غندور فور وصوله إلى مقر وزارته في الحادية عشرة صباحاً دلف إلى مكتبه في الطابق الثامن ، وبدأ في الترتيب لاجتماعات وزعها على ثلاثة محاور. أولها كان مع مديري الإدارات والمديرين العامين، وثانيها اجتماع مع الدبلوماسيين وأخيراً اجتماع اختار له أن يكون في مسجد الوزارة ضم جميع العاملين. وبحسب معلومات(السوداني) أمس، فإن غندور نأى بنفسه في جميع اجتماعاته عن الخوض في تفاصيل إقالته في وقت كان فيه وزير الدولة بالوزارة السفير محمد عبد الله إدريس ملازماً لوزيره السابق من لحظة وصوله إلى مباني الوزارة. لحظات عصيبة: بروفسير غندور حضر إلى الوزارة مرتدياً بزة سوداء وقميصاً أزرق وربطة عنق ، الوزير المقال أخذ يصافح الموظفين مبتسماً فيما كان بعضهم يشهق ذارفاً دموع الفراق.. غندور لم يشأ أن تكون آخر لحظاته مع مرؤوسيه حزناً ودموعاً، فقال: التغيير سنة الحياة وأن فترة عمله بالخارجية كانت محطة مهمة في حياته. في تلك الأثناء كان غندور يعدل من ربطة عنقه محاولا ابتلاع إخفاء دموعه. في المسجد غندور كان يمشي مسرعاً إلى المسجد للحاق بصلاة الظهر، ولم يكن موظفوه يعلمون أنه يحمل بين ضلوعه كلاماً يريد أن يقوله بعد أداء الصلاة. وبعد أن سلم الإمام ورفع يديه إلى السماء بأن يحفظ البلاد والعباد وأن يديم نعمة الأمن والسلام. وقف غندور وألقى التحية على المصلين وردوا هم بأحسن منها. وعلى الرغم من وجود كرسي بالمسجد إلا أن غندور فضل أن يقول كلمته واقفاً احترماً وتقديراً للموجودين . مؤكداً أنه طوال وجوده فى الوزارة منذ العام 2013م لم يلحظ يوماً اكتظاظاً بمسجد الوزارة بهذا الكم الهائل من العاملين سواء سفراء أو موظفين. وعلى الرغم من أن بعض السفراء والدبلوماسيين يتحاشون الصلاة في المسجد بسبب شائعة وجدت رواجها بالوزارة في وقت سابق بأن الذين يترددون على المسجد هم من طالبي الترقيات، لكن أمس كان المشهد مختلفا حيث حضر الجميع بل وتدافعوا ليحظوا بمجاورة (غندور) ربما في آخر وجود له في الوزارة، وذرفت (الدبلوماسيات) الدموع في وداع وزيرهن في أول سابقة في تاريخ الوزارة التي تعاقب عليها وزراء كثر. يشكر الرئيس غندور، أكد حبه للبلاد وقال إنه كان يعمل باجتهاد من أجل مصلحة السودان، وأن ما أدخل الفرحة في نفسه أنه كان يعمل بالتعاون مع منسوبي الوزارة. غندور شكر الجميع لتعاونهم معه دون استثناء لأحد سواء كان موظفاً كبيراً أم صغيراً. وأكد أن العمل الجماعي نتائجه تكون مثمرة، وأضاف: ( لولا مجهود الناس معي لما تحققت الإنجازات التي تحققت في الفترة السابقة) في إشارة إلى الرفع الجزئي للعقوبات وتطور علاقات السودان بأوروبا وآسيا وغيرها . غندور شكر رئيس الجمهورية المشير عمر البشير للثقة التي أعطاها إياه بتقلده منصب وزير الخارجية في الفترة الماضية، وأكد أن التغيير الذي حدث شيء طبيعي، مؤكداً أنه لولا أن غيره غادر المنصب لما جاء هو وزيراً للخارجية، مشيراً إلى أنه حان الوقت لمغادرته ويترك المنصب لمن يأتي بعده ويثق بأنه سيمضي بالعمل الدبلوماسي للأمام . اجتماع الإدارات اجتمع غندور بمديري الإدارات بالخارجية، وقال إنه توجد كفاءات رفيعة ومن شأنها أن تقدم للوزارة والعمل الدبلوماسي بالبلاد الكثير، وأوصاهم بعدم الاستهانة بقدراتهم ، مؤكداً أنه أحب منصبه وسيغادر إلى موقع آخر يحبه داخل السودان – لم يكشف عنه- وافتخر بأنه سوداني ولم يغادر البلاد إلا من أجل الدراسة ، قاطعاً بأنه لن يغادر السودان، حاسماً بذلك الشائعات التي راجت في اليومين الماضيين بمواقع التواصل الاجتماعي بأن لديه جنسية بريطانية وأنه سيغادر البلاد. غندور نأى بنفسه في جميع اجتماعاته مع موظفيه من السفراء والإداريين والعمال عن التحدث عن موضوع إقالته ، وركز في حديثه على حثهم لمواصلة جهودهم كل في مجاله وشكرهم على تعاونهم معه. في المقابل عدد المتحدثون فى الاجتماعات محاسن غندور منذ وصوله الخارجية في العام 2015م، وأشاروا إلى حالة الاستقرار التي شهدتها الوزارة وانتهاء عهد التكتلات.