للعام الثاني علي التوالي تعرض قطاع صادرات الجلود لخسائر فادحة وأضرار بالغة خلال ايام عيد الأضحى المبارك، ولعل الشاهد على ذلك تلف كميات كبيرة ومقدرة من الجلود ملقاة علي الشوارع وداخل مياه الامطار والأسواق وقد تعفنت بسبب الإهمال مما خلف روائح كريهة يتولد فيها الذباب والحشرات لتهدد سلامة المواطنين وينذر بكارثة بيئية للسكان فمن المسؤول؟ (1) حول الموضوع يقول المهندس صديق عوض إن السبب الرئيسي وراء رمي الجلود في الشوارع هو الإهمال من قبل قطاع صادرات الجلود. وأردف قائلا "في السابق كانت تجمع هذه الجلود لصالح الجمعيات الخيرية ولجان المساجد في الأحياء ولكن الوضع اختلف الآن ولم تعد اسعار عائدات الجلود مجزية خاصة بعد ارتفاع أسعار الوقود وبالتالي من الطبيعي أن تجد الإهمال وكان على المسؤولين في قطاع صادرات الجلود أن يتحسبو لهذا الأمر والترتيب له منذ وقت كاف لجمع الجلود والاستفادة منها بدلا من تعفنها ورميها في الشوارع كما نراه الآن في منظر مقزز وغير لائق . (2) فيما قال المواطن يوسف الصادق إن رمي الجلود في الشوارع وعلى جنبات الطرق هو أسهل وسيلة يستخدمها الشعب السوداني للتخلص من جلود الأضحية وهذا ثقافة خاطئة ورغم هطول الأمطار في اول ايام العيد الذي جعل الكثير من المواطنين يرمون جلود اضحيتهم في الشوارع العامة والأسواق كان من الممكن الاحتفاظ بها إلى أن تتوقف الأمطار ثم يقومون بجمعها في المساجد في ظل غياب جامعي الجلود عن الأحياء في هذا العام وكذلك في العام السابق وقد لا يعلم الكثير أن رمي الجلود في الشوارع قد يخلف امراضا كارثية ومتاعب كبيرة للسكان هذا بخلاف إهدار ثروة مالية يمكن أن تستفيد منها الدولة اذا فعلت اتحادات صادرات الجلود دورها في جمع الجلود ولكن لم يهتم احد بهذا الأمر ليحدث ما حدث ونتمنى أن لا يتكرر في المستقبل. (3) من جانبه اكد عبد الله ياسين أن حجم الخسائر من رمي وإتلاف جلود الأضحية قد يصل لأرقام فلكية، مشيرا إلى أن هذه الخسائر تكررت في العام السابق بسبب الإهمال ولا نعلم لماذا كل هذا الإهمال ومن المسؤول عن ذلك؟. واضاف ان الأمطار التي هطلت اول ايام العيد كانت جزءا من تخلف الأسر عن جمعها في المساجد وكانت اسهل طريقة للتخلص منها هو رميها في الشوارع لتختلط جلود الأضحية بمياه الأمطار لتخلف لنا روائح كريهة ويتوالد فيها الذباب والحشرات وهذه كارثة بيئية حقيقية للمواطن. واختتم ياسين حديثه قائلا إن الآن حدث ما حدث وكل ما نتمناه هو عدم الوقوع في نفس الأخطاء في العام المقبل ويجب أن تكون هنالك خطة مدروسة لجمع الجلود والاستفادة منها لتحريك عجلة التنمية الاقتصادية في البلاد.