بحسب نتيجة هذا العام، فإن نحو (1000) طالباً، غابوا عن امتحان الكيمياء المُعاد، بينما رسب في الامتحان أكثر من (33) ألفاً، رغم أن عدد الطلاب الذين سجلوا لذاك الامتحان في المساق العلمي (181.585)، جلس منهم (180.611) طالباً وطالبة. قصة "تسيب" علاء المقبول طالب بمدرسة في بري، متميز أكاديمياً جلس لامتحانات الشهادة الثانوية هذا العام ويعي أنها العتبة الأولى والأساس لتحقيق حُلمه في دراسة كلية الهندسة قسم النفط، اجتهد منذ بداية العام الدراسي وحلمه نصب عينه، وقال علاء في حديثه ل(السوداني) إن مشكلته بدأت مع بداية امتحانات الشهادة الثانوية واللغط الذي صاحب أول جلسة، رغم أنه لا يملك حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ولا يهتم بها إلا أن الأحاديث والأصوات تعالت وتعدت تلك المنابر الإسفيرية لتتحول لقلق ورهبة وسط الطلاب وأسرهم، ما حدا به للتوقف والانتباه لما يدور، فلا حديث يعلو على كشف الامتحانات وتسريبها، وأن بعضهم حصل على الامتحان بأجوبته النموذجية بمبالغ مالية طائلة، "علاء" أرهقه التفكير والتحليل حول الأمر وإمكانية حدوثه، خاصة أن وزارة التربية والتعليم، كانت تنفي الأمر جملة وتفصيلاً وما فتئت تؤكد صعوبة الأمر وليس بالأمر السهل والهين، إلا أنها سرعان ما أصدرت بياناً اعترفت فيه بتعرض امتحان مادة الكيمياء للتسريب، وحددت موعداً لإعادته، بحسب أحمد فمنذ إقرار الوزارة بالواقعة يذهب للامتحانات "بدون نفس"، ولسان حاله أن ثمة بيانات قادمة تكشف تعرض بقية المواد للتسريب، رغم أن ذلك لم يحدث، إلا أنه ظل مشتتاً وتسول له نفسه أنه لن ينجح هذا العام وتعمد الغياب عن امتحان الكيمياء المُعاد، واختتم بأنه لم يندم على تلك الخطوة لأنها كانت الخيار الأصلح له وقتها. المراقبون اعتبر معلم المرحلة الثانوية الأستاذ صابر أحمد، أن حالات الغياب في امتحان الكيمياء المُعاد كانت كبيرة وغير مُتوقعة، إما لصدمة نفسية تعرض لها الطلاب أو أنهم سافروا خارج السودان، وأي سبب ثالث فهو غير مقبول لأنه حتى المرضى وأصحاب الحالات الحرجة يتم معالجة أمرهم وتُهيأ لهم البيئة الملائمة، لأنه إن تغيب فيعلم أنه لا فرصة غير إعادة السنة، ورجح صابر أن يكون السبب هو شكوك الطلاب في بقية امتحانات المواد وأنها ستُعاد جميعها مرة أخرى حتى الكيمياء التي جلسوا لها للمرة الثانية، لافتاً أنهم كمعلمين أيضاً باتوا متذبذبين ولا توجد إعادة لمادة واحدة وإن حدث ذلك فستُلغى جميعها وتُعاد، وأضاف "اليد الامتدت لكشف امتحان واحد لا يستبعد أنها طالت البقية"، خاصة أن مخزن الامتحانات واحد، في السياق أكد مدير مركز للامتحانات بأم درمان أن عدد المتغيبين كان خمس طالبات، وقال في حديثه ل(السوداني)، "أعتقد أنه في ذلك اليوم، حالات استياء وسط الطالبات بحجة أن الامتحان المُعاد أصعب من الامتحان الأول"، مشيراً إلى أن ذلك تأكد بحسب نتيجة هذا العام فعدد طلاب المساق الأدبي في قائمة الأوائل أكثر من العلميين. للغياب مبررات الحاج محيي الدين إبراهيم، وافق ابنته على أن تترك الامتحانات ولا تُكملها وأن (تعيد) السنة، بعد أن تحولت حياتها بحسب والدها لدوامة من التفكير والتفسيرات، ف"لمياء" الطالبة بمدرسة الشهيد ببحري قد وصلت لمرحلة أن استعاضت عن مذاكرة دروسها بالمرابطة بوسائل التواصل الاجتماعي حتى لا يفوتها شيء، وأن لا يتكرر معها ما حدث في الكيمياء، ومنذ أن صدقت الشائعة وتقرر إعادة الكيمياء قررت ميساء وضع القلم والاستعداد لعام دراسي جديد، ولم تُكمل بقية الامتحانات. إدارة الامتحانات مدير امتحانات السودان د. مختار محمد مختار، اعتبر أن الأحاديث حول تسرب وكشف امتحانات أخرى غير الكيمياء ليس صحيحاً، ودحض خلال حديثه في تصريحات إعلان النتيجة، الشكوك حول امتحانات مواد أخرى غير الكيمياء تعرضت للكشف والتسريب، مؤكداً أنه لم ترد لإدارته أية معلومات موثوقة بتسرب مادة أخرى غير الكيمياء.