(ما تهتموا للأيام)، هذه الأغنية التي كتبها ذات خريف الشاعر الغنائي عوض جبريل، عندما جاء إلى منزله ووجده تحول إلى كومة تراب، بعد أن انهار بسبب السيول والفيضانات التي ضربت السودان في أحد الأعوام، وعوض، رحمه الله، والعهدة على الراوي أنه وجد زوجته واضعة يدها على خدها من الحال الذي آل إليه عش الزوجية، فهوَّن عليها مصابها، وأنشدها قائلاً (ما تهتموا للأيام ظروف بتعدي/ طبيعة الدنيا زي الموج تشيل وتودي) صور متداولة ردد في الأسبوع الفائت كثيرون هذه الأغنية بعد أن تداول نشطاء في منصات التواصل الاجتماعي صورة لمنزل الموسيقار عمر الشاعر وهو منهار بسبب الأمطار التي ضربت أماكن متفرقة من أنحاء العاصمة، كما انهار أيضاً منزل الملحن عماد يوسف، وكل من علق على الصور المتداولة، واساهم قائلاً: (ظروف بتعدي). شعب أُوسْطَى نشر الموسيقار شاكر عبر الرحيم على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي صورة جمعته مع الموسيقار عمر الشاعر، صاحب السهم الوافر في تاريخ الأغنية السودانية، فالرجل له تجارب لحنية كثيرة مع مجموعة من الفنانين أبرزهم زيدان إبراهيم، وعبد العزيز المبارك. شاكر نشر الصورة وعلق عليها قائلاً: (أستاذي بديع الألحان، الأنغام تصدر من كل المداميك والعراميس من كل ملطم وكل طوبة، يا صديقي نحن نعشق رائحة البن والأوتار ورائحة الطين والعرق والحرية، ونحن شعب أوسْطَى). وظهر شاكر في صورة أخرى، وهو يقوم ببناء جزء من بيت الشاعر المنهار. فقد مقتنياته الملحن عماد يوسف علق على منزله المنهار، وقال: (الحمد الله على ما أراد، انهيار منزلي اليوم، والحمد الله).. وعماد غرفته التي انهارت قال إنها تحتوي على أشياء كثيرة مهمة من بينها جهاز كمبيوتر جمع فيه ألحانه الغنائية، بجانب آلة العود التي تعرضت للتلف بصور كاملة، وحمد الله أن أفراد أسرته لم يصابوا بمكروه.. الجدير بذكره أن الملحن عماد يوسف قدم ألحاناً لعدد من المطربين، أبرزهم الفنانة ندى القلعة، وكون ثنائية مع الشاعر أسحق الحلنقي. أين الدولة؟ ما يتعرض له المبدعون من وقت لآخر يفتح الباب واسعاً أمام تنصل الدولة من دعم المبدعين، متمثلة في وزارة الثقافة والصندوق القومي لرعاية المبدعين، إذ إن الموسيقارين عمر الشاعر وعماد يوسف لم يزرهم أي مسؤول ليتفقد أحوالهما أو يواسيهما في مصيبتهم.