لم يبعث الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة لبيان أن الله موجود أو هو وحده الخالق الرازق الحي المميت كل ذلك كان يقر به من أرسل إليهم الرسول من العرب آنذاك ولم يكن المشركون الأوائل الذين ارسل إليهم محمد بن عبد الله ملاحدة ينكرون وجود الله بدليل قوله تعالى ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله ) ( حتى إذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ) فقط كانوا راسبين بلغة اليوم في مادة إفراد الله بالعبادة، فكانوا يقولون (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) فيشركون مع الله أصناما وآلهة صنعت رموزا لرجال صالحين فى غابر الزمان كما أورد ابن كثير في تفسير قوله تعالى : ( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا ). روى البخاري عن ابن عباس قال : كانوا قوما صالحين بين آدم ونوح وكان لهم اتباع يقتدون بهم فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة فصوروهم فلما ماتوا وجاء آخرون دب إليهم إبليس فقال : إنما كانوا يعبدونهم وبهم يسقون المطر فعبدوهم. والمشركون الذين وصفهم الله ورسوله بالشرك صنفان : 1/ قوم نوح وكان أصل شركهم العكوف على قبور الصالحين ثم صوروا تماثيلهم ثم عبدوهم من دون الله . 2/ وقوم إبراهيم والذي كان أصل شركهم عبادة الكواكب والشمس والقمر وعبادة الجن. والشرك يقع بسبب تعظيم قبور الصالحين كما هو حادث اليوم، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يبتلون بأنواع من البلاء بعد موته صلى الله عليه وسلم تارة بالجدب وتارة بنقص الرزق وتارة بالخوف وقوة العدو فلم يكن أحد منهم يأتي إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا قبر الخليل ولا قبر أحد من الأنبياء فيقول : نشكو إليك جدب الزمان أو قوة العدو أو كثرة الذنوب وما يشبه ذلك من بدع محدثة في زماننا هذا.