الدين و الدولة ** الدين و الدولة، موضوع الساعة و كل ساعة في العديد من الأمكنة و الأزمة، و كثير من حسم أمره، بينما قليل من حاول الالتفاف عليه، دون حسم و أقل من القليل من حسمه بالفصل بينهما، و من هذا الأقل من القليل رئيسنا عبد الفتاح البرهان حفيد شيخنا الجليل مولانا الحفيان، و لن نضع القائد عبد العزيز الحلو في خانة القليل الذي حسم، لأن هذا ظل موقفه و لم يتراجع عنه و اخيرا حسمه بقوة السلاح، و الحوار من أرض سماها المحررة. ** يحق لي إبداء الرأي في هذه المسألة التي شكلت عقبة في معظم جولات السلام الأخيرة، و اقصد بها منذ نهاية الثمانينات حتى لقاء جوبا الأخير مرورا بالعديد من الجولات، و احمد الله كثيرا لأنني شهدت كل الجولات ابتداء من اتفاق الميرغني قرنق في أديس أبابا عام 1988م و حتى نيفاشا 2005م و كل الجولات ما بينهما في أديس أبابا، نيروبي، أبوجا ون و أبوجا تو، و مشاكوس و دار السلام، و لهذا أعطيت نفسي الحق لاستعراض أهم ما كان من أمر الدين و الدولة الحاضر فيها جميعا. ** للتاريخ غابت عبارة فصل الدين عن الدولة، لأن ذكرها بهذه الصيغة كان ينسف المفاوضات قبل أن تبدأ، و بذكاء كبير نجح اول المفاوضين الكبار الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر عام 1990م بنيروبي في إجراء تعديل طفيف في المسمى باستبدال كلمة (فصل) بكلمة (علاقة) و أنقذ تلك الجولة بمباركة رئيسي الوفدين المرحوم محمد الأمين خليفة و الدكتور لام اكول. ** ظل موضوع علاقة الدين و الدولة حاضرا في كل الجولات، و لم ترد كلمة فصل الا في عهد السيدين حمدوك و البرهان. ** تبدو قوة الإدارة و الوساطة الأجنبية مؤخرا واضحة، و التي صارت تشكل وجودا ظاهرا حتى أمام الكاميرات، و التلويح بالأيدي، و قد كانت في السابق تعمل من وراء ستار. ** إن تحقق السلام، و وفرنا الدماء، و اقبلنا لبناء وطن واحد يسع الجميع، نكون قد عبرنا، اما اذا ظل الحال على ما هو عليه، فإن الخسارة كبيرة يا برهان، ** اتوقع من القائد عبد العزيز الحلو أن يكون اكثرنا و أكثرهم حرصا على السلام و الاستقرار، لأنه من كسب الجولة، وقد شهدناه حاضرا في كل جولات المفاوضات السابقة، و كنت احسبه من الحمائم و ليس الصقور، و خرجت منه بتصريح هادئ منتصف التسعينات في أبوجا، قبل المتغيرات الأخيرة و منها رحيل القائد المرحوم يوسف كوة، و توقيع نيفاشا، و إعلانه ما سماه الجنوب الجديد، و المنطقة المحررة. ** اتوقع للفترة الانتقالية أن تواجه أكبر أزماتها، ذلك أن العديد من الجهات داخل جسمها ما بين رافضة و غير متحمسة و صامتة على مضض، في مواجهة أجسام داخلها مرحبة بصوت عال و أخرى مرحبة بصوت خافت و ثالثة تتمثل بالسكوت علامة الرضا. نقطة نقطة ** تصريح وجد الارتياح من المسؤول الذي أعلن بإعفاء جميع الولاة عدا والي الخرطوم، و الاتجاه لتعيين ولاة محايدين غير سياسيين، همهم خدمة الناس و الوقوف من مسافة واحدة من الجميع، لو حدث هذا فسيكون خطوة تحسب لحكومة حمدوك الثانية، التي اجمع كثيرون انها أفضل من الأولى. ** عجبت لنزع درجة استاذية من البروف عوض حاج على لأسباب سياسية. و لا أعرف الرجل لكن سمعت في السعودية أنه من طور أجهزة الحج الإليكترونية و حوسبها جميعا، و كذلك كتب طلابه و زملاؤه عنه الكثير، و انهم يدرسون بمؤلفاته، و التي لا أرى أن تشملها الإزالة. ** أبلغت صديقي و جاري الأخ أشرف سيد أحمد الحسين على كرار (الكاردينال) تأييدي على البعد لخطواته رفع صوت الشمال. ** تصريح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي لوح فيه بالقوة من أجل حقوق مصر في مياه النيل، ذكرني بتصريح في السبعينات نقلته صحيفة الشرق الأوسط لوزير الدفاع المصري ابوغزالة حين أجاب على سؤال في جدة عن استمرار عقودات السلاح و مصر وقعت اتفاق سلام مع إسرائيل، قال(قد تكون حربنا القادمة مائية). ** لازلنا نسمع عن الدعم و المساعدات المالية و إعفاء الديون، و لا نسمع أو نقرأ أرقاما حسابية واضحة. ** رحم الله موتانا هذا الأسبوع، و سأكتفي بهذه الفقرة في مكان الحلقة 22 من سلسلة (مهلا و اهلا أيها الموت)، ** فجعت البلاد و أهلنا الاتحاديون برحيل القطب الكبير السيد أحمد علي أبوبكر، صاحب المواقف الوطنية، و نذكر له اهتمامه بوحدة حزب الحركة الوطنية، و ليتهم يضعون ذلك ضمن تخليده. ** فقدنا من أهلنا و رموزنا في عطبرة و الدامر صديقنا المعلم الإعلامي الأستاذ عبد الواحد لبيني، بعد أيام من رحيل رفيق دربه الشاعر الإعلامي حسب الباري سليمان. ** من آل السيسي بالدامر توفي الأستاذ هشام سيد عبد المتعال السيسي، و ودعت عطبرة إحدى امهاتها العزيزات زوجة الأخ الأستاذ المؤرخ النقابي الرياضي الإعلامي حسن أحمد الشيخ، فقد كانت امرأة وراء عظيم. ** من الأقارب و الأصدقاء و رفاق الاغتراب رحل الأخ عبد الهادي محمود عبد القادر، الذي خصص حياته و داره لخدمة الناس. ** توفي المحامي الشهير الأستاذ جلال السيد، صاحب المواقف و العلاقات الممتدة، و من الرياضيين فقد نادي الهلال العظيم احد أبنائه البررة الأخ عصام حسين. ** رحمهم الله و اسكنه الجنة و العزاء لاسرتهم الصغيرة و الكبيرة (إنا لله و إنا إليه راجعون).