خلفت جائحة كورونا آثاراً سلبية في كثير من مناحي الحياة مثل حرية الحركة والتنقل من بلد لآخر والعمل والمناسبات والتجمعات المختلفة والمدارس والجامعات والأندية والحدائق ودور السينما والمهرجانات والمستشفيات وغيرها من الأنشطة المختلفة، ولم تسلم حتى مناسبات الزواج من هذه الآثار. (1) من بين تلك التأثيرات التي ألقت بظلالها السالبة على المجتمع السوداني المعروف بعلاقاته الاجتماعية الممتدة وتكاتفه في الأفراح والأتراح تسببت الجائحة في تراجع كبير فى عدد الزيجات التي كان مخطط لها قبل الجائحة وتأجيل بعضها الى أجل غير مسمى، إلى جانب إقامة بعضها بصورة مبسطة حسب الشروط الصحية لقانون الطوارئ بمنع التجمعات وإغلاق الأندية والصالات. (2) وكان الغلاء وفوضى الأسعار من ضمن الأسباب الرئيسية في تأجيل وتراجع الكثيرين عن الزواج الذي أصبحت تكلفته عالية بالنسبة لهم الأمر الذي أثر على كثير من الشباب ذوي الدخل المحدود الذين لا يستطيعون توفير تلك المبالغ الكبيرة التي تفرضها عليهم السلع المختلفة في السوق وهي ضمن متطلبات الزواج ل(شيلة المأكولات) إلى جانب (شيلة الملابس والعطور) والمهر مع تضاءل المرتبات لدى الموظفين وضعف حركة البيع والشراء بالنسبة للذين يعملون في مجال الأعمال الحرة. (3) واختلفت وجهات النظر بين الشباب المقبلين على الزواج عن أسباب عدم إكمال مراسم زواجهم ما بين الكورونا والغلاء المعيشي. واكد عدد من الشباب المقبلين علي الزواج ل(السوداني) بأنهم قاموا بتأجيل زيجاتهم عدة مرات بسبب الجائحة وفي انتظار أن ترفع السلطات الحظر عن الصالات والأندية حتى يستطيعوا إقامة أعراسهم وسط أجواء يسودها الفرح بحضور الأهل والمعازيم من مختلف الأنحاء. (4) وذهب آخرون إلى أن الغلاء المعيشي وارتفاع الأسعار التي أصبحت بمثابة غول يهدد عدم اكتمال زيجاتهم لعدم مقدرتهم علي تلبية احتياجات الطرفين وعدم وجود حلول بديلة لمعالجة المشكلة، موضحين بأنهم قرروا الانتظار إلا أن تفرج الامور بتحسن الاوضاع المعيشية بمراقبة وضبط السوق.