دهشة كبيرة بدت على محياهم مصدرها سرعة القبض عليه من قبل المباحث الفيدرالية. حالة من الفرحة ظهرت على وجوه مواطني منطقة أمبدة التي روعها عمل المتهم بنهب الصيدليات، إذ احتشد عدد كبير منهم أمام صيدلية الحسيني بأمبدة شارع الجميعاب وهي الصيدلية التي نهبت مؤخراً، المواطنون شكروا عمل الشرطة وأثنوا على الدور الذي أدته في توقيف المتهم عبر المباحث المركزية إدارة العمليات الفيدرالية. مدير عام قوات الشرطة الفريق أول عزالدين الشيخ لم يدع إنجاز الفيدرالية يمر عادياً إذ زار فرعية (البستان) برفقة مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق ياسر عبدالرحمن الكتيابي ومدير دائرة الجنايات بشرطة ولاية الخرطوم ومدير شرطة مرور ولاية الخرطوم والناطق الرسمي باسم قوات الشرطة ومدير شرطة محلية أم درمان ومدير شرطة محلية أمبدة. مدير دائرة التحقيق الجنائي اللواء شرطة عبدالرحمن إسماعيل ومدير إدارة العمليات الفيدرالية والعميد أمين سعيد وضباط إدارة العمليات الفيدرالية أمدرمان، كانوا في استقبال المدير العام، وبحوزتهم المتهم الرئيس يقف إلى جانب معروضاته، الزيارة نفسها شكلت دافعآ معنويآ للقوة وحثتها لبذل مزيد من الجهد في تأمين المواطنين وحماية ممتلكاتهم.