** مجبر أخاك لا بطل، قد أعود اليوم مؤقتا للكتابة الرياضية، مع تمسكي بقرار الاعتزال نزولا لرغبة الأطباء الخاص بضرورة الابتعاد عن الانفعال، وكانت الرياضة السودانية والأصح الكرة السودانية هي المصدر الأساسي للألم والانفعال والجدل، ولكن إن تهل بنا لحظة فرح فهو إذن بهذه العودة المؤقتة. ** تأهل منتخبنا للنهائي الأفريقي بعد غياب تسع سنوات، أمر اسعدنا كما اسعدتنا عبارات التهانئ من الداخل والخارج، واصدقاؤنا في الخارج عبروا عن مشاعر طيبة، ووقفة للتاريخ مع رواد الكرة الأفريقية وهم يعودون للاضواء. **التهنئة لأعضاء المنتخب لاعبين وجهازا فنيا وإدارييين واتحادا عاما ولكل من قدم الدعم بكافة أشكاله. ** التأهل للنهائيات مؤشر بتحقيق قفزة للإمام وكما الغياب هو تردٍّ وهبوط للخلف، وقد كان هذا حالنا منذ العام 1976م، حين كانت آخر مشاركة لنا في النهائيات الأفريقية بإثيوبيا، التي لم نغب عنها إلا قليلا، ولكن منذ هذه المشاركة تواصل الغياب لثلاثة وثلاثين عاما، عدنا بعدها في العام 2008م، ثم وصلنا الغياب حتى 2012م ثم الغياب الأخير حتى التأهل الحالي للنهائي في الكاميرون مطلع العام القادم بإذن الله. ** الدول المهتمة تنظر للغياب المتوالي وتخضعه للدراسة، وهذا ما كنا نفقده بسبب الخلافات والصراعات والجدل وتصفية الحسابات، واليوم عدنا، والواجب الدراسة للاستمرار في المقدمة، ولا يكون إلا باتباع السبل والعوامل الخاصة بالتطور الرياضي وأولها الاستقرار والعلمية والعملية، وليس الفرح بتأهل ناتج عن دعم مادي كبير ونشاط فردي من أخينا الدكتور حسن برقو، وعلاقاته المميزة مع رأس الدولة، كما اعترف بأن كل الدعم جاء من الرئيس البرهان فقط لا غير. ** كان العالم يضرب كفا بكف، وفريقا القمة يشاركان لمراحل متقدمة في بطولة الأندية، فيما المنتخبات غائبة، وكذلك ترتيب السودان المتخلف دوليا وقاريا وإقليميا. ** إن لم يكن وجودنا ضمن أفضل أربعة عشر منتخبا في القارة، هو نفسه ترتيب السودان لأن الترتيب الحالي يتجاوز الثلاثين، فلنسارع لتجسير هذه الأرقام قبل أن يصفنا الخبراء بأننا وصلنا بضربة حظ أو عوامل خارجية. **اختم المشاركة الرياضية المفرحة بالتأهل الأفريقي، بأخرى محزنة بسبب الحال المائل في المريخ العظيم، سبحان الله يسعدنا اتحاد شداد بتأهل المنتخب، ويؤذينا ويصيبنا في مقتل بسبب تعامله مع الأزمة في المريخ، ولهذا ما أحلى العودة لمواصلة الاعتزال قبل أن يمسك بخناقنا غول المرض والانفعال. ** بقليل من الفن احب أن أشد على أيدي القائمين على قناة الخرطوم الفضائية، فما حققته من طفرة برامجية وفنية يستحق الإشادة مع رغبة بتقليل الجرعة السياسية الأكبر وذلك للاستمرار في القمة التي تحققت دون إهمال حقوق العاملين الصابرين منذ سنوات. **احس بتعاطف َمع قناة الخرطوم، وكان لنا سهم سابق حين دخلنا معها في شراكة لتنطلق منها اول قناة رياضية سودانية هي النيلين عام 2007م، ورغم أنها تجربة لم تستمر لأكثر من عامين انتقلت بعدها القناة الرياضية للبث الفضائي عام 2012م، ثم انتكست بسبب الفساد الضارب، الذي اجبرني للالتجاء للقضاء السوداني العادل الذي حكم لصالحنا وذهبت اول قناة رياضية سودانية لمزبلة النسيان. ** قدمت التهنئة للإخوة في الاتحاد العربي لكرة القدم لتأهل سبعة منتخبات عربية للنهائي الأفريقي وربما نفس العدد للنهائي الآسيوي. ** سيرة الاتحاد العربي لكرة القدم توجب الإشادة بخطوة وصول وفد للبلاد لتنفيذ صيانة مقر الاتحاد الذي تكفل ببنائه أمير الشباب المرحوم فيصل بن فهد. ** علاقة السودان بالاتحاد العربي هي علاقة الأب المؤسس فالمرحوم جعفر عطا المنان كان أول امين عام للاتحاد عند تأسيسه عام 1974م مع المرحوم الدكتور عبد الحليم محمد الذي واصل مسيرة التأسيس والتطور مع إعادة بعث الاتحاد العربي برئاسة ودعم الأمير فيصل بن فهد. ** في مرحلة السبعينيات وما بعدها شارك السودان بعدد من خيرة أبنائه في القيادة واللجان بالاتحاد العربي، منهم السادة مصباح الصادق، عمر أبو حراز، مجدي شمس الدين، معتصم جعفر، المرحوم الزين علي ابراهيم، المرحوم هاشم ضيف الله، ألمرحوم عبد المجيد عبد الرازق وشخصي الضعيف وقد قضيت خمسة عشر عاما في لجنته الإعلامية. ** انشغال القنوات بالإعداد للبرامج الرمضانية جعل الشاشات تمتلئ بكم هائل من البرامج المعادة، ونسأل الله أن يسعد المشاهدين بصيامهم مع ما وضح عن الإعداد لبرامج يغلب عليها الغناء الأنثوي الهابط، مع تباشير المدنية العلمانية. ** ظهرت وظيفة رياضية جديدة لم نسمع بها من قبل اسمها المحلل الفني للفريق، نتمنى أن تكون إضافة وليس عبئا أو عكننة للجهاز الفني، وبما اننا نخطف المبادرات خطفا بطريقتنا الخاصة، فقد علقنا على اختيار لاعبنا المعتزل محمد بشير بشة محللا فنيا لمنتخب زامبيا بأنه كان وراء انتصارات المنتخب الزامبي وتأهله للنهائي الإفريقي، سبحان الله. ** نحمد الله لنجاح حملة إعانة استاذنا الكبير مأمون الطاهر وتوفير سكن له يناسب تاريخه الرياضي الكبير، ونحمد الله لتواصل الحملة لمتابعة العديد من الحالات المستحقة للإعانة. ** غدا إن شاء الله اكتب في مقالي الاسبوعي من السبت إلى السبت عن موضوع الساعة الدين والدولة، والحلقة 22 من سلسلة مهلا واهلا أيها الموت، وموضوعات أخرى.