على نحو متوقع قام مجلس الوزراء بإلغاء قانون مقاطعة إسرائيل تمهيداً لإجازته بشكل نهائي بواسطة الهيئة التشريعية "مجلسي السيادة والوزراء" الخطوة قوبلت بترحيب من بعض مناصري التطبيع مع إسرائيل واستهجان من مقاومي التطبيع مع إسرائيل ، (السوداني) وضعت الطرفين المناوئ (محمد وداعة) والمؤيد (ابوالقاسم برطم)في مواجهة فكانت المحصلة التالية مواجهة . عبدالرؤوف طه النائب البرلماني السابق أبوالقاسم برطم ل(السوداني): إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل قرار محترم يستحق الإشادة السودان سيستفيد اقتصادياً من إلغاء قانون المقاطعة لا تستطيع أي جهة مقاومة التطبيع مع إسرائيل كيف تنظر لإجازة إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل بواسطة مجلس الوزراء ؟ يعتبر قرارا محترما جداً ويستحق الإشادة والتهنئة للحكومة على هذه الشجاعة ولكنه تأخر كثيراً . ماذا تقصد بتأخر كثيراً؟ كان يجب إلغاء القرار قبل أكثر من خمسين عاماً . لماذا ؟ لأنه قرار غير منطقي وغير عقلاني وصادر وفقاً لايديولوجية متعصبة ومريضة ولم يراع مصلحة السودان. بماذا تضرر السودان من مقاطعة إسرائيل؟ مصلحة السودان فوق الكل السودان تضرر من مقاطعة اسرائيل اقتصادياً وسياسياً وأمنياً ، البضائع والمنتجات السودانية ممنوعة في السوق العالمي بأمر إسرائيل أو بتحريض من إسرائيل ، لا يمكن ان يصدر السودان اي منتج ويضطر لبيع المحاصيل في شكل خام عبر الوسطاء والسماسرة وذلك بسبب إسرائيل . وهل حرضت إسرائيل كل العالم من أجل مقاطعة السودان؟ إسرائيل تمثل قلب العالم وتدير اقتصاد العالم ومقاطعة السودان لها انعكس سلباً على السودان وظلت بضائعه ومنتجاته غير مقبوله عالمياً بسبب موقفه من إسرائيل . بمعنى أن القرار الذي صدر من مجلس الوزراء سيعيد السودان لخارطة الاقتصاد العالمي ؟ نعم هو قرار محترم سيعيد السودان الى الاقتصاد العالمي ويجب على الحكومة اتخاذ قرارات أكثر شجاعة فيما يخص قضية التطبيع مع إسرائيل ، هذا القرار يعد بمثابة إعلان صريح للتطبيع مع إسرائيل يستوجب أن تتبعه بقرارات أخرى. لكن السودان فقد مواقفه الأخلاقية بسبب هذا القرار ؟ للبيت رب يحميه ، نحن لسنا أكثر عروبة ولسنا الاكثر اسلاماً ، نحن دخلنا في معركة لا ناقة فيها ولا جمل. هل تتوقع مضي الحكومة في ملف التطبيع مع إسرائيل؟ هذا أول قرار إيجابي في إطار التطبيع ،و يوضح ان الحكومة جادة في ملف التطبيع ، ينبغي صدور قرار وخطوات اكثر جرأة ، بما يحقق مصلحة السودان. خطوات أكثر جرأة مثل ماذا؟ مثل إعلان التطبيع مع إسرائيل ، وإعلان تبادل التعامل التجاري والاقتصادي والسياسي. ربما يجد القرار مقاومة من الاحزاب العروبية والاسلام السياسي ؟ لا أتوقع مقاومة من الأحزاب العروبية وهي أحزاب عفا عنها الدهر ،واحزاب العروبية احزاب هشة وكرتونية ، أما أحزاب الاسلاميين اذا كان لديها رغبة في المقاومة عليها مقاومة اتفاقية سيدوا قبل مقاومة التطبيع مع إسرائيل . القيادي بالبعث السوداني المهندس محمد وداعة ل(السوداني): قرار إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل عار في وجه الحكومة الانتقالية لن يستفيد السودان مطلقاً من إلغاء قانون المقاطعة سنقاوم التطبيع مع إسرائيل من كل النواحي . كيف تنظر لقرار إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل بواسطة مجلس الوزراء ؟ إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل يعتبر عارا في وجه الحكومة ، وسيظل عارا عليهم تاريخياً ، الحكومة الانتقالية ليست من صلاحياتها أجازة أو إلغاء أي قانون ناهيك من قانون مقاطعة إسرائيل حيث حددت الوثيقة الدستورية صلاحيات الحكومة الانتقالية وحصرت دورها في تعديل القوانين وليس في إلغائها . بمعنى إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل مخالف للوثيقة الدستورية ؟ هذه الحكومة ترتكب خطاء كبيرا بالغاء قانون مقاطعة اسرائيل ونحن نحذر من عواقب الغاء قانون المقاطعة ، وهذا القرار مرفوض من القوى السياسية خاصة من أحزاب الحرية والتغيير التي أخرجت بيانا صحافياً في أكتوبر الماضي قالت فيه ان الحكومة غير مختصة بالتطبيع . كيف سيتم مقاومة إلغاء قانون المقاطعة ؟ سنقاومه سياسياً وسنقاومه كلياً من خلال رفض التطبيع نفسه ، سنحشد له كل الذين يرفضون التطبيع عبر منظمات شعبية رافضة للتطبيع. كثير من الدول المطبعة مع اسرائيل لديها منظمات مقاومة للتطبيع وترفض ان يكون التطبيع شعبياً غالبية الشعب السوداني من أدباء وفنانين وصحافيين ضد التطبيع وسيكونون راس الرمح في معركة مقاومة التطبيع. هل سيستفيد السودان من إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل ؟ السودان لن يستفيد مطلقاً من الغاء قانون المقاطعة بل العكس هو قرار بمثابة عار ، بل السودان لن يستفيد من عملية التطبيع كلياً وسيتضرر كثيراً في ظل غياب الاجهزة الامنية ذات الكفاءة العالية التي يمكنها التعامل مع الكيان الصهيوني. كيف تنظر للاصوات التي تقول إن السودان سيستفيد اقتصادياً من التطبيع مع إسرائيل؟ لن يستفيد مطلقاً ، كان على السودان انتظار الشركات الاوربية والامريكية في جانب الاستثمار بدلاً من انتظار الشركات الاسرائيلية ، للامانة اسرائيل لا تملك شيئاً يمكن ان تقدمه للسودان في المجال الاقتصادي . حتى في مجال الزراعة ؟ نعم حتى في مجال الزراعة اسرائيل لا تستطيع مساعدة السودان والحديث عن امكانية تطويرها للقطاع الزراعي بالسودان اشاعات ليس الا.