حرضتني السيدة الفضلى فاطمة طالب على الكتابة عن جيل التغيير من الشباب والكنداكات الذي قاد جماهير ثورة ديسمبر التي أسقطت سلطة الإنقاذ والذي مازال يحرص على استكمال الحراك السياسي الثوري حتى تتحقق تطلعات المواطنين في السلام الشامل العادل والديمقراطية والعدالة الاقتصادية والاجتماعية والحياة الحرة الكريمة لهم في سودان المواطنة الذي يسع الجميع. هكذا يفكر جيل البطولات الذي أسهم بصورة فاعلة في إنجاح الثورات الشعبية التي فجرتها عبقرية الشعب المعلم لإسقاط الأنظمة الديكتاتورية ومازال يحرص على دفع الحراك الجماهيري الثوري بلا ملل ولا كلل حتى لا تتكرر الخيبات والانتكاسات السابقة التي مازلنا نعاني من آثارها السالبة. لهذا لن نمل من دفع الحراك الجماهيري الثوري الذي يقوده الشباب والكنداكات حتى لا تحدث الردة السياسية المستحيلة في ظل ثورة الوعي رغم كل أسباب الإحباط الناجمة من بطء تحقيق تطلعات المواطنين المشروعة والمستحقة بسبب الخلافات المدنية – العسكرية والمهنية والمناطقية المصطنعة . لذلك فإننا نساند الحراك الشبابي الثوري الذي لم يتوقف لاستكمال مهام الانتقال من وضع الربكة السياسية والاقتصادية والأمنية المصنوعة إلى آفاق السلام العادل الشامل والبناء الديمقراطي المدني الذي يتطلب دفع استحقاقاته بمحاكمة المجرمين والفاسدين وتنفيذ برنامج الإسعاف الاقتصادي حتى يعبر السودان بسلام إلى شاطئ الاستقرار السياسي والاقتصادي والمجتمعي والخدمي والأمني. لهذا أيضاً نبارك الحراك السياسي الذي يهدف لإعادة بناء الأحزاب والاتحادات والنقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدني وإحياء الحاضنة السياسية للمرحلة الانتقالية. لكن الأهم في كل ذلك دفع الحراك الثوري وسط الشباب والكنداكات لمحاصرة الأحزاب الهيولية والتنظيمات والحركات الحربائية التي ترعرعت في عهد الإنقاذ وسد الطريق أمام تسللها وسط الأحزاب والاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني. هذا يقودنا لدور الشباب والكنداكات في ضخ الدماء الجديدة في شرايين الأحزاب والاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني دون افتعال معارك في غير معترك بين الأجيال، ودفع وتشجيع الجيل الصاعد للمشاركة الفاعلة في إعادة بنائها بعد أن أثبت عملياً قدراته التنظيمية والعملية والمهنية في مختلف المجالات. كلمة أخيرة نقولها للانقلابيين والمغامرين ومن شايعهم من الانتهازيين والمتسلقين : عليكم الاعتراف بهزيمتكم وإفساح المجال للشباب لإعادة تنظيم حزبكم وحركتكم العقدية المسيسة بعد مراجعة ونقد ذاتي وتأكيد الالتزام بمبادئ الديمقراطية وبقيم وممارسات التعايش الإيجابي مع الآخر بلا وصاية أو هيمنة أو قهر للدخول في العملية السلمية الديمقراطية بعد قيام الحكم المدني الديمقراطي وفق مبادئه وشروطه وضوابطه وأخلاقياته.