الإفادات الشجاعة التي تلاها المتحري في قضية انقلاب 30 يونيو من أقوال عضو مجلس قيادة (الإنقاذ) السابق إبراهيم نايل إيدام، والتي أشار فيه بوضوح بأن الدكتور نافع علي نافع هو الذي قام بتعذيب واغتيال الدكتور علي فضل، إفادات ذات أهمية تاريخية وقيمة فعلية، لأن جريمة اغتيال الشهيد علي فضل تناسلت وتلاحقت ومن معطفها خرجت جرائم بيوت الأشباح والتعذيب وجرائم الحرب حتى الإبادة الجماعية. واغتيال الشهيد علي فضل لهو شديد الشبه باغتيال وتعذيب طالب الطب ستيف بيكو في جنوب إفريقيا في عهد نظام (الابارتايد). إنّ الإفلات من العقاب لن يُؤدي إلى بناء نظام سياسي جديد، بل هو الذي يُشجِّع الآن بعض قيادات النظام السابق في أحلام العودة مرة أخرى. إنّ النائب العام إذا لم يتمكّن من تقديم قضية مُتماسكة من قبل تم بمُوجبها محاكمة إحدى جرائم النظام السابق، الآن لديه الفُرصة لتوجيه اتهام مباشر لنافع علي نافع وعمر البشير في جريمة اغتيال الشهيد علي فضل، وهو طبيبٌ لم يملك إلا سماعته في معالجة ومداوة مرضاه، وهو نقابي ابن نقابي منحاز للشعب. إن شهادة الفريق معاش إبراهيم نايل إيدام أشارت بوضوح – أيضاً – إلى كيف قام نافع علي نافع وجماعته بمُحاولة إذلال كبار ضباط القوات المسلحة مثل الفريق صالح توفيق أبو كدوك. إن الثورة السودانية مثلما حررت الشعب حرّرت القوات المُسلّحة من صلف نافع وأمثاله. والمجد للجماهير. إنّ أجهزة أمن نافع التي خربت السودان، خربت الحركة الإسلامية نفسها التي أوصلته إلى سدة الحكم. إنّ روح الشهيد علي فضل ووالده في عليائهما السامق سوف تسعد في الكشف عن قتلته، فعلي فضل تربى في ذلك الحي الخطير المعجون من طين الوطنية، والذي شرب من ضوء النجيمات البعيدة ومن إرث النضال، ولعب دوراً محورياً في ثورة ديسمبر المجيدة – حي الديم -، والذي علينا جميعاً في قوى الثورة والتغيير أن نتضامن ونقف مع بنات وأبناء هذا الحي العريق لإنصاف ابن ذلك الحي، الدكتور الشهيد علي فضل ومحاسبة قتلته.