خسائر فادحة وأضرار بالغة، تعرض لها قطاع صادرات الجلود، خلال أيام عيد الأضحى، وذلك بتلف كميات مقدرة من جلود الأضاحي. تقدير الخسائر بالأرقام كان (صعبا) لأن الأعداد لم يتم حصرها . وزارة الثروة الحيوانية، وصفت تلف الجلود ب(الكارثة) وتساءلت من المسؤول؟، بينما أرجعت شعبة مصدري الجلود أسباب التلف لثلاثة عوامل كان أبرزها هطول الأمطار بغزارة ما أدى لتعثر جمع ونقل الجلود من المواطنين، (السوداني) وقفت على آراء عدد من الجهات المختصة عبر الإفادات التالية. من المسؤول ؟ وصف وزير الثروة الحيوانية المكلف د. عادل فرح، واقعة تلف جلود ذبيح الضأن في عيد الأضحى المنصرم ب(الكارثة) متسائلاً من المسؤول؟، وقال في مؤتمر صحفي أمس، إن هناك (حالات ضبابية) لا تستطيع معرفة من المسؤول، وذكر(اتصلت بوزارة التجارة) كان أحد الأسباب توفر المواد الحافظة (الملح) بكميات للمصدرين وتابع (لانعرف الحصل شنو بعد ذلك)، وأضاف: المشكلة الرئيسية تبرز في التخلص من المدابغ الحكومية، التي كانت تتحمل أعباء هذا العمل، موضحاً بأن القطاع الخاص لا يستطيع الالتزام واستلام الجلود، مستدلاً بواقعة حدثت في محجر الكدرو، بوجود 400 قطعة جلد طلب من إحدى المدابغ الخاصة استلامها، ولكنها رفضت لأسباب ارتفاع تكلفة الحفظ وعملية المعالجة للجلود. أمطار وأضرار وفي المقابل أرجع مدير الإدارة العامة للإنتاج الحيواني، بوزارة الثروة الحيوانية، د. عصام الدين عبدالرحمن، سبب تلف جلود الاضاحي إلى هطول الأمطار، وتعثر جمع ونقل الجلود من المواطنين إلى مناطق الجمع في الأحياء والأندية والجوامع، وقال ل(السوداني) إن جائحة كورونا تسببت في تدني أسعار وتوقف تجارة الجلود عالمياً، انعكست سلباً على أوضاع المصدرين السودانيين، مبيناً بأن سعر قطعة الجلد يبلغ حوالي 20 جنيها، وهي قيمة لا تغطي تكلفة الترحيل، واعتبر أن حجم تلف الجلود زاد لضعف ثقافة الشخص (المضحي) بأهمية أداء سُنة الأضحية كاملة، دون نقص والاهتمام بالجلد كجزء منها، منوهاً إلى أن وضع تجارة الجلود قبل حلول العيد، كانت تعاني من التكدس في المخازن والمدابغ لأنواع الجلود والفشودة، وشهدت الفترة قبل العيد بأيام فتح صادرها، ولكن الواقع يظهر بان تجارة الجلود تأثرت بكورونا. وشدد عصام، على أن الضرر الأكبر للتلف كان في العاصمة، وأن أمر تقدير الخسائر (يصعب حالياً) لأن الكميات غير محصورة في كل أنحاء السودان، وتمثل الخرطوم حوالي 50%، لافتاً إلى أن العدد المستهدف للجلود في الخرطوم عادة يصل لحوالي مليوني قطعة جلد خلال موسم الأضحية، مشيراً إلى أن الإدارة نفذت حملة إرشادية قبل أسبوع من حلول عيد الأضحى، بالتنسيق مع المركز القومي لتحسين الجلود بالوزارة، حيث تم نشر إعلانات بوسترات في كل وسائل الإعلام والصحف والإذاعات والتلفزيونات، وتعليق الملصقات في الأحياء والمركبات العامة، إلى جانب التنوير عبر المساجد. ثلاثة أسباب في الأثناء أرجعت شعبة مصدري الجلود، مشكلة تلف أعداد مقدرة من جلود الأضاحي، لثلاثة أسباب أبرزها هطول الامطار، عدم الجازولين، عدم توفر الملح، وقال رئيس الشعبة محمد علي حسن ل(السوداني) إن هطول الأمطار بغزارة في أولى أيام العيد أدى لتعطل حركة نقل وجمع الجلود، رغم الجهود التي بذلت، موضحاً بأن الشعبة تقدمت رسمياً للحصول على الجازولين، ولكن (للأسف) لم تمنح الشعبة تصاديق (رغم الوعد بذلك)، كما أن الشعبة ناشدت وزير الصناعة والتجارة لتوفير كميات ملح عن طريق القطار،لأن تكلفته تقل بنسبة 70٪ عن تكلفة النقل بالمركبات، مؤكداً بأن هذه العوامل انعكست سلباً في استلام جلود الأضاحي بالكيفية المطلوبة، وأضاف : القطاع تأثر بجائحة كورونا وتدنت الأسعار العالمية للجلود، وتراجع حجم الطلب، لافتاً إلى أن سوق الجلود في العاصمة يستهدف حوالي 500 ألف قطعة جلد خلال موسم عيد الأضحى، مبيناً بأن الشعبة اجتهدت وأدخلت 70 ٪ ، حيث عملت 7 مدابغ أثناء فترة العيد، أما نسبة 30 ٪ من الجلود تلفت، وذكر بأن كميات مقدرة من الجلود، كانت غير صالحة بسبب طريقة الذبيح. خسائر فادحة وأبدى الخبير الاقتصادي محمد أحمد دنقل،(استغرابه) لما حدث من تلف للجلود، وقال ل(السوداني) إن وزارة الصناعة والتجارة أصدرت مؤخراً قراراً يسمح بتصدير الجلود الخام والفشودة، وتساءل كيف تصدر قرارا ولم يتم الترتيب والاستعداد له؟ ، واصفاً ما حدث ب(التصرف الغريب)، وأكد بأن صادرات الجلود تحقق عائدات مقدرة، وتاريخياً يتم تصديرها لدولتي مصر وسوريا، وذكر أن هناك تجربة قديمة في بناء مدرسة بولاية نهر النيل، من التبرع بعائد بيع جلود الأضاحي، منوهاً إلى أنه يفترض إخطار لجان المقاومة في كل الأحياء لجمع هذه الجلود وكيفية المحافظة عليها، كما يجب تعميم قرار فتح الصادر في كل أنحاء البلاد حتى ينشط الحراك الاقتصادي في القطاع ، مشيراً إلى أن ما حدث يعد خسارة فادحة لمورد مهم. تقدير خسائر وقدر خبير إدارة وإرشاد اقتصاديات الثروة الحيوانية د. ياسر يوسف عليان خسائر تلف جلود الأضاحي في العام الحالي، بحوالي نصف مليار دولار، في حالة تم استغلالها جيداً وتصدير نحو 4 ملايين قطعة جلد، وقال ل(السوداني) إن هناك (إهداراً للموارد وفقداناً لرؤوس الأموال) ، داعياً لضرورة تأهيل المدابغ الموجودة حالياً، واستيراد مدابغ من إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وتركيا، أ الدول المتنافسة في صناعة الجلود. وأرجع أسباب تلف جلود الأضاحي لعدم التنسيق بين الجهات التي كانت تعمل في جمع الجلود والمنظمات ولجان الأحياء والمقاومة، موضحاً بأن بعض المدابغ رفضت استلام الجلود وأغلقت أبوابها، رغم أن سعر الجلد (20) جنيها، ما اضطر لترك الجلود (تعفن وانتشرت الروائح الكريهة) في مناطق عدة بالعاصمة، وتسبب في خسائر فادحة، وتابع (نحن لانحمد الله على النعم) ، البلاد انعم عليها بكثير من الموارد والخيرات، ولكن (نتطاول عليها ونرميها)، رغم أن البلاد في (حاجة ماسة لدولار واحد)، وأفاد بأن إثيوبيا تبيع قطعة الجلد المصنعة بحوالي 300 دولار، أما تجربة دولة تونس التي لديها 4 مدابغ حديثة، وتستورد جلوداً خاماً من دول إفريقية، وتصنعها ومن ثم تصدرها، نجدها تحقق عائدات تصل 10 مليارات دولار سنوياً لجلود (ليست ملكها)، وذكر (نحن رايح لينا الدرب)، مشيراً إلى أن معظم المدابغ كانت (غير جادة) في استلام الجلود.